مرة:
اتهام حماس بأي عمل تخريبي في مصر هو اتهام باطل وتفتقد
للمصداقية

الخميس،
26 كانون الأول، 2013
استهجن
المسؤول الإعلامي لحركة المقاومة الإسلامية "حماس" التصعيد الذي تقوم به السلطات المصرية في الأيام القليلة
الماضية، حيث أقدمت على هدم وتدمير مجموعة من الأنفاق على الحدود مع قطاع غزة،
واتهمت الرئيس محمد مرسي مجموعة من قيادات جماعة الإخوان المسلمين بـ"التخابر
مع حماس"، معتبراً أنه يأتي بهدف إنقاذ السلطة الحالية وتمرير الاستفتاء على
الدستور.
وقال
مرة، في تصريح صحفي اليوم إن اتهام السلطات المصرية للرئيس محمد مرسي ومجموعة من
قيادات جماعة الإخوان المسلمين بـ"التخابر مع حماس"، في الوقت الذي
أقدمت فيه السلطة على هدم وتدمير مجموعة من الأنفاق على الحدود مع قطاع غزة، ما هو
إلا أسلوب قديم، في التعاطي مع حماس، اعتُمد منذ شهر تموز (يوليو) الماضي، حين
أُقصي الرئيس مرسي، وتحركت الماكينة الإعلامية – الأمنية ضدّ حماس كجزء من ضرورات
تسلّم السلطة في مصر بالطريقة التي تمّت بها.
وبين
مرة، أن حماس اعتادت على هذه التهم، وتعاملت معها بكل حكمة وعقلانية، فرفضتها
بالكامل، وقدّمت الأدلة على بطلانها، رغم كل المرارة والألم من هذه الممارسات.
وأضاف
أن هذه الاتهامات أخذت طابعًا جديدًا؛ حيث خرجت أصوات في مصر تتهم حماس بالضلوع في
التفجير الذي استهدف مبنى الأمن في الدقهلية وأوقع عشرات الضحايا، وقالت مصادر
مصرية إنها اعتقلت شخصًا ينتمي لحماس وهو يعمل على تنفيذ تفجيرات.
وأشار
المسؤول الإعلامي لـ"حماس" إلى أن السلطة في مصر قرّرت إجراء استفتاء
شعبي على الدستور بداية العام القادم، وأنها بحاجة ماسة لرفع مستوى المشاركة
الشعبية في الاستفتاء، وللحصول على نسبة تأييد مقبول من المشاركين، في ظل اتجاه
عام لدى المصريين للمقاطعة، ومن ثم عملت السلطة على استنفار المصريين باتهام جهات
خارجية بضرب الأمن والاستقرار ونشر العنف في المجتمع المصري.
وأبدى
مرة استغرابه من اعتقال السلطات المصرية شخصًا واتهامه بالانتماء
لـ"حماس" وأنه يعتزم تفجير أهداف في مصر، كل هذا بعد ساعات فقط من تفجير
الدقهلية، معتبرًا أن هذا "يطرح علامة استفهام حول مصداقية هذا الادعاء
وتوقيته، ويظهر نية السلطات المصرية في إحداث نوع من التأثير النفسي والسلوكي عند
المصريين لربط انفجار الدقهلية بعامل مصري داخلي هو "الإخوان المسلمون"،
وعامل خارجي هو الفلسطينيين، وعامل إخواني حمساوي مشترك".
وأكد
القيادي في حماس، أن اتهام الحركة بالتورط في أي تفجير في مصر أو أي عمل تخريبي،
هو اتهام باطل؛ حيث إن حركة حماس تقدّر مصر وشعبها ودورها، وتدرك وزنها السياسي في
المنطقة، وهي (حماس) لا تتدخل في الشؤون الداخلية لأي دولة، ولا تقف مع محور ضدّ
آخر، وهي حريصة على استقرار وأمن المجتمعات العربية خاصة تلك المحيطة بفلسطين، وهي
تقاتل الاحتلال ولا تقاتل أي طرف عربي.
وقال
إنه ليس من مصلحة حماس اليوم، كما هو في الأمس، الدخول في صراع مع السلطة الحاكمة
في مصر، يستوي في ذلك سلطة مبارك أو سلطة مرسي أو سلطة السيسي. مدللاً على ذلك بأن
صراع حماس فقط مع الاحتلال، ولأن أي صراع مع أي جهة أخرى سيبعدها عن صراعها
الأساسي ويحرف بندقيتها، ويضعفها، وهو صراع غير منتج، وليس له أي مردود سياسي أو
شعبي، ولا وزن استراتيجي له في معادلة المنطقة.
وتساءل
مرة: "أي مصلحة لحماس في تفجير مقرّ أمني في مدينة الدقهلية، وقطاع غزة محاصر
بالكامل، ومياه الأمطار تغمر شوارع القطاع، وحماس في كل لحظة أمام مواجهة عسكرية
مع الاحتلال، مثل التي حصلت يوم الثلاثاء 24 كانون الأول (ديسمبر) 2013 مساء،
وأسفرت عن استشهاد الطفلة حلا أبو سبيخة، بعد قصف إسرائيلي على القطاع؟.. وأي
مصلحة سياسية عند حركة حماس اليوم، تدفعها للصدام مع مصر، وهي تنظر بخطورة إلى
المفاوضات الفلسطينية - الإسرائيلية الجارية منذ ستة أشهر، والتي يبدو أنها ستصل
حتمًا إلى توقيع اتفاق إطار جديد، لا يتضمن أيًّا من الحقوق الفلسطينية، ويعطي
الاحتلال مكاسب ضخمة؟".
وتابع
مرة: "أي مصلحة سياسية لحماس اليوم أن تعادي مصر بنظامها وشعبها، في ظل
استمرار الأزمات السياسية والأمنية والاجتماعية داخل معظم المجتمعات العربية،
وارتفاع حدة التوتر الطائفي وانتقال الفتنة من مكان لآخر؟.. وأي مصلحة سياسية
لحماس تدفعها للتخريب داخل المجتمع المصري وهي ترى اتساع نطاق الحوار الأمريكي مع
أكثر من دولة إقليمية لتسوية ملفات حساسة، وإجراء تفاهمات على أكثر من قضية؟، وهذه
التفاهمات ستشمل القضية الفلسطينية، ولها علاقة بمستقبل المنطقة وقضاياها، وشكل
الحكم فيها، ومستوى العلاقات والتوازنات والمصالح.. فكيف تخاطر حماس اليوم بأعمال
هنا أو هناك والمنطقة تتغير ويعاد بناؤها؟".
وشدد
على أن اتهام حركة حماس بأي عمل تخريبي في مصر هو اتهام باطل، وهو خارج عن نطاق
المصلحة والأخلاق والقيم التي تعتمدها حماس، وهو يضرّ بفلسطين وقضيتها أكثر مما
يضرّ بمصر وشعبها، وأن هذه الاتهامات بهدف
إنقاذ السلطة وصرف الانتباه عن المشكلة الحقيقية، ومحاولة غسل أدمغة المصريين
والتأثير في سلوكهم وقرارهم.
وأكد
أن المشكلة ليست عند حماس، بل عند أطراف أخرى، كانت ولا تزال معروفة بارتباطها
وأهدافها. ومشكلة حماس اليوم هي مشكلة فلسطين والفلسطينيين، الذين علّق النظام
العربي عليهم كل جرائمه. والتاريخ القريب يشهد.