القائمة

مواقع التواصل الأجتماعي

مستشار «الأونروا» لـ«القدس العربي»: تجديد الولاية لثلاث سنوات في يد الجمعية العامة فقط وحالة القلق قائمة بسبب مخططات أمريكا

مستشار «الأونروا» لـ«القدس العربي»: تجديد الولاية لثلاث سنوات في يد الجمعية العامة فقط وحالة القلق قائمة بسبب مخططات أمريكا


الجمعة، 01 تشرين الثاني، 2019

رفضت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين «الأونروا»، المخططات الإسرائيلية الأمريكية الهادفة للإخلال بتفويضها الخاص بتقديم الخدمات للاجئين، وأكدت في الوقت ذاته وجود «مؤشرات قوية» الى تصويت غالبية أعضاء الجمعية العامة للأمم المتحدة، على تمديد تفويضها خلال هذا الشهر لثلاث سنوات إضافية.

وقال عدنان أبو حسنة المستشار الإعلامي لـ «الأونروا» في تصريحات لـ «القدس العربي»، معقبا على ما كشف من مخطط إسرائيلي أمريكي، يهدف إلى قصر مدة التفويض لسنة واحدة بدلا من ثلاثة، والتشديد على عمل هذه المنظمة الدولية «هذا ليس جديدا». وأضاف «قضية التفويض لثلاث سنوات، خاصة بالجمعية العامة للأمم المتحدة، وقرارات الجمعية هي التي تحدد الأمر، وليس دولا بعينها».

وأكد أن المؤشرات التي تصل تؤكد أن الدول الأعضاء في الجمعية العامة، سيصوتون بالأغلبية لصالح قرار تجديد ولاية «الأونروا» لثلاث سنوات إضافية، مشيرا في هذا السياق، إلى وجود «جهود كبيرة» تبذل لإتمام الأمر.

لكن المسؤول في «الأونروا» أكد في تصريحاته لـ «القدس العربي» ان حالة «القلق» لا تزال قائمة، بسبب المخططات والتحركات التي تقوم بها كل من أمريكا وإسرائيل، بخصوص عملية التجديد.

وأكد أن هناك دورا كبيرا تلعبه جامعة الدول العربية، والدول المضيفة للاجئين وعلى رأسها الأردن ووزير خارجيتها أيمن الصفدي، ضمن خطط التجديد.

وأشار أيضا إلى أن السلطة الفلسطينية وبعثة فلسطين في الأمم المتحدة  وبدعم كبير وتوجيهات من الرئيس محمود عباس «يلعبون دورا كبيرا في صياغة مضمون قرار تجديد الأونروا بالشراكة مع الاتحاد الأوروبي».

ومن المقرر أن تصوت الجمعية العامة للأمم المتحدة في نهايات الشهر الحالي، على تجديد الولاية لـ»الأونروا»، في ظل حملة سياسية أمريكية إسرائيلية غير مسبوقة، تهدف إلى إنهاء عمل هذه المنظمة التي تعد الشاهد السياسي على قضية اللاجئين الفلسطينيين، الذين هجروا من مدنهم وقراهم على أيدي العصابات الصهيونية عام 1948.

وكشفت صحيفة «إسرائيل اليوم» العبرية، أن "إسرائيل” والولايات المتحدة، بدأتا حملة مشتركة لتشديد الرقابة على «الأونروا»، خاصةً وأن اللجنة الرابعة في الجمعية العامة للأمم المتحدة ستبدأ الأسبوع المقبل، بإجراء مناقشات حول تجديد ولاية هذه المنظمة الأممية.

وحسب الصحيفة، فإن غالبية الدول تجدد لـ «الأونروا» عملها تلقائيًا، ولا تسمح بإغلاقها، إلا أن الإدارة الأمريكية ستساعد "إسرائيل” في الضغط باتجاه تشديد الرقابة على «الأونروا».

وأشارت إلى أن مناقشات أولية عقدت بين الوفدين الإسرائيلي والأمريكي، وبمساعدة من دول أخرى، حيث سيطلب الجانبان تقصير ولاية التجديد بأن تكون مرة كل عام وليس لثلاثة أعوام.

وتأمل "إسرائيل” وفق ما كشف التقرير، بأن تنجح الولايات المتحدة بقوتها، في معرفة طريقة استخدام تلك الأموال من أجل إصلاح «الأونروا»، مشيرةً إلى أن إدارة الرئيس دونالد ترامب تعمل منذ تسلمها لمهامها ضد «الأونروا»، وقررت وقف تمويلها العام الماضي.

ونقلت الصحيفة الإسرائيلية عن داني دانون السفير الإسرائيلي لدى الأمم المتحدة قوله «الأونروا تشكل عبئًا على المجتمع الدولي، وتستغل أموال التبرعات العالمية لنشر الروايات الكاذبة ضدنا، وتتجاهل بشكل منهجي تحقيق الهدف الذي أقيمت من أجله».

وقال إن تل ابيب ستواصل العمل من أجل إغلاق «الأونروا» نهائيًا، مضيفا «حتى تحقيق ذلك ستواصل العمل بكل الوسائل لتشديد الرقابة على نشاطاتها».

يشار إلى أن الإدارة الأمريكية قررت منذ العام الماضي، وقف تمويلها الكبير لـ «الأونروا» الذي يقدر بـ 360 مليون دولار، وهو ما أدى إلى وجود عجز كبير في موازنة هذه المنظمة الأممية.

ولجأت «الأونروا» لعقد مؤتمرات للمانحين، منذ العام الماضي، تمكنت خلالها من جمع تبرعات إضافية من تلك الدول، مكنتها حتى اللحظة من القيام بأعمالها في المجالات الصحية والتعليمية والاجتماعية في مناطق عملياتها الخمس، وهي قطاع غزة والضفة الغربية والأردن وسوريا ولبنان، والتي تشمل نحو ستة ملايين لاجئ، لكن ذلك لم يحل بشكل كامل مشكلة العجز الكبير في الموازنة.

وقال أبو حسنة لـ «القدس العربي»، إن العجز حتى نهاية العام الحالي يبلغ 89 مليون دولار، وإنه من المحتمل أن يكون مرشحا للزيادة.

وأشار إلى ان هناك عدة دول تعهدت بتقديم تبرعات لـ «الأونروا» لم تقم حتى اللحظة بتحويل تلك الأموال، ما يعني أن تلك الأموال من المحتمل أن لا تصل. وأضاف «هناك فرق ما بين التعهد بدفع الأموال، وإيصال هذه الأموال» التي تخصص لصالح عمليات «الأونروا» الخاصة بالقطاعات الصحية والتعليمية والاجتماعية، مؤكدا أن «الأونروا» بحاجة الى 30 مليون دولار حتى نهاية العام لتقديم مساعدات غذائية لأكثر من مليون لاجئ في غزة يعتمدون على منظمته الدولية في حياتهم الأساسية من تعليم وطبابة ومساعدات مختلفة.

وفي سياق متصل، نفى أبو حسنة الحديث الذي يتم تداوله في وسائل التواصل الاجتماعي، حول وجود ألف فرصة عمل للعاطلين عن العمل لدى «الاونروا»، وقال «هذه الأخبار لا أساس لها من الصحة». ويعتمد سكان قطاع غزة وعددهم مليونا مواطن على خدمات الاونروا، حيث يعانون من ارتفاع معدلات الفقر والبطالة بسبب الحصار والحروب الإسرائيلية الأخيرة.

والمعروف أن «الأونروا» تأسست كوكالة تابعة للأمم المتحدة بقرار من الجمعية العامة في عام 1949، وتقتضي مهمتها بتقديم المساعدة للاجئي فلسطين في الأردن ولبنان وسوريا والضفة الغربية وقطاع غزة ليتمكنوا من تحقيق كامل إمكاناتهم في مجال التنمية البشرية إلى أن يتم التوصل الى حل عادل ودائم لمحنتهم.