مرّة: «العصف المأكول» رسخت نهج المقاومة

الثلاثاء، 07 تموز،
2015
أكد مسؤول الإعلام في حركة حماس في لبنان، رأفت مرّة،
على أن الاحتلال مني بفشل سياسي في حرب "العصف المأكول"، وهو الاسم الذي
أطلقته حركة "حماس" على العدوان الصهيوني على قطاع غزة، في شهر تموز (يوليو)
2014، والذي سمّاه الاحتلال "الجرف الصامد".
وشنت قوات الاحتلال الصهيوني في شهر تموز عام
2014 عدوانا صهيونيا واسعا، وصف بأنه ثاني أطول الحروب العربية الصهيونية، واستمر
51 يوما وارتقى خلاله أكثر من 2200 شهيد، إضافة لعشرات الآلاف من الجرحى، وتدمير هائل
في البنية التحتية.
وأكد مرّة في قراءة له في نتائج العدوان على غزة
العام الماضي، بمناسبة ذكراه الأولى، أن حرب "العصف المأكول" اختلفت عن غيرها
من الحروب العربية ـ الإسرائيلية، لأنها جرت فوق الأرض الفلسطينية، داخل ما يسمّى حدود
الكيان الصهيوني، وهي الأطول إذ استمرت 51 يوماً، وهي الأعنف من حيث شدّة القصف وعنفه
والأسلحة المستخدمة، إذ ألقى الاحتلال الصهيوني حوالي 20 ألف طن من المتفجرات، ما يوازي
ست قنابل نووية، واستخدم أكثر من 75 ألف جندي ومئات الطائرات والدبابات".
وأشار مرّة إلى أنه "على الرغم من أن العدوان
الإسرائيلي على قطاع غزة كان ضخماً وعنيفاً ومؤلماً، حيث استخدم الاحتلال أهم عناصر
القوة لديه، وأشدّ وسائل التدمير والقتل والإبادة، لكن في السياسة فشل".
وقال "من خلال مراجعة أهداف العدوان الإسرائيلي،
فإن الحكومة الصهيونية فشلت في تحقيق ما أعلنته وشدّدت عليه من أهداف، مثل: تدمير الأنفاق
وترسانة الأسلحة الصاروخية، وتطويع إرادة غزة، وضرب المقاومة، وتوفير الأمن للمستوطنين".
وحسب مرة؛ فقد بقيت حماس تستخدم الأنفاق بكفاءة طوال
الحرب، وأعادت ترميم ما تهدّم، وأنشأت أنفاقاً جديدة، وظلّت وتيرة إطلاق الصواريخ محافظة
على مستوياتها، بعد أن أطلقت حماس ما يقارب 7 آلاف صاروخ خلال المعركة.
وأضاف "إن حكومة الاحتلال لم تستطع طمأنة المستوطنين
في جوار غزة، وهم يشاهدون حماس تشقّ الطرقات في محاذاة المستوطنات، وهم يسببون القلق
لحكومتهم من كثرة الشكاوى عن سماعهم أصوات حفر الأنفاق".
ولفت مرّة الانتباه إلى أن "الاحتلال لم يجرؤ
على الاعتراف بحجم خسائره البشرية، وأنه أعلن فقط عن مقتل 65 جندياً وإصابة 1400، لكن
التقديرات الفلسطينية والمحايدة تشير إلى أضعاف هذه الأرقام، وقد أعلنت حماس عن قتلها
140 جندياً من المسافة صفر".
أما على المستوى الفلسطيني الداخلي، فقد رأى مرّة
أن "العدوان وحّد الفلسطينيين ودعم موقف حماس والمقاومة داخليا وإقليميا، حيث
عملت أطراف إقليمية مثل إيران وحزب الله على تفعيل تواصلها مع حماس بعد تراجع، واضطرت
السلطات المصرية لاستقبال وفد من حماس رغم كل ما أصدرته من اتهامات بحق الحركة".
وأضاف: "لقد نجحت حماس في تعزيز وضعها السياسي
والشعبي على المستوى الفلسطيني، وأظهرت الحرب أن مشروع الصمود والمقاومة هو المؤثر،
وشهد الجميع بتراجع محمود عباس وتراجع مشروعه وتعثّره، وهو إلى اليوم فشل في إعادة
إطلاق المفاوضات، وفشل في استثمار نهج المصالحة الذي سارت عليه حماس. ومع توقّف العدوان،
سارعت أطراف دولية وإقليمية إلى الاتصال بحماس، والتحاور معها من أجل التوصل إلى هدنة
متوسطة المدى، وسط اعتراف دولي وإسرائيلي بفشل العدوان، واستحالة الحلّ العسكري، وصعوبة
القضاء على حماس".
المصدر: المركز
الفلسطيني للإعلام