القائمة

مواقع التواصل الأجتماعي

«مركز فارس»: مرحلة انتقالية.. وفلسطين تسقط سهواً

«مركز فارس»: مرحلة انتقالية.. وفلسطين تسقط سهواً
 

الجمعة، 02 آذار، 2012

سقطت فكرة «الاستثناء العربي» في القراءات الأكاديمية والبحثية في مركز فارس للدراسات. فتلاقت قراءة كل من مديرة معهد العلوم السياسية في جامعة القديس يوسف د.فاديا كيوان والباحث في الشؤون الإسلامية د.رضوان السيد في مقاربة عنوان الندوة «الربيع العربي: تغيير اجتماعي أم انتفاضة على السلطة».

توافق كيوان والسيد على أن «التغيرات العربية أظهرت سقوط مقولة عدم تصالح العرب والمسلمين مع فكرة الديموقراطية وهي نبعت من داخل الدول العربية وليس بإرادةٍ خارجية». نعم، قد يكون التغيير ولد من رحم الشعوب ولكن «حركات متشددة لا تعترف بالآخر» طافت على سطحه. هذا ما توقف عنده السفير عبد الله بوحبيب الذي افتتح الندوة بحضور الوزير السابق محمد يوسف بيضون ورئيس اتحاد الرابطات السريانية حبيب افرام و«الكتائبيين» الحالي جوزف أبو خليل والسابق رشاد سلامة. ينطلق الأخير مما سمّاها «بدعة الربيع العربي» لانتقاد «مقولة التسامح» فيقول:«التسامح يعتبر تهديدا من الأقوى». يصفق له الحضور ويؤيده «الرفيق السابق» بو خليل تصفيقاً أيضا. لتبلغ الندوة ذروتها في «النقد القاسي» الذي وجهه رضوان السيد للمثقفين العرب ولـ«الإخوان» (المسلمين) الذين لم يجف حبر تصريحاتهم بعد في مصر قبل الثورة عن «رفض ان يتسلم أي قبطي زمام الرئاسة».

في مداخلتها، رأت كيوان أن العالم العربي «يعيش مرحلة انتقالية ستكون مطبوعة بالخضّات وعدم الاستقرار والتشتّت على المستوى الداخلي كما على مستوى المنظومة العربيّة بكاملها»، لافتة النظر إلى أن التجربة الإسلاميّة ستأخذ مجراها وستفتح الباب واسعاً امام النقاش العقائدي والمواجهات الثقافيّة والسياسية، مشيرة إلى انه إذا ظهر الاتجاه المعتدل والميل إلى التسوية عند السلطة والفئات المعارضة لها قد تستطيع هذه الدول تجاوز المحنة والانتقال إلى أنظمة تنافسيّة، أما إذا تعنّت أي من الفريقين او الفريقين معاً فإن المواجهات والعنف سيزدادان ومعهما خطر تفكّك الدولة والمجتمع وفرزها فئويّاً، ولافتة الانتباه إلى أن هناك العديد من الجهات الخارجيّة ستهلّل للتطرّف وتدعمه واوّلها إسرائيل. وتوقفت كيوان عند غياب قضايا العرب الكبرى كقضية فلسطين عن الأجندة في كل دولة، ومتسائلة عن سرّ الحماسة الأميركية لسقوط أنظمة لطالما كانت حليفتها وغبطتها بالنخب الإسلاميّة.

كباحث وليس كسياسي، رأى السيد أن المطلوب «حماية الدين من الدولة وليس حماية الدولة من الدين، لأن الدين عندما يدخل النظام السياسي تطحنه الدولة بسبب صراع المصالح»، مشيرا إلى النموذج الاميركي في حياديته تجاه الدين. ورأى أن هناك إشكالية تتمثل في موقف المثقفين العرب من الثورات، إذ إنَّ معظم المثقفين القوميين واليساريين كانوا يركِّزون على الإصلاح الديموقراطي والصراع مع الأصوليين، ولذلك ترددوا عندما حصل التغيير ثم أصبحوا عملياً ضده. وختم برسالة مزودجة الى الأديان: طالب المؤسسات الإسلامية بتحقيق النهوض الفكري لتمييز الدين عن السياسة، ودعا المؤسسات المسيحية إلى الخروج من منطق الحماية والذمية والرهان على الأنظمة لأنها ساقطة حتى لو بقيت لأعوام قليلة.

المصدر: غراسيا بيطار - السفير