القائمة

مواقع التواصل الأجتماعي

مخيمات الشمال وخطر «إغراء» الانخراط في الأزمة السورية

مخيمات الشمال وخطر «إغراء» الانخراط في الأزمة السورية
 

الخميس، 04 تشرينالأول، 2012

هل يصمد الشارع الفلسطيني في لبنان أمام «إغراءات» الانخراط في الأزمة السورية؟، وهل تنجح محاولات «نبش الماضي» وتحريك الغرائز المذهبية في زج العنصر الفلسطيني في أتون المواجهات العسكرية الدائرة هناك؟ أم أن حكمة القيادات الفلسطينية وسلوكها حتى الآن ســيجنبان مخيمات لبنان طعم هذه الكأس، ويحصران «الفتاوى الجهادية» التي تصدر من هنا او هناك ضمن إطار محدد؟

هذه الأسئلة بدأت تفرض نفسها في الشارع الفلسطيني في لبنان في ظل ما يتردد من معلومات عن توجه مقاتلين إسلاميين فلسطينيين من مخيمات فلسطينية عدة إلى سوريا للقتال الى جانب «الثوار» هناك.

هذه المعلومات وضعتها قيادات فلسطينية «في خانة التحرك العاطفي الفردي من قبل أشخاص يحملون أفكاراً جهادية متشددة»، و«لا تخشى بالتالي على امن المخيمات واستقرارها وعلى علاقة القوى والفصائل المتعددة المشارب والانتماءات السياسية داخل تلك المخيمات».

لكن توسّع دائرة تحركات «المجاهدين» ومجاهرة الكثيرين علانية بالعداء للنظام السوري ودعوتهم إلى «نصرة إخواننا الثوار» أخرج المسألة من إطارها الفردي إلى الإطار العام، خصوصاً مع ظهور ملامح تخوين واتهامات ونكء جراح قديمة متبادلة على خلفية الموقف من الصراع في سوريا، لكن كل ذلك لم يرتق بعد إلى مستوى الأزمة في العلاقة بين المختلفين سياسياً انطلاقاً من واقع يفرضه جو التهدئة وتوازنات القوى ضمن مخيمات الشمال (البداوي والبارد).

وتردد أن عدداً من المقاتلين توجّهوا في الأيام الماضية إلى سوريا من داخل أحد مخيمات الشمال، للانضمام الى صفوف «المجاهدين»، الأمر الذي سلّط الضوء بقوة على هذه المسألة البالغة الحساسية نظراً لتشعباتها الداخلية وانعكاساتها على الوضع في لبنان، خشية تحولها إلى ظاهرة على غرار ظاهرة «فتح الإسلام»، واتخاذها إطاراً تنظيمياً، خصوصاً مع تزايد عدد الفلســطينيين النازحين من سوريا.

وترى مصادر فلسطينية أن الوضع في مخيمي البداوي والبارد يختلف كلياً عن بقية المخيمات اللبنانية، حيث تجتمع فيهما كل تناقضات الطيف الفلسطيني وتختزن في ماضيهما تجارب عن حقبة النظام السوري التي ما تزال راسخة في ذاكرة البعض كل وفق ميوله السياسي، وترسم أزقة وشوارع مخيم نهر البارد المدمرة صوراً تجسد تداعيات الحروب «الجهادية».

وإذا كان مخيم البداوي محكوماً بوثيقة الشرف غير المعلنة بين «الفصائل» إلا ان طول امد الازمة في سوريا ومشاركة سكان مخيمي البارد والبداوي اقرانهم في سوريا الهم والوجع الذي يعانوه نتيجة نزوحهم ومشاطرتهم التنوع في الافكار والمعتقدات وخلطها بتلك التي خلفها وراءه تنظيم «فتح الاسلام»، كلها امور قد تسقط مع الزمن كل المحرمات.

المصدر: عمر ابراهيم - السفير