محيسن يؤكد لـاالقدس العربي’: دخول الجيش
لمخيمات اللاجئين الفلسطينيين في لبنان غير مطروح
وفتح تسعى لتهدئة الاوضاع في عين
الحلوة جراء قرار فصل اللينو من الحركة

الإثنين، 14 تشرين الأول، 2013
اكد الدكتور جمال محيسن عضو اللجنة
المركزية لحركة فتح لـ’القدس العربي’ امس الاحد بان دخول الجيش اللبناني لمخيمات
اللاجئين الفلسطينيين في لبنان لحفظ الامن غير مطروح على طاولة البحث ما بين
القيادتين الفلسطينية واللبنانية، وان حفظ الامن داخل المخيمات مسؤولية فلسطينية.
وفيما يشهد مخيم عين الحلوة للاجئين
بلبنان حالة من التوتر جراء رفض قائد قوات ‘القسطل’ العسكرية في حركة ‘فتح’ محمود
عبد الحميد عيسى الملقب بـ ‘اللينو’ قرار فصله من الحركة الذي اتخذته اللجنة
المركزية للحركة في اجتماعها الاخير برام الله، ورفضه مغادرة مكتبه، اوضح محيسن
الذي يتولى مهمة الاشراف على تنظيم فتح في لبنان، بان دخول الجيش اللبناني
للمخيمات غير مطروح.
واضاف محيسن قائلا لـ’القدس العربي’،
‘عندما يكون عند الجيش اللبناني وضعية تسمح له بالسيطرة الامنية على كل ساحة لبنان
بما فيها المخيمات، اتصور بان موقف الرئيس- محمود عباس- ليس معارضا لذلك، والاخوة
اللبنانيون يقولون حاليا بان الوضع الامني يتطلب استقلالا داخل المخيمات وحماية
فلسطينية امام وجود اتجاهات اسلامية عديدة ومختلفة واحزاب مسلحة’.
واشار محيسن الى ان الوضع في لبنان ما
زال يقتضي مواصلة الفلسطينيين تولي المسؤولية الامنية داخل مخيمات اللاجئين، منوها
الى انه لم يتم الوصول للمرحلة التي يتولى فيها الجيش والاجهزة الامنية اللبنانية
مسؤولية الامن داخل مخيمات اللاجئين، وقال محيسن ‘لم نصل لهذه المرحلة ، ولكن نحن
في نهاية الامر نخضع للقانون اللبناني في الساحة اللبنانية’.
وشدد محيسن على ان امكانية ان يتولى
الجيش اللبناني المسؤولية الامنية داخل مخيمات اللاجئين غير مطروحة حاليا، وقال
‘ليس مطروحا، ولكن نحن ضيوف في لبنان والمسؤولية الامنية في كل لبنان هي مسؤولية
الاخوة اللبنانيين، وعندما يكونون جاهزين لتأمين الامن داخل المخيمات سيتم بحث ذلك
، واتصور قرار الرئيس (محمود عباس) واضح بهذا المجال هو اننا مع الوضع الامني في
ايدي الاخوة اللبنانيين’.
وجاءت تصريحات محيسن للقدس العربي الاحد
في ظل تفاقم الاوضاع الامنية داخل مخيم عين الحلوة للاجئين ما بين تيارات متصارعة
داخل الحركة، ومواصلة الجهود لاحتواء التوتر ومنع تفاقمه.
واوضحت مصادر فلسطينية داخل مخيم عين
الحلوة بان حالة من التوتر تسود المخيم جراء رفض ‘اللينو’ قرار اللجنة المركزية
لحركة فتح بفصله من الحركة وتجريده من رتبه العسكرية، وامتناعه عن الامتثال لذلك
القرار واصراره على التمسك بمكتبه ورفضه مغادرته، الامر الذي ينذر بامكانية تفاقم
الاوضاع وازدياد حدة التوتر في صفوف تيارات فتح بلبنان. وفيما تواصل قيادة الحركة
بلبنان جهود وساطة لرأب الصدع ودفع مركزية فتح للتراجع عن قرارها، وجه اللينو
اتهام للمشرف العام على الساحة اللبنانية في حركة ‘فتح’ عزام الأحمد بالوقوف وراء
قرار فصله بعد ان ‘حاول شخصنة الامور بطريقة معيبة واساء لكافة المناضلين’.
وفي حين وجه اللينو اتهاما للاحمد بشخصنة
الخلافات داخسمير حمدي*
ل الحركة اشار الى ‘انه لم يتبلغ قرار
فصله من الحركة بشكل رسمي حتى الان’، مضيفا في تحدي واضح لقرار المركزية قائلا
‘هذا القرار لا يعني شيء’، مشددا على انه ‘سيبقى موجودا في مكتبه في مخيم عين
الحلوة ويقدم الخدمات ولن يستطيع احد فصله لا بورقة او بغير ورقة لانه عندما دخل
الى الحركة لم يدخل بورقة’ في اشارة الى قرار فصله، معتبرا ان ‘هذا القرار ظالم
لانه لا يستند على اي شيء’.
وتابع اللينو قائلا في حديث تلفزيوني
‘اننا نمر بمرحلة من اخطر المراحل واصعبها’، معربا عن ‘انه يستشعر الخطر’، مؤكدا
ان ‘الامن بالتراضي لا يمكن ان يحدث’ في اشارة الى فشل حركة فتح في الوصول لتوافق
حول المسؤولية الامنية في المخيمات وقيادتها.
وجاءت تصريحات اللينو في ظل اطلاق نار في
مخيم عين الحلوة الخميس الماضي على قريبه احمد عبد المجيد، واصابته بجروح نقل على
اثرها لمستشفى النداء الانساني داخل المخيم، ومنه الى مستشفى لبيب في صيدا.
وفي ظل تصاعد الخلافات داخل فتح بلبنان
حذرت حركة حماس وعبر المتحدث باسمها في لبنان علي بركة، مما أسمته خطورة الخلافات
داخل حركة فتح على مستقبل الأوضاع بالمخيمات الفلسطينية في الشتات. وحذر علي بركة
مسؤول حماس في لبنان مساء السبت في تصريح صحافي من خطورة الخلافات الفتحاوية
الداخلية على مستقبل الأوضاع بالمخيمات الفلسطينية، وصرح بإن خلافات أنصار الرئيس
محمود عباس ومحمد دحلان انتقلت للساحة اللبنانية، ووصلت الأمور لمحاولة اغتيال قيادي
فتحاوي في عين الحلوة.
ودعا بركة إلى ضرورة العمل على إيجاد
مخرج بين أنصار الفريقين خشية أن ‘تفلت الأوضاع الأمنية بالمخيمات’.
وتتحدث مصادر فلسطينية بان قرار فصل
اللينو يعود لقربه من القيادي السابق في الحركة محمد دحلان واستقبال زوجته مؤخرا
في لبنان.
وعلى ذلك الصعيد قال اللينو في تصريح
صحافي ان زوجة القيادي السابق في حركة فتح محمد دحلان ‘جليلة دحلان، ليس لها علاقة
بالسياسة لا من قريب او بعيد، بل عملها محصور بالمجال الانساني والاجتماعي’.
وكان اللينو صرح عقب الكشف عن قرار فصله
الذي اتخذته مركزية فتح بالقول ‘أين الخطأ في استقبالي جليلة دحلان’، لافتا إلى
أنها ‘لا تتعاطى الشأن السياسي بل تقدم خدمات إنمائية للفلسطينيين في لبنان وأيضاً
للنازحين من سورية إضافة إلى المساعدة للمعوقين من أبناء الشعب الفلسطيني وبالتالي
لماذا التذرع بها لشن الهجوم عليّ شخصياً؟’.
هذا وكشفت مصادر فلسطينية مؤخرا عن اقدام
امين سر اللجنة المركزية لحركة فتح بفصل السفير السابق خالد غزال من الحركة بتهمة
‘التحريض ضد الحركة’ و’التجنح لمصلحة جهة خارجة عن أطر الحركة’، ولم يحدد قرار
الفصل الذي تم تعميمه قبل ايام -واتخذ بتاريخ 7 تشرين الاول (اكتوبر) الجاري –
الجهة الخارجية.
وجاء قرار فصل غزال بعد قرار عزل
‘اللينو’ المتهم بأنه على علاقة مع القيادي السابق في الحركة محمد دحلان والذي
يقيم حاليا في دولة الامارات العربية.
المصدر: القدس العربي