مبادرة شبابية في مخيم نهر البارد لإصلاح وتطوير وتفعيل اللجنة الشعبية
السبت، 09 شباط، 2013
لم يكن الحراك الشبابي الذي انطلق في حزيران من العام الماضي في مخيم نهر البارد شمال لبنان حدثًا عاديًا أو تجربة صغيرة ينتهي مفعولها بإنتهاء الحدث.
ففي السادس عشر من حزيران من عام الماضي ، حصل اشكالًا بين أهالي مخيم نهر البارد و الجيش اللبناني الذي يسيطر علي المخيم بالكامل منذ أيلول 2007حيث عمدت القوى الامنية إلى جعل المخيم منطقة عسكرية يحظر دخولها من قبل المواطنين والإعلاميين باسثتناء من يحصل على ترخيص مسبق من قيادة الجيش. فمن كان يفقد تصريحه كان يمنع من الدخول لمنزله في المخيم.
وطيلة سنوات الخمسة حيث الحالة الأمنية والعسكرية المفروضة على المخيم لم تستطع الفصائل الفلسطينة تحقيق أدنى مطلب للأهالي ولا ان تتمكن من تخفيض الاجراءات الأمنية المفروضة عليهم.
وفي المقابل ، وعلى أثر اشكال فردي في المخيم مع القوى الأمنية أدى الى استشهاد الشاب أحمد قاسم تفجرت قلوب الأهالي على الوضع الأمني الشديد بحقهم وطالبو بعدة مطالب كان من أهمها إنهاء الحالة العسكرية وإلغاء نظام التصاريح المفروض عليهم .
وبعد حالة من السخط لدى الأهالي على الوضع الذي اوصلهم ترهّل الفصائل والمرجعية الفلسطينية في المخيم والمتمثلة في اللجنة الشعبية, أطلق موقع ومنتدى مخيمي نهر البارد والبداوي الحواري بالتعاون مع رابطة الاعلاميين الفلسطينيين في لبنان حواراً بين الأهالي والفصائل تحت عنوان "مخيم نهر البارد الى أين", وقد تم نقله على الهواء مباشرة حيث كانت المرحلة الأولى من الحوار بين الأهالي والفصائل على مستوى قيادة نهر البارد والشمال, على ان تنطلق مرحلة متقدمة من الحوار على مستوى مركزي في بيروت تضع تصورات لتفعيل وتطوير مرجعية فلسطينية في مخيم نهر البارد كبداية من بوابة اللجنة الشعبية.
وبعد التفاف الفصائل وأئمة المخيم مع الأهالي والحراك الشبابي وبعد اعتصام مفتوح لأكثر من شهر استطاع الشباب بالتعاون مع الفصائل من تحقيق رزمة من المطالب الوطنية والانسانية المحقة .
واليوم وبعد 7 اشهر من تلك التجربة الناجحة التي كانت الدافع الأول لباقي المخيمات لتشكيل حراك شبابي خاص بكل مخيم، يعمل عدد من شباب مخيم نهر البارد لإطلاق المحلة الثانية عبر حراك شبابي دائم تكون مهمته إصلاح وتطوير وتفعيل اللجنة الشعبية كمرجعية فلسطينية موحدة في مخيم نهر البارد, والتي هي اليوم محصورة بالفصائل الفلسطينية " فصائل المنظمة والتحالف " فقط, وبالتالي فهي لجنة فصائلية تحتاج الكثير لتكون شعبية، فالشباب يطالب بإدخال العنصر الشاب المثقف والكفاءات المهنية على اللجنة بالاضافة لممثلين عن الأحياء والمناطق في المخيم ، حيث أكد اصحاب الفكرةان الحراك يطرح ان يكون التمثيل بثلث للفصائل وثلث للكفاءات من مهندسين واطباء وعمال ومحامين وغيرهم من قطاعات الكفاءات الموجودة في المخيم, والثلث الأخير للأحياء, وذلك في محاولة لإعادة الوجه الاجتماعي الشعبي للجنة الشعبية عبر وجها الاحياء ممن يمتلكون السمعة الطيبة والقدرة على ادارة الامور.
ويهدف القائمون على هذا الطرح الى التأكيد ان لا مشكلة مع الفصائل ولذلك لها الثلث, ولكن يجب تفعيل اللجنة لتكون كفوءة على قدر تحديات المرحلة خصوصاً ان مخيم نهر البارد يعاني وضعاً استثنائياً يختلف عما يجري في اي مخيم فلسطيني آخر. وقد اجتمع أكثر من ستن شاباً لتبادل الأفكار والطروحات والاقتراحات للورة الطرح بشكل نهائي والعمل على أخذ نصائح من لهم باع في العمل المؤسساتي والتنظيمي من كبار المخيم, حيث قام رواد الفكرة بزيارات الى بعض وجهاء المخيم على ان تستمر الزيارات لمدة شهر تقريباً الى حي الوصول الى طرح الفكرة للعام ومن ثم الدعوة لإطلاق حوار مع الفصائل واللجنة الشعبية الحالية حولها. وقد أثنى الجميع ممن تمت زيارتهم الى الآن على الفكرة، وقال محمد قصقوص - بو حكمت أحد رواد الحراك "أن هدفنا هو تفعيل اللجنة بالتنسيق بين الفصائل والعنصر الشبابي الكفوء ووجهاء المخيم وليس هدفنا تحييد الفصائل فعلى عكس تمامًا لكن اصلاح اللجنة يجب ان يرتكز الى ثلاثة الفصائل والكفاءات والأحياء على ان يكون الثلثين الخاصين بالكفاءات والأحياء على قاعدة الانتخاب وليس التعيين ويتطرق طرح الحراك الى أدق تفاصيل آلية التطبيق من انتخاب وتمويل وغيره.
المصدر: رابطة الإعلاميين الفلسطينيين في لبنان