«مخيم العودة» .. خطوة نحو فلسطين
الأربعاء، 12 أيلول، 2012
"الجيل الجديد من الشعب الفلسطيني، لا يمكن أن ينسى أرضه وحقوقه وقضيته، مهما طالت سنوات اللجوء والشتات"، بتلك العبارة لخصت الشابة الفلسطينية سحر عيتاوي، من مخيم برج البراجنة، الهدف من مشاركتها في "مخيم اتحاد الشباب الديموقراطي الفلسطيني - أشد"، الذي يقام للسنة العاشرة على التوالي تحت عنوان "مخيم العودة"، في "الجامعة اللبنانية الدولية" في البقاع الغربي.
المخيم الذي يستمر لمدة ثمانية أيام، يضم نحو ثلاثين مشاركاً ومشاركة، جلهم ينتمي إلى المخيمات الفلسطينية في لبنان، إلى جانب بعض المشاركين من داخل فلسطين، ومن مخيمات الشتات في الدول العربية. حنان مصطفى، الطالبة التي تدرس المحاسبة، وصفت مشاركتها بالمخيم بـ"فسحة التلاقي بين الشباب الفلسطيني، لمناقشة قضايانا ومشاكلنا ومعاناتنا، والسعي لجدولتها والعمل في سبيل إيجاد الحلول لها"، معربة عن أملها بتغيير الواقع، الذي يعيشه الشباب الفلسطيني في لبنان، بالاتجاه الذي يسمح لهم بتحقيق آمالهم وتطلعاتهم. وقالت: "في مقدمة الأزمات الصعبة، التعليم والعمل، حيث هناك تراجع في المستوى التعليمي في مدارس الأونروا، وقصورها في توفير أقساط التعليم الجامعي"، معربة عن استيائها للمعاملة التي يلقاها الشباب الفلسطيني في لبنان، حيث تقف القوانين سداً منيعاً في وجه المتخرجين، وبالتالي يتخرج هؤلاء الشباب من الجامعات، وتتراكم أعداد العاطلين عن العمل، ما يعني أن مستقبل هؤلاء مظلم، مع ما ينتاب هذا المستقبل من حالات يأس وإحباط.
وأجمع مؤيد وهبي وغسان عوض (نهر البارد) وعبد الرحمن مرشود (عين الحلوة)، على تشبيه حياة الفلسطينيين في المخيمات، بحياة نزلاء السجون الكبيرة، المحاصرة بالقبضات الحديدية والتدابير الأمنية، مؤكدين أن "هموم الشعب الفلسطيني متشابهة في كل مخيمات الشتات، فالكل يعاملنا كغرباء، مع أننا نحسب أنفسنا أخوة للجميع"، مطالبين أن تعاملهم الدولة اللبنانية "كما تعامل بها العامل البنغلادشي، أو الأثيوبي والفليبيني"، مستغربين القوانين والقرارات التي تسنها الدولة اللبنانية، وتمنع بموجبها الفلسطيني من التملك وممارسة بعض الأعمال، "مع أننا كقوى عاملة نشكل أساساً داعماً للاقتصاد الوطني والناتج القومي في لبنان". وأكدوا تمسكهم بـ"حق العودة"، ورفضهم للتوطين.
رئيس "اتحاد الشباب الديموقراطي الفلسطيني" يوسف أحمد لفت إلى أن "المخيم يهدف إلى تفعيل لغة الحوار والتفاعل بين الشباب الفلسطيني، من أجل الوصول إلى رؤية شبابية موحدة تحاكي هموم واهتمامات الشباب على جميع الصعد الوطنية والاجتماعية. كما أنه يهدف إلى تعزيز شخصية الشباب وبناء قيادات شبابية، تستطيع أن تكمل مسيرة النضال الفلسطيني، وتتحمل المسؤوليات الوطنية الملقاة على عاتقها". ولفت أحمد إلى أن "المشاركين في المخيم أظهروا وعياً كبيراً وحرصاً على القيام بأدوارهم، بحيث وصف مشاركتهم بالفعالة في مختلف المهمات والتحديات، التي يواجهها الشعب الفلسطيني، لكنهم يعبرون عن استيائهم من حالات التهميش والتغييب، التي يتعرضون لها من قبل المؤسسات الرسمية الفلسطينية المعنية بأوضاعهم"، مشيراً إلى رغبة هؤلاء الشباب "في توسيع دائرة الحوار والتفاعل مع الشباب اللبناني، بحيث هناك الكثير من القضايا والعناوين تحتاج إلى حوار ونقاش بهدف إزالة بعض الشوائب التي ما زالت راسخة في الأذهان من الحقبات والمراحل الماضية". وأوضح أحمد أن "إبراز الإبداعات والمواهب الفنية والأدبية عند المشاركين، هي من ضمن الأولويات التي تعمل قيادة المخيم على تنشيطها وتفعيل دورها على مستوى الساحتين اللبنانية والفلسطينية"، مطالباً "الجهات المسؤولة بالاهتمام بهذا الجانب الثقافي والحضاري عند الشباب، والعمل على رعايته وتطويره من أجل إفساح المجال أمامهم للانطلاق والتميز".
يتضمن المخيم عدداً من ورش العمل والمحاضرات والنشاطات، التي تتركز بغالبيتها حول قضايا الشباب الفلسطيني والتحديات التي يواجهونها على الصعد السياسية والاجتماعية والثقافية والتربوية، إلى جانب موضوع المشاركة الشبابية، للخروج باستراتيجية عمل شبابية تحاكي تطلعات الشباب، وتعمل على تنمية قدراتهم وتوفر فرص حقيقية لهم للمشاركة الفاعلة في مختلف المجالات. كما تشمل المحاضرات عناوين رئيسية أخرى، كقضية حق العودة، والحقوق الإنسانية للاجئين الفلسطينيين في لبنان، والتحديات التي تواجهها القضية الفلسطينية، بالإضافة إلى نشاطات ثقافية وفنية ورياضية. ويستضيف المخيم حوارات شبابية مع عدد من المنظمات الشبابية والطالبية اللبنانية من أجل تمتين وتعزيز جسور التواصل والثقة وتعزيز لغة الحوار، وتبديد الهواجس بين الشباب اللبناني والفلسطيني.
المصدر: شوقي الحاج - السفير