مسيرات غضب تعم المخيمات الفلسطينية في
لبنان احتجاجاً على قرار ترامب

الإثنين، 11 كانون الأول، 2017
انطلقت مسيرات وتظاهرات غضب حاشدة في المخيمات
والتجمعات الفلسطينية في لبنان، الجمعة، احتجاجاً على قرار نقل السفارة الأمريكية إلى
القدس، وإعلانها عاصمة للكيان الصهيوني، القيت في خلالها كلمات شددت على أن القدس عاصمة
فلسطين إلى الآبد، ودعت إلى تعزيز الوحدة الوطنية وتصعيد المقاومة والانتفاضة في وجه
الاحتلال الصهيوني، حتى يتم كنسه من الأرض الفلسطينية المحتلة كافة.
ففي مخيم عين الحلوة، نظمت القيادة السياسة
الوطنية والإسلامية الفلسطينية في منطقة صيدا، مسيرة شعبية حاشدة، انطلقت
من أمام "مسجد النور" مرورًا بكل مساجد المخيم وصولاً إلى "الملعب الأحمر" على الشارع التحتاني بالمخيم، تقدمها مشايخ وعلماء دين وممثلو القيادة الفلسطينية الوطنية
والإسلامية واللجان الشعبية ولجان القواطع والأحياء والمؤسسات الخيرية والإجتماعية
والكشافة والإتحادات النسائية وحشد شعبي، وقد ردَد المشاركون الشعارات الرافضة للقرار
الأميريكي، وألقى عضو القيادة السياسية الفلسطينية العليا في مخيمات لبنان، الشيخ جمال
خطاب، كلمة شجب فيها القرار الأمريكي الجائر، مؤكداً بأن هذا القرار لن يغير من تاريخ
القدس بأنها عاصمة فلسطين، وستبقى كذلك إن شاء الله، مشدداً على ضرورة تحريك العمل المقاوم والوقوف في وجه المؤامرات حتى تحرير القدس
وكل الأراضي الفلسطينية المحتلة".
وفي مخيم الرشيدية جنوب لبنان، انطلقت مسيرة
شعبية من أمام "مدرسة الأقصى"، وجابت شوارع المخيم، وندد المتظاهرون بقرار
ترامب الاعتراف بالقدس عاصمة للكيان الصهيوني، ودعوا إلى مواجهته بالانتفاضة والمقاومة
المسلحة.
و في منطقة وادي الزينة في إقليم الخروب،
انطلقت مسيرة تحت عنوان "القدس عاصمتنا الأبدية"، من أمام "جامع داوود
العلي" ، والقيت كلمات أكدت على ضرورة تعزيز الوحدة الوطنية الفلسطينية، للوقوف
بوجه هذا القرار، معتبرة أن المقاومة هي الوسيلة الوحيدة لدحر الاحتلال وتحرير فلسطين.
وفي مخيم نهر البارد انطلقت مسيرة من أمام
مفرق "مسجد القدس"، بمشاركة الفصائل الفلسطينية واللجنة الشعبية والمشايخ وحشد كبير من رجال ونساء وشباب المخيم،
جابت شوارع المخيم، والقى رئيس "اتحاد بلديات وسط وساحل القيطع في عكار"، أحمد المير كلمة أوضح فيها "أن القدس علمت
الجهاد وهي في قلب الجميع".
والقى كلمة الفصائل الفلسطينية في المخيم،
فادي بدر فقال:" إن قرار ترامب يفضح وجه الإدارة الاميركية، داعياً إلى انتفاضة
عربية وحصار السفارات الاميركية، لتعرف أن
هذه خطوة لن تمر بدون عقاب، وضرورة تحقيق الوحدة الوطنية الفلسطينية".
وشهد مخيم البداوي شمالي لبنان، تظاهرة
شعبية ، تلبية لدعوة قيادة الفصائل الفلسطينية واللجان الشعبية في الشمال، انطلقت بعد
صلاة الجمعة، وجالت شوارع المخيم، وذلك استنكاراً للقرار الأمريكي الجائر بالإعتراف
بالقدس عاصمة لدولة الاحتلال ونقل سفارتها لها، قد ردَد المتظاهرون هتافات تندد بالقرار
الأمريكي، وتؤكد على أن القدس عاصمة أبدية لفلسطين وستبقى عربية إسلامية، ودعت الأجنحة
العسكرية للمقاومة بالرد السريع.
وفي مخيمات برج البراجنة وشاتيلا ومارالياس
ببيروت، التحقت تظاهراتها الشعبية بالمسييرة التي
نظمت بمبادرة من "الحملة الأهلية لنصرة فلسطين وقضايا الأمة"، التي
انطلقت من أمام مسجد "الأمام علي بن أبي
طالب" في الطريق الجديدة إلى مدافن شهداء فلسطين عند دوار شاتيلا.
تقدم
المسيرة ممثلو الأحزاب والقوى والجمعيات
والمخاتير وصولا الى مدافن الشهداء، والقيت كلمات لكل من عضو تجمع اللجان والروابط الشعبية، عبد العزيز مجبور،
رئيسة المجلس النسائي اللبناني المحامية إقبال دوغان، أمين سر حركة فتح وفصائل منظمة
التحرير" في لبنان، فتحي أبو العردات، والنائب السابق د. زهير العبيدي باسم (الجماعة
الاسلامية)، مسؤول حركة حماس في لبنان، د. أحمد عبد الهادي باسم "تحالف القوى
الفلسطينية"، عضو قيادة المؤتمر الشعبي اللبناني، عدنان البرجي، باسم الحملة الأهلية
والمنتدى القومي العربي واختتم الكلمات باسم الجهات الداعية منسق الحملة الاهلية معن
بشور.
وأكدت الكلمات على خطورة إعلان ترامب المعزول
على المستوى الدولي والاقليمي والعربي، وضرورة مواجهته على كافة المستويات، وتمسك أبناء
أمتنا في لبنان كما في فلسطين، كما في كل بلد عربي واسلامي بهوية القدس الحقيقية، وبحماية
مقدساتها الاسلامية والمسيحية".
ورحب المشاركون بالإجماع الشعبي والرسمي اللبناني الذي عبّر عنه
الرؤساء ميشيل عون ونبيه بري وسعد الحريري، ودعوا المجلس النيابي اللبناني إلى اتخاذ
قرارات حازمة تشعر الإدارة الامريكية بخطورة إجراءاتها، مؤكدين أن هذه المسيرة هي جزء من تحرك شعبي مستمر، سيشمل المدن اللبنانية
والمخيمات الفلسطينية تتوجَ بمسيرة الإثنين القادم في الضاحية الجنوبية.
وفي مخيم الجليل ببعلبك، نظمت الفصائل والقوى
واللجان الفلسطينية مسيرة انطلقت من أمام مسجد بلال بن رباح رضي الله عنه في المخيم،
وجابت شوارع المخيم، رُفع خلالها الأعلام الفلسطينية ولافتات تندد بالقرار الظالم،
ورددوا شعارات وهتافات تشجب قرار ترامب، والصمت العربي.
والقى كلمة الفصائل الفلسطينية في بعلبك،
ممثل "حركة الجهاد الإسلامي" في منطقة البقاع، أبو علاء سحويل، قال خلالها:
"لا بلفور ولا ترامب ولا النتنياهو ولا غيرهم من المنبطحين والمتخاذلين ومن وراءهم
من المتآمرين على قضية فلسطين وشعب فلسطين، يحدد القدس لمن وعاصمة من!، فالقدس عاصمة
فلسطين منذ بدء التاريخ وإلى قيام الساعة".
وأكد سحويل على أن "ما قام به ترامب
قد أعاد الصدارة من جديد للقضية الفلسطينية"، مشيراً إلى أن القرار لم يكن مفاجئاً
لنا، فليس خافياً على أحد بأن الإدارة الأمريكية، وعلى مدى تعاقب حكوماتها، لم تكن
في يوم من الأيام سوى شريكة كاملة للعدو الصهيوني في كل جرائمه وعدوانه وإرهابه على
فلسطين شعباً وأرضاً و مقدسات".
ودعا سحويل إلى "تعزيز الوحدة الوطنية
الفلسطينية من خلال العمل على إعادة بناء منظمة التحرير الفلسطينية والمجلس الوطني
الفلسطيني على قاعدة الثوابت الوطنية الفلسطينية في مواجهة المشروع الصهيو اميركي".
كما دعا لسحب الاعتراف بالكيان الصهيوني وإعلان فشل مشروع التسوية وإلغاء كل الاتفاقات
والمعاهدات مع هذا العدو عربية كانت أو فلسطينية ووقف التطبيع".
واعتبر سحويل أن "قرار ترامب هو بمثابة
إعلان حرب على الشعب الفلسطيني والأمة أجمع، ما يستوجب دعم الانتفاضة في القدس"،
داعياً "الحكومات العربية وكل أحرار العالم لدعم صمود الشعب الفلسطيني واستدعاء
سفراء الولايات المتحدة الاميركية وتقديم رفض لقرار حكومتهم".