مخيمات صور: التقديمات لا تحلّ المشكلة

السبت، 19 كانون الثاني، 2013
رزان ومنى، نازحتان فلسطينيتان من سوريا إلى مخيمات
اللجوء الفلسطيني في الجنوب. الفتاتان اللتان تسكنان في منزل مستأجر مع عائلتهما، في
مخيم البرج الشمالي، تعانيان مع أكثر من عشرين شخصا آخرين، من مرض»التلاسيميا» المستفحل
أصلاً في المخيم. وتعاني رزان ومنى، إضافة إلى عبء النزوح، تكاليف المعاينات الطبية
والأدوية، الأمر الذي لم تكونا تشعران بعبئه في مخيم اليرموك في سوريا.
رزان ومنى، هما مثال لمعاناة 1200 عائلة فلسطينية
نزحت من سوريا، إلى مخيمات وتجمعات اللاجئين الفلسطينيين في ساحل صور (البرج الشمالي،
الرشيدية، البص، الشبريحا، جل البحر، والقاسمية). وقد ارتفع عدد العائلات النازحة أخيراً،
خصوصاً في مخيم البرج الشمالي، حيث توجد نحو 500 عائلة، غالبيتها تقيم في منازل أقارب
لها، أمّا العائلات الأخرى فتقيم في منازل مستأجرة، وتدفع بدلات إيجار تصل إلى أكثر
من مئتي دولار شهريا للمنزل الصغير.
ويشير المتابعون لملف النازحين الفلسطينيين إلى
مخيمات المنطقة، إلى أن عملية الاستيعاب، لا تزال تحت السيطرة، لكنّها قابلة للانفجار
في حال استمرار قدوم عائلات أخرى، لا سيما أن المخيمات والتجمعات، تعاني أساساً من
اكتظاظ سكاني، وتكاد لا تتسع للقاطنين فيها.
وبينما يشتكي النازحون، من قلة الاهتمام والرعاية
من جانب «الأونروا» التي اعتصموا أمام مقرها في صور أكثر من مرة، مطالبين باحتضانهم
ورعايتهم الصحية والاجتماعية، يسجل في المخيمات تحركات مستمرة لدعم اللاجئين على أكثر
من مستوى سياسي واجتماعي وإنساني.
وتؤكد مصادر في «الأونروا»، المعنية الرئيسة بالنازحين
واللاجئين الفلسطينيين، أنّ عدد العائلات المسجلة قارب الألف ومئتي عائلة، وهي تتوزّع
على مخيمات وتجمعات اللاجئين في منطقة صور.
وفي ما يتعلق بالدعم الذي تقدمه لهؤلاء النازحين،
توضح المصادر إلى أنّ «الأونروا» قدّمت لكل فرد ستين ألف ليرة، إضافة إلى حصة تموينية
بقيمة خمسة وعشرين دولارا أميركيا، متوقعة أن يحصل النازحون على دفعة ثانية من أجل
رفع المعاناة عنهم.
وفي المجال الصحي والطبابة، تؤكد المصادر أنّه يتّم
التعامل مع النازحين الفلسطينيين، بمثل ما يتم التعامل مع الفلسطينيين المقيمين في
لبنان، لناحية العلاج والاستشفاء والطبابة .
كذلك في موضوع التعليم، إذ يتلقى مئات التلامذة
تعليمهم في مدارس «الأونروا». ويلفت عضو القيادة السياسية في «حركة حماس» جهاد طه،
الى أن الحركة تقف إلى جانب النازحين، وقد صرفت حتى الآن نحو تسعمئة ألف دولار، وهي
عبارة عن مساعدات مادية مباشرة بقيمة مئة ألف ليرة لكل عائلة، ولوازم منزلية وسواها.
وقال: «هناك مركز معونات في كل مخيم، يتولى متابعة
قضية النازحين، ويقدم الحاجات الأساسية، بما فيها بدلات الإيجار للحالات الصعبة».
ويؤكد مسؤول اللجان الشعبية الفلسطينية في مخيمات
صور غازي كيلاني أنّ اللجان تتابع قضية النازحين مع الجهات المعنية، بما فيها «الأونروا»،
مشيرا إلى أنّ «منظمة التحرير الفلسطينية» قدمت خمسين دولاراً أميركياً لكل عائلة نازحة
إلى المخيمات.
المصدر: السفير