مخيم
عين الحلوة ينذر بوقوع كوارث انسانية في ظل ازمة شح المياه

الجمعة،
10 أيار، 2013
لقد
كثرت وتعدد المعاناة التي فطر عليها اللاجئي الفلسطيني, معاناة تضاف إلى حياة اللاجئى
الفلسطيني الشاقة المليئة بالمآسي العظيمة والكفاح المضني في انتظار تحقيق الحلم بالعودة
إلى ديارهم الاصلية في فلسطين.فمع حلول فصل الصيف تبدأ أزمة شح المياه التي لم تنتهي
بعد ككل عام،اذ يعاني اهالي مخيم عين الحلوة من نقص حاد في مياه الشفة (الشرب) بسبب
التقنين القاسي الذي تفرضه مؤسسة كهرباء لبنان من جهة واصحاب المولدات الكهربائية في
المخيم من جهة اخرى ناهيك عن عدم وصول المياه إلى احياء في المخيم بسبب شدة الضغط على
استهلاك المياه اثناء فترة التغذية الكهربائية, دون تدخل الجهات المعنية لإيجاد الحل
السريع والجذري, الأمر الذي فاقم من حدة المشكلة, ليترك ابناء المخيم يئنون من الضرر
الفادح الذي لحق بهم والذي ينذر بوقوع كوارث انسانية اذا ما لم يتم تدارك المشكلة.
يعد
عامل انقطاع التيار الكهربائي السبب الرئيسي في ازمة شح المياه,فعدد الساعات التي تمد
بها مؤسسة كهرباء لبنان المخيم بالكهرباء غير كافية فعلياً لتخزين الكمية المثلى من
المياه التي قد تحتاجها العائلة اثناء فترة انقطاع التيار الكهربائي الطويلة, لا سيما
ان نصيب المخيم من التغذية الكهربائية لا يتعدى 6 ساعات خلال 24 ساعة,ساعتين في النهار
واربعة ساعات أخرى في الليل, فضلاً عن انقطاع التيار الكهربائي اثناء فترة التغذية
الكهربائية,ما يضطر اهالي المخيم إلى البقاء دون مياه حتى فترة تشغيل المولدات الكهربائية
عند المساء والتي تعتبر تكاليف الاشتراك فيها باهضة الثمن مقارنة بأسعار مدينة صيدا
من حيث عدد ساعات التشغيل وبسعر الاشتراك,ولكن المشكلة لا تكمن في تشغيل المولدات الكهربائية
فحسب بل هي الاخرى تحتاج إلى تأمين مادة المازوت بشكل اولي لتشغيل مولدات الآبار لضخ
المياه, فالأونروا بالكاد ان تغطي جزءاً بسيطاً من الكمية المطلوبة ما بين 500 و
700 ليتر كل ثلاثة اشهر.
وما
يميز ازمة شح المياه هذه السنة عن بقينة السنوات, ان مخيم عين الحلوة بدوره يحتضن الآلاف
من الأسر السورية النازحة, ما ضاعف من الطلب على مياه الشفة. وقد قامت مؤخراً وقف الرأفة
الاجتماعية مشكورة بإنشاء اربع محطات لتكرير المياه في احياء متفرقة من المخيم وقد
استفاد منها الأهالي, حيث اصبح بالإمكان الحصول على مياه معدنية مكررة لا سيما العائلات
السورية النازحة التي تمكث في مراكز ايواء غير مؤهلة او لا تصل إليها شبكات المياه,
وهي تعتبر خطوة جيدة في سبيل تلافي المشاكل الصحية وخاصة بعد ظهور العديد من حالات
التسمم في الآونة الاخيرة بسبب تداخل مياه الشفة مع مياه الصرف الصحي.
فيما
قام موقع عين الحلوة بجولة ميدانية اطلع فيها عن كثب على مدى الحاجة لتلك المحطات,
حيث تبين ان هناك اقبالاً كثيفاً لدى الاهالي وخاصة اثناء فترة انقطاع التيار الكهربائي.
وبناء عليه نتمنى من وقف الرأفة الاجتماعية التي كانت دائماً السباقة في مشاريعها التي
تخدم ابناء المخيم, المبادرة بإنشاء المزيد من محطات تكرير المياه نظراً إلى عدم توفر
هذه المحطات في كافة احياء المخيم, مما يلزم مجئ الأهالي من احياء لا تتوفر فيها هذه
المحطات لتعبئة المياه, الأمر الذي يؤدي إلى نفاذ كمية المياه المخزنة في وقت قصير
جداً بسبب شدة الضغط الحاصل عليها.
وبالعودة
إلى أزمة شح المياه, يطالب موقع عين الحلوة بتدخل عاجل وسريع من جميع الفصائل والاحزاب
الوطنية والاسلامية, للمساهمة في تأمين مادة المازوت, وذلك بدفع ما يتوجب عليهم بالتساوي
وصيانة اي عطل طارئ قد يحصل في مولدات الآبار, لا سيما منظمة التحرير الفلسطينية التي
تعتبر نفسها الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني, نظراً للتزايد المطرد في عدد سكان
المخيم.
المصدر: موقع عين الحلوة