شهدت المخيّمات الفلسطينية في لبنان عدة فعاليات جماهيرية اليوم الأربعاء 30 آذار 2022 إحياءً للذكرى الـ 46 ليوم الأرض الفلسطيني كان أبزرها واضخمها المهرجان الجماهيري الذي أقامته حركة المقاومة الإسلامية "حماس" في صيدا بمشاركة الآلاف من اللاجئين الفلسطينيين، وشارك في المهرجان قادة الفصائل والقوى وشخصيات وطنية ووجهاء، فيما سبق المهرجان عدة فعاليات شعبية كافة المخيمات الفلسطينية في لبنان.

بدوره، قال ممثل حركة المقاومة الإسلامية حماس في لبنان في كلمة القاها اليوم في المهرجان أن رسالة شعبنا في يوم الأرض هي أن الأرض لنا وثورة الأرض بدأت منذ احتلال فلسطين ومستمرة حتى اليوم، معتبراً بأن ثورة الأرض تتميز بأنها شاملة في كل أنحاء الوطن والشتات.

وأشار في كلمته بأن قيادة القسام وفصائل المقاومة اتخذت قرارا بعد معركة سيف القدس بتفعيل المقاومة المسلحة في الضفة والقدس والداخل المحتل.

ودان في كلمته قمة النقب رافضاً التطبيع مع الاحتلال بكل أشكاله، خاتماً كلمته بالتوجه بالتحية إلى الشعب الفلسطيني المرابط والمجاهدين الذي سنرسم معهم لوحة النصر والتحرير والعودة، وأننا سنكون جزءا أساسيا في معركة التحرير والعودة.

وفي السياق ساد الإضراب مخيمي نهر البارد والبداوي شمال لبنان وذلك احياء للمناسبة وتأكيداً على حق العودة، ونظمت جمعية التضامن في مخيم نهر البارد نشاطاً تراثياً وترفيهيا لعدد من أطفال المخيم.

وفي مخيم البداوي للاجئين، نظمت المؤسسات واللجان الأهلية والتربية فعاليات تراثية وتربوية وتضمنت الفعاليات أنشطة تراثية وفنيّة ومعروضات من الذاكرة الفلسطينية على امتداد شارع مدارس "الأونروا" في المخيّم، فيما شهدت الفعالية تفاعلاً من قبل الحضور والأهالي، حول موضوعات يوم الأرض وتمسّك اللاجئين بتراث أجدادهم رغم مرور 73 عاماً على التهجير عن فلسطين. كما نظمت اللجنة التربوية التابعة للجنة الشعبية في المخيّم، مسيرة للأطفال، جابت شوارع المخيّم، رافعين الأعلام الفلسطينية، ويافطات أكّدت تمسك اللاجئين الفلسطينيين بأرضهم وحق العودة.

وفي مخيم برج البراجنة في ببروت نظمت الفصائل الفلسطينية اعتصاماً شعبياً أمام مدخل المخيم رفعت فيه الاعلام الفلسطينية.

وفي مخيم عين الحلوة للاجئين قام طلاب ثانوية بيسان بالتعاون بين جمعية نواة وبرنامج الدعم النفسي الاجتماعي بزراعة شجرة زيتون في ملعب المدرسة احياء ليوم الأرض.

وفي مخيم البص للاجئين الفلسطينيين جنوب لبنان أحيت ثانوية دير ياسين ذكرى يوم الأرض بنشاط رياضي للطلاب. تخلل النشاط شرحًا للتلاميذ عن أهمية المناسبة والتأكيد على التمسك بحق العودة.

كما نظم المنتدى الثقافي الفلسطيني في مخيم برج الشمالي عرضاً مسرحياً بعنوان "سير الأرض" في قاعة المركز الثقافي الفلسطيني.

وفي ذات المناسبة، أكد العمل الجماهيري في حركة حماس في لبنان في بيان وصل "شبكة لاجئ نت" نسخة منه "اقتراب التحرير والعودة"، مشيرة، إلى أن "تصاعد الانتماء الوطني وانتشار ثقافة المقاومة والوحدة الوطنية، وتصاعد مشروع الصمود بالداخل والخارج، تجعل لحظة الحرية أقرب من أي وقت". وشدد على أن "وحدة الأرض الفلسطينية والشعب من أهم الركائز التي تقوم عليها الثوابت الوطنية، وتعتبر من المقومات الأساسية للمواجهة مع الاحتلال، وإسقاط كل المشاريع التي تستهدف القضية الفلسطينية".

وأضاف أن "ذكرى يوم الأرض مناسبة وطنية جامعة، ومحطة تاريخية فاصلة من محطات الصمود والمقاومة التي سطرها شعبنا خلال أكثر من مئة عام من مواجهة المشاريع الاستعمارية والاحتلالية التي تستهدف قضيتنا وهويتنا".

وفي السياق دعت منظمة "ثابت" لحق العودة كافة أبناء الشعب الفلسطيني لضرورة التوحد خلف الثوابت الوطنية والتمسك بالمقاومة بكافة أشكالها سبيلاً لرد العدوان الصهيوني واستعادة الحقوق والمقدسات وتحرير الأرض وعودة اللاجئين الفلسطينيين.

واعتبرت "ثابت" أن يوم الأرض عزّز الوعي الوطني لجماهير شعبنا في الجليل والمثلث والنقب، وفي كل أماكن تواجده في الخارج، وأسهم في صياغة الرواية الوطنية في مواجهة رواية الحركة الصهيونية المزيفة.

وبدورها طالبت المؤسسة الفلسطينية لحقوق الإنسان "شاهد" الأمم المتحدة بوضع آليات لتنفيذ القرارات المتعلقة بالقضية الفلسطينية، والعمل على محاسبة الاحتلال في المحاكم الدولية على الجرائم التي يرتكبها بحق المدنيين الفلسطينيين. وإعادة تقييم منظومة حقوق الإنسان بشكل عام وتقييم مدى فعالية الآليات المحلية والإقليمية والدولية لحماية حقوق الإنسان.

وأكدت "شاهد" أن حقوق الشعوب لا تسقط بالتقادم، ولا يمكن شطبها أو تصفيتها أو القضاء عليها، مطالبةً المجتمع الدولي بالعمل على رفع الحصار عن قطاع غزة والإيفاء بالتزامه في القيام بإعمار قطاع غزة.

ويحيي الفلسطينيون في الوطن والشتات، ذكرى يوم الأرض التي تحل في 30 آذار\ مارس من كل عام، جاء بعد هبة عام 1976 التي قامت بها الجماهير العربية الفلسطينيّة داخل الأراضي المحتلة عام 1948، ضد الاستيلاء على الأراضي، والاقتلاع والتهويد التي انتهجتها سلطات الاحتلال.