مدير المخابرات الفلسطينية في لبنان.. هل ينجح في ترتيب البيت الفتحاوي
الجمعة، 27 كانون الثاني، 2012
كشفت مصادر فلسطينية لـ "صدى البلد"، ان مدير المخابرات العامة الفلسطينية اللواء ماجد فرج سيصل الى لبنان في غضون اليومين المقبلين من اجل متابعة القضايا التنظيمية والامنية داخل حركة فتح" بعد تعثر عضو اللجنة المركزية للحركة المشرف على الساحة اللبنانية عزام الاحمد اجراء مصالحة بين قائد "الكفاح المسلح الفلسطيني" العميد.. محمود عبد الحميد عيسى "اللينو" وقائد المقر العام اللواء منير المقدح ما يهدد بصراع داخل البيت "الفتحاوي".
وزيارة اللواء فرج الى لبنان ستكون مهمة شاقة وصعبة ولكنها تكتسب اهمية خاصة كونه احد ابرز المقربين من الرئيس الفلسطيني محمود عباس "ابو مازن" ومن دائرته "المغلقة" وبيده حسم الكثير من القرارات، وهي الثانية بعدما شارك في المؤتمر التنظمي العام لحركة "فتح" الذي عقد في مخيم الرشيدية وترأس سلسلة من الاجتماعات العسكرية ـ الامنية من اجل دمج الوحدات العسكرية في "فتح" في اطار واحد سيطلق عليه "الشرطة المدنية" وقد تم تأجيله بعضا من الوقت بانتظار المصالحة الفلسطينية ما يمكن ان تنعكس ايجابا على الساحة اللبنانية في تشكيل المرجعية الموحدة وانشاء قوة أمنية مشتركة تأخذ على عاتقها ضبط امن المخيمات.
ومن المتوقع، ان يتراس اللواء فرج سلسلة من الاجتماعات الامنية والعسكرية يطلع خلالها على نتائج لجنة التحقيق التي شكلها الأحمد مؤخرا برئاسة مسؤول قوات الأمن الوطني الفلسطيني في لبنان اللواء صبحي أبو عرب بمساعدة 8 قياديين للبحث في الخلافات "الفتحاوية" والتوتير الامني داخل مخيم عين الحلوة وقد باشرت اعمالها واستمعت الى ضباط وعناصر "فتح" لمعرفة قاتلي مرافقي العميد "اللينو" اشرف القادري وعامر فستق.
وأكدت مصادر فلسطينية، انه تم الاستماع الى افادات كل الذين تم ذكر اسمائهم بما فيهم (عبد,غ) وأشخاص من ال المقدح وسواهم من الشهود، متوقعة ان يكون هناك صعوبة في رأب الصدع داخل "البيت الفتحاوي" الواحد بعد الاحتقان الذي بلغ ذروته حيث اصبحت المجموعات العسكرية داخل المخيم محسوبة على هذا الطرف أو ذاك ما ينبئ بصراع داخلي غير واضح سيما وان هناك تخوف مستمر من وقوع فتنة في المخيم بين القوى الموجودة فيه.
مرجعية وأمن
بالمقابل، أكد العميد "اللينو" ان "لجنة التحقيق التي شكلها الاحمد تهدف الى متابعة كافة الملفات العالقة وعلى ضوئها سيتم إتخاذ القرار المناسب لترتيب الوضع الداخلي لحركة فتح ومؤسساتها"، مشددا "أن اغتيال الشهيدين القادري وفستق من أولى إهتمام اللجنة والقيادة الفلسطينية وأن هذا الملف لن يهمل أبدا".
وقال العميد "اللينو" في الأسابيع المقبلة سيكون هناك تطوير فعلي لمؤسسة الكفاح المسلح، يقابله المضي قدما في دمج القوات وتنظيمها في المخيمات لما فيه مصلحة لهذه المؤسسة والتي سيقع على عاتقها حماية الأمن الإجتماعي والإنساني والاقتصادي والتنسيق مع الأجهزة الرسمية اللبنانية والحفاظ على كافة المؤسسات الدولية والاهلية داخل المخيمات، بالإضافة إلى إقامة الحواجز العسكرية بشكل منتظم للتشديد على أبواب المخيمات من أجل ضمان أمن وإستقرار مخيماتنا وهذا العمل يتطلب بضع أسابيع وسيبصر النور بشكل جدي وبالتوافق من الجميع لا سيما القوى الإسلامية والتحالف الفلسطيني الذين يشاركونا الإصرار على ضبط الأمن والإستقرار في المخيمات.
عملاء اسرائيل
هذا ووصف اللواء المقدح من يقف وراء البيانات المشبوهة بانهم "عملاء مأجورون لإسرائيل لإيقاع فتنة مع "اللينو"، الأمر الذي فاقم الأوضاع في المخيم وعرقل عمل لجنة التحقيق، معتبرا أنّ "هذه البيانات من صغائر الأمور ولم يعلن أحد مسؤولياته عن هذه البيانات حتى نرد".
واوضح اللواء المقدح عن المصالحة مع "اللينو" أنّه "ليس لديه مشكلة مع أحد لإجراء مصالحة معه وكل ما في الأمر أنّ أحد العناصر الفتحاويين الذين ينتمي الى المقر العام اتهم بتهمة معينة وذهب الى التحقيق عند القضاء اللبناني وخرج بريئا"، معتبراً أن "الأمر انتهى عند هذا الحدّ، وليس هناك خلاف بينه وبين أحد حتى تكون هناك مصالحة"، مؤكدا أن هناك لجنة تحقيق وهي تتابع تحقيقاتها بالأحداث والتوترات الأمنية وتحقق بمن يقف وراء هذه البيانات الوهمية.
لوقف التوتير
وناشدت "اللجان الشعبية الفلسطينية" في منطقة صيدا جميع القوى الفلسطينية العمل الجاد والسريع لايجاد حل جدي ووقف كافة الاعمال التي تؤدي الى توتير الوضع في عين الحلوة لما لها من انعكاسات على الحياة الاقتصادية والاجتماعية.
ووضعت امانة سر اللجان عقب اجتماع طارئ ضم كافة امناء سر اللجان الشعبية في مخيم عين الحلوة والمية ومية ومدينة صيدا واقليم والخروب وكافة اعضائها برئاسة امين سرها ابوهاني موعد وبحضور مسؤول العلاقات الداخلية للجان الشعبية في لبنان ابو عماد الجنداوي وابو سعيد اليوسف خطة وبرنامج تحرك مطلبي لتحسين الخدمات.
المصدر: البلد | محمد دهشة