مبادرة شبابيــة ،،، ومشــاكل إجتماعية ،،،في عين
الحلوة

الإثنين، 13 أيار، 2013
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من نفّس
عن مؤمن كربةً من كرب الدنيا ، نفّس الله عنه كربةً من كرب يوم القيامة".
"مخيم الكرامة"
عندما نسمع بهذا الاسم للمرة الاولى، يبادر الى أدهاننا انه مخيم جديد ربما يكون في
سوريا او الاردن او فلسطين،،، ولكن ينتابك الدهشة ان عرفت ان هذا المخيم موجود في مخيمك
(مخيم عين الحلوة) او ربما بجانبك او تفصله عنك بضعُ مسافات. انه مخيم لعدد من عائلات
اللاجئين الفلسطينيين من سوريا ، حيث معالم النكبة والتهجير تظهر جليةً فيه.
كنا قد سمعنا عن معاناتهم، ولكن كانت الدهشة الاكبر
عندما وصلنا إليهم، عشرات من الخيم هنا وهناك، صبية يلعبون في العراء حفاة، شيخ يجلس
تحت اشعة الشمس يفكر طويلا محاولا ان يجد تفسيرا لما هو فيه، امرأة تطهو "بحلةٍ"
قديمة، وقودها حطبٌ من الطبيعة، وأخرى تفترش الارض لبنيها، وتصنع من التراب وسادة لصغيرها،
وهناك عجوز تنظر الى الخيمة نظرة حزينة، تظن نفسها انها في حلم مضى عليها سنون عديدة،
انها ليست نكبة 48، انها مأساة اليوم ، مأساة اللاجئين من سوريا الحبيبة.
"لا مساعدات ،،، لا طعام ،،، لا طبابة ،،،
لا عناية ،،، لا إهتمام " وغيرها من المصطلحات الكثيرة التي سمعناها من هؤلاء
اللاجئين، حيث يفتقرون الى أبسط مقومات الحياة، حيث يعيش حوالي 40 الى 50 عائلة في
عدد من الخيم في العراء، ويعيش في الخيمة الواحدة ما بين 1 الى 3 عائلات.
ففي هذا السياق، أطلقت المجموعة الشبابية الفلسطينية-واجه
في 12 أيار 2013، وبدعم من جمعية نبع وجمعية المساعدات الشعبية النرويجية، "مبادرة
من لاجىء الى لاجىء" التي تقضي بقضاء يوم غداء مع تلك العائلات والاستماع الى
أبرز مشاكلهم، في محاولة للتخفيف عنهم و البحث عن مصادر مختلفة لمساعدتهم في تأمين
أبسط إحتياجاتهم.
فقد قامت المجموعة بتوزيع حصص غداء عبارة عن "مناقيش
لحمة ومشروبات غازية" على العائلات التي تسكن في مخيم الكرامة والعائلات المجاورة
التي تسكن مجمع الشيخ زايد (المجمعين بتقدمة مجانية ورعاية من الأخ منير المقدح) حيث
بلغ عدد العائلات المستهدفة حوالي 80 عائلة.
وبعد الإنتهاء من الغداء، أكملت المجموعة حديثها
مع اللاجئيين، حيث رصدت العديد من المشاكل والاحتياجات حيث تعاني العائلات الموجودة
في مخيم الكرامة من المشاكل التالية:
1-
مشاكل صحية مختلفة ولا يوجد تغطية لنفقات العلاج بشكل إجمالي الا في حالات
قليلة.
2-
انتشار الأمراض المعوية و الجلدية بشكل كبير بين العائلات وخاصة الحساسية
3-
وجود حشرات وحيوانات خطيرة في محيط الخيم مثل: الثعابين والعقارب مما
تعرض حياتهم وحيات اطفالهم الى الخطر خاصة ان الخيم عبارة عن شوادر فوق التراب وتقع
في منطق ملاصقة لبستان كبير.
4-
عدم إهتمام الجمعيات والاحزاب والفصائل بوضعهم، والمساعدات التي تصلهم
هي بشكل غير منتظم وقليلة جدا ولا تلائم الواقع المفروض عليه، كتوزيع بعض المواد الشتوية
في هذا الفصل الحار من السنة.
5-
عدم وجود غرفة طبية ميدانية
6-
اندلاع الحرائق في بعض الخيم، بسبب استعمال وسائل طهو قديمة وغير صالحة
للاستخدام مما ينعكس ايضا على السلامة والصحة العامة للعائلة
7-
عدم انتظام الانروا في تقديم ودفع مصاريق بدل سكن
8-
عدم توفر كسوة للعائلات وخاصة الاولاد
9-
قلة أماكن الخلاء (الحمامات)، حيث يستخدم حوالي 40 عائلة 4 حمامات (2
للرجال، و 2 للنساء).
10- قلة التقديمات الغدائية للعائلات وخصوصا
للاطفال من قبل الجمعيات والمؤسسات والاحزاب.
11- عدم توفر المعلومات كافية لديهم عن مصادر
التي تقدم مساعدات مجانية وخاصة الطبية منها.
12- إستغلالهم كمادة صحفية من بعض الزوار وتقديم
وعود بشكل متكرر من دون الايفاء بها.
13- والكثير الكثير عن المشاكل التي يطول الحديث
عنها..
هذا وقد ناشدت العائلات المعنيين الى التحرك بشكل
سريع لنجدتهم والمحاولة الى تأمين بعضا من أبسط حقوقهم ومنها:
-
أطعمة غدائية وخصوصا للاطفال بشكل منتظم
-
بناء غرفة طبية ميدانية في أمكان تجمعهم
-
تأمين مصادر علاج مجانية
-
بناء أمكان خلاء
-
توزيع مادة القطران على العائلات التي تسكن الخيم وذلك لابعاد الحيوانات
والحشرات وخصوصا الافاعي.
-
وأخيرا وليس آخرا، الاهتمام بهم ومراعاتهم بما يرضى الله.
وتتوجه المجموعة الشبابية – واجه بالشكر الجزيل
للاخ "منير المقدح" على تقديم كافة المساعدات اللوجستية في عملية التوزيع،
وعلى احتضانه لتلك العائلات في مراكزه كبادرة شخصية وانسانية منه.
وما زال هناك العديد والعديد من المشاكل والطلبات
التي لم نستطع ان ندكرها جميعها في هذا التقرير، مشاكل تدمع لها العين لرؤيتها، و يحنّ
ويحترق لها الفؤاد لسماعها، فإن لم تحرككم تلك العائلات بوضعها هذا من سيحرككم، سؤال
برسم القوى الوطنية والاسلامية؟؟؟؟
المصدر: الترتيب العربي