مجلس الأمن الفرعي في الجنوب: الجيش يضمن أمن المخيمات
الثلاثاء، 26 حزيران، 2012
أولى مجلس الأمن الفرعي في الجنوب، أهمية لقضية "لجم التوتر الأمني الذي كان شهده مخيم عين الحلوة" مؤخراً، وتأكيده ان "الجيش اللبناني هو الضامن للأمن والسلم الأهلي". أما لجنة المتابعة الفلسطينية في المخيم، فقد طلبت من قيادات الفصائل والتحالف "تعزيز القوة الامنية التابعة للجنة لدعم مهامها في حفظ الأمن في المخيم". وفي قضية مخيم نهر البارد، أكدت حركة "حماس" اثر لقاء مع النائب سمير الجسر، ان الأحداث الأخيرة في "البارد" "ليست متعلقة بأي أوضاع اقليمية أو لبنانية، بل هي نتيجة طبيعية للحالة المأسوية التي يعانيها سكان المخيم منذ خمس سنوات".
مجلس الأمن الفرعي
رأس محافظ لبنان الجنوبي نقولا ابو ضاهر اجتماعا لمجلس الأمن الفرعي، في مكتبه في مبنى السرايا الحكومية في صيدا، في حضور رؤساء الأجهزة الأمنية كافة في المحافظة، إضافة الى النائب العام الاستئنافي في الجنوب القاضي سميح الحاج.
بداية، نوه المحافظ بوضاهر بحكمة قائد الجيش اللبناني وبتوجيهاته للضباط والعسكريين في حفظ امن وسلامة مدينة صيدا ومخيم عين الحلوة إبان الأحداث الأخيرة.
وأشاد المجلس بـ"دور مديرية المخابرات في الجيش وقيادة اللواء المنتشر ضمن نطاق المدينة والحكمة وحسن المعالجة السريعة بغية الحؤول دون وقوع صدامات واشتباكات بين الجيش والأخوة الفلسطينيين"، مؤكدا ان "الجيش هو الضامن للأمن والسلم الأهلي، والتدابير التي يتخذها في محيط المخيم هي لسلامة الفلسطينيين واللبنانيين على السواء، وهذه الثقة ما بينهما كبيرة ولا يمكن زعزعتها لأن بقاء الدولة ومؤسساتها مرتبط بشكل جوهري بوجوده ووحدته وقوته وهيبته".
ونوه "بدور الفاعليات السياسية والروحية والحزبية في المدينة التي سارعت الى المساهمة في لجم التوتر الأمني الطارئ في المخيم، وبدور اللجان الفلسطينية في المخيم التي رفضت الإساءة للجيش اللبناني أو التعرض له وساعدت في اعادة الامور الى طبيعتها".
ودعا المجتمعون الى "اعتماد لغة التخاطب الموضوعي لإشاعة مناخ التهدئة والألفة والتعاون ورفض أي خطاب تحريضي يتناول كرامات وأدوار الأجهزة المذكورة كافة، حرصا على روحية العيش المشترك بين سائر مكونات المجتمع اللبناني الواحد، وإبقاء روح المودة والاحترام بين المسؤولين والمواطنين سائدة تحصينا ايضا للوضع الاقتصادي والمعيشي".
وقرر المجلس متابعة واستكمال الاجراءات التي من شأنها تكثيف الحماية الأمنية لقصر العدل في صيدا وسائر المؤسسات والادارات العامة فيها. وتقرر الطلب الى البلديات اعداد جدول احصائي بالمقيمين من غير اللبنانيين ضمن نطاقها لمعرفة اماكن تواجدهم والاطلاع على اوضاعهم عن كثب.
كما توقف عند "ظاهرة إغلاق الطرق الرئيسة وحرق الدواليب المسببة للتلوث البيئي وللأمراض السرطانية"، متمنيا على "المواطنين التعبير عن آرائهم ومطالبهم الاجتماعية بطرق تتسم بالحضارة والرقي". وشدد على "ضبط الأشخاص الذين يطلقون الأسهم النارية من دون ترخيص مسبق من المحافظ تجاوبا مع توجيهات وزير الداخلية، وعلى متابعة الإجراءات الأمنية وتنفيذ استكمال الخطة التي من شأنها تكثيف الحماية الأمنية لقصر العدل ولسائر المؤسسات والإدارات العامة والجامعات والمدارس، وتكثيف الدوريات لمعرفة هوية الأشخاص الذين يسرقون الأسلاك الكهربائية، إضافة الى ضبط ومعاقبة أصحاب الشاحنات المحملة بمواد مختلفة دون التقيد بالقوانين والأنظمة المرعية لجهة وجوب تغطيتها ووضع الأحزمة اللازمة حرصا على السلامة العامة، وذلك بالتنسيق مع النيابة العامة الاستئنافية في الجنوب.
كذلك شدد على "قمع ظاهرة انتشار وتعاطي المخدرات وإلقاء القبض بشكل خاص على المتاجرين بهذه الآفة الخطيرة والمروجين لها".
لجنة المتابعة
أبدت لجنة المتابعة الفلسطينية للقوى الوطنية والاسلامية في مخيم عين الحلوة ارتياحها لعودة الهدوء الى المخيم بعد الاحداث التي شهدها مؤخرا. وقررت اللجنة الطلب الى القيادة السياسية لفصائل منظمة التحرير وتحالف القوى الفلسطينية والقوى الاسلامية تعزيز القوة الامنية التابعة للجنة لدعم مهامها في حفظ الامن والاستقرار في المخيم.
وشددت اللجنة في بيان صادر عنها اثر اجتماع في مقر "الصاعقة" في المخيم "على وحدة الموقف الفلسطيني بعدم التدخل في التجاذبات الداخلية اللبنانية، واستمرار العمل لتعزيز العلاقات الاخوية بين الشعبين اللبناني والفلسطيني بما يخدم المصالح الوطنية للشعبين، داعية الى استمرار تعزيز الوحدة الوطنية الفلسطينية بين القوى الوطنية والاسلامية في عين الحلوة وكافة المخيمات الفلسطينية في لبنان.
"حماس" وقضية "البارد"
زار وفد من قيادة "حركة المقاومة الإسلامية - حماس" عضو كتلة "المستقبل" النائب سمير الجسر في مكتبه بطرابلس. وضم الوفد المسؤول السياسي للحركة في الشمال جمال شهابي، المسؤول الإعلامي لحماس في لبنان محمد أبو طربوش، والمسؤول السياسي في مخيم نهر البارد عبد الرحيم الشريف.
ووفق بيان أصدرته الحركة، فقد تناول الوفد مع النائب الجسر "آخر مستجدات الوضع الفلسطيني في لبنان وخصوصا في منطقة الشمال، حيث استعرض شهابي الظروف التي أدت إلى أحداث مخيم نهر البارد، مؤكدا أن أحداث المخيم ليست متعلقة بأي أوضاع إقليمية أو لبنانية، بل هي نتيجة طبيعية للحالة المأسوية التي يعانيها سكان المخيم منذ خمس سنوات".
وأكد شهابي ان "الفلسطينيين ينتهجون سياسة النأي بالمخيمات الفلسطينية عن الصراع اللبناني"، مطالبا "بضرورة رفع الحالة العسكرية المفروضة على مخيم نهر البارد والإسراع في إعادة إعماره، وإطلاق سراح المعتقلين على خلفية أحداث المخيم الأخيرة". وقال الشريف إن سكان مخيم البارد "مستمرون بالاعتصام السلمي حتى يتم تنفيذ قرار الجيش اللبناني الذي يقضي بإلغاء تصاريح الدخول إلى المخيم، ورفع الحالة الأمنية والعسكرية عنه".
وأبدى الجسر للوفد "حرصه على إبقاء القضية الفلسطينية خارج الاصطفافات اللبنانية"، معتبرا أن "القضية الفلسطينية هي قضية الجميع"، ومؤكدا "حرصه وسعيه على استقرار الأوضاع في مخيم نهر البارد".
المصدر: المستقبل