المشروع الصهيوني آفل ولا مستقبل له
مشعل: فلسطين من نهرها إلى بحرها ولا تفريط في شبر منها
الإثنين، 10 كانون الأول، 2012
جدد خالد مشعل، رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية "حماس"، تعهده بإطلاق سراح الأسرى الفلسطينيين من سجون الاحتلال الصهيوني.
وقال مشعل، خلال مهرجان انطلاقة "حماس" الخامس والعشرين في قطاع غزة السبت (8/12): "لن يطول الزمن حتى نخرجكم من خلف القضبان، هذا العهد وهذا القسم ونحن أوفياء لعهدنا إن شاء الله".
وشدد مشعل على تمسك حماس بجميع الثوابت الفلسطينية، مشيرًا إلى أن الحركة لن تتنازل عن أي شبر من فلسطين، وقال "فلسطين من نهرها إلى بحرها، من شمالها إلى جنوبها أرضنا وحقنا ووطنا لا تنازل ولا تفريط بأي شبر أو جزء منها".
وأضاف "فلسطين كانت وما زالت وستبقى عربية إسلامية، انتماؤها عربي إسلامي، لنا لا لغيرنا، ولا يمكن أن نعترف بشرعية احتلال إسرائيل لها، لا شرعية لإسرائيل مهما طال الزمن، فلسطين لنا لا للصهاينة".
وأشار إلى أن "كل ما طرأ على فلسطين من احتلال واستيطان تهويد وسرقة للتاريخ وتزوير للمعالم، كله باطل وستكنسه المقاومة، وإن تحرير فلسطين كل فلسطين واجب وحق وهدف وغاية وهي مسئولية الشعب والأمة العربية والإسلامية".
وبين أن "الجهاد والمقاومة المسلحة هي الطريق الحقيقي والصحيح للتحرير واستعادة الحقوق ومعها كل أشكال النضال السياسي والدبلوماسي والجماهيري والقانوني، لكن لا قيمة لكل ذلك دون مقاومة مسلحة، فالسياسة تولد من رحم المقاومة، والسياسي الحقيقي يولد من رحم البندقية والصاروخ".
ودعا "السياسيين العرب والمسلمين لأخذ الدرس من غزة، "فمن يريد أن يتحرك في دروب السياسية عليه أن يستند إلى بنية المقاومة"، وقال: "نحن مدينون إلى قيادة الأجنحة العسكرية الفلسطينية، بوركت أيديكم، هذا فخرنا".
قواسم مشتركة
كما دعا القائد الفلسطيني إلى "إعادة النظر بمسارنا السياسي الذي أتعبنا وأفشلته "إسرائيل"، الدولة الفلسطينية التي اشتغل عليها المفاوضون سنوات عن طريق المفاوضات قضت عليها إسرائيل، تعالوا نعد النظر ونبحث عن خياراتنا المفتوحة ونراهن على المقاومة، المقاومة ستظل العمود الفقري لبرامجنا".
وشدد على أنه "بعد معركة غزة، آن الأوان لطي صفحة الانقسام وبناء الوحدة الوطنية الفلسطينية، ومن يظن الانقسام مصلحة يخطئ".
وقال: "قادة وأبناء حماس يؤمنون بالوحدة الوطنية والمصالحة، ويرون الانقسام كارثة وطنية، الانقسام لم نختره، ولكنه فرض علينا في اللحظة التي رفض البعض فيها انتخابات 2006، لكن رغم ذلك: عفا الله عما سلف، اليوم يوم النصر والعزة".
وعن خطوة رئيس السلطة محمود عباس للأمم المتحدة قال: "خطوة صغيرة لكنها جيدة، نريدها أن تكون مع نصر غزة دعما للمصالحة، وخادمة للبرنامج الوطني باستعادة الأرض والقدس وعدم التنازل عن الثوابت".
وقال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس: "المصالحة المصالحة، الوحدة الوحدة، وحدة النظام السياسي، هيا نلتقي على برنامج ينحاز للأرض والمقاومة، تعالوا إلى المصالحة والوحدة، تعالوا نبني وطننا، ننظر إلى المقاومة باعتبارها سندا وخيارا استراتيجيا".
ورأى أن "مصر العزيزة، وبرعاية الرئيس محمد مرسي، سيكونون رعاة للوحدة الوطنية قريبا إن شاء الله".
المقاومة وسيلة
وأضاف " أثبتت الوقائع أن الجهاد والمقاومة خيار ذو جدوى، خيار منجز يمكن الرهان عليه، وليس خيارا وهميا، ليس سرابا، لا والله، المقاومة ممسوكة باليد منظورة بالقلب مرئية بالعين تدب على الأرض تبعث النور لشعبها والنار على عدوها".
ونادى الأمة العربية والإسلامية بأن "المقاومة على أرض فلسطين تحتاج إلى سلاحكم وإلى مالكم، وإلى دعمكم السياسي والجماهيري"، لكنه أكد في ذات الوقت أن "المقاومة وسيلة وليست غاية".
وإزاء ذلك خاطب العالم كله بالقول: "إذا وجد العالم طريقة ليس فيها مقاومة ودم تعيد لنا فلسطين والقدس والعودة وتنهي الاحتلال فأهلا وسهلا، جربناكم 64 عاما ولم تفعلوا شيئا، فإذا ذهبنا للمقاومة فلا تلومونا، لو وجدنا طريقا آخر ليس فيه حرب لسلكناه، لكن السنن الكونية تقول بأنه لا نصر ولا تحرير دون تضحيات ودماء".
وأكد على أننا "لا نقاتل اليهود لأنهم يهود، ولكن نقاتل الصهاينة لأنهم معتدون محتلون، وسنقاتل كل من يحاول أن يحتل أرضنا، نقاتل من يحتل أرضنا ويعتدي علينا وينتهك مقدساتنا".
وتابع "المشروع الصهيوني، باعتباره مشروعا عنصريا بغيضا توسعيا إحلاليا، هو ليس عدو الشعب وحده، ولكنه عدو الأمة والإنسانية، فيا عقلاء العالم ويا قادة الأمة: المشروع الصهيوني خطر عليكم وليس علينا فقط".
الثوابت
وقال مشعل: "حق عودة كل اللاجئين والنازحين والمبعدين إلى أرض فلسطين، إلى المدن والقرى والأحياء، في غزة والضفة و48، حق مقدس، كل شبر من أرضنا نحن أصحابه، لنا فيه ذاكرة وتاريخ مقدس لدينا ولا تفريط فيه".
وعن القدس المحتلة أضاف "هي روحنا تاريخا ذاكرتنا ماضينا حاضرنا مستقبلنا، عاصمتنا الأبدية نتمسك بها، سنحررها شبرا شبرا وحيا حيا وحجرا حجرا، ولا حق لإسرائيل في القدس".
وشدد بشكل قاطع أنه "لا توطين ولا وطن بديل، ولا غنى عن فلسطين، لا بديل عنها"، واستطرد "يا أهل الأردن، الأردن عزيز علينا، لكن فلسطين هي فلسطين والأردن هو الأردن، ويا أهل لبنان لا تتعبوا أنفسكم بالخوف من توطين اللاجئين، كل فلسطيني لا يستغني عن ذرة تراب من فلسطين".
كما شدد على أنه "لا يحق لأي إعلامي أو سياسي مصري أن يتحدث عن نوازع أو اتهامات لفلسطينيين بنية الامتداد إلى سيناء، ليس الشعب الفلسطيني الذي يغادر أرضه إلى أرض أمتنا، لقد رأيتم أبناء غزة في الحربين الأخيرتين والتدمير فوق رؤوسهم، كانوا يعودون إلى غزة ولا يخرجون منها، كفى يا إعلام مصر، اتقوا الله في مصر وفلسطين، لم يأتكم من غزة إلا الخير على مدار التاريخ".
وشدد مشعل على وحدة الأرض الفلسطينية، الضفة، وغزة، و48، والقدس، وقال: " أرض فلسطين، كلها فلسطين، بمجموعها فلسطين، ولا يعيش جزء بعيدا عن الجزء الآخر، لا غنى للضفة عن غزة، ولا غنى للضفة عن غزة، ولا غنى لهما عن يافا وحيفا وصفد ويبنا وبئر السبع".
كما أكد على وحدة الشعب الفلسطيني، وقال: "الشعب واحد في الداخل والخارج، في كل مكان، واحد بمسلميه ومسيحييه، واحد بفصائله كلها، وشخصياته الوطنية والإسلامية، هذا شعبنا العظيم، كله شعب واحد، مصيره واحد، ومعركته واحدة".
وأضاف "وحدة الأمة العربية والإسلامية ضرورية، حماس من غزة العزة وكل الشعب الفلسطيني يقولون للأمة نراكم أمة واحدة، نعرفكم أمة واحدة، أنتم لدينا أمة واحدة بكل مكوناتكم الدينية والمذهبية والعرقية، نقر أن فينا تعددا وتنوعا، لكننا لا نقبل أبدا إثارة النعرات المذهبية والطائفية والدينية".
وشدد على ضرورة "وحدة النظام السياسي الفلسطيني، وحدة مؤسساته، نحن سلطة واحدة، ومرجعية واحدة، ومرجعيتنا هي منظمة التحرير التي نريدها أن تتوحد وتضم جميع القوى ويعاد بناؤها على أسس صحيحة لتكون مظلة للكل في الداخل والخارج".
التحرير ثم الدولة
وقال مشعل: "من ثوابتنا: التحرير أولا ثم الدولة، والدولة الحقيقية دولة التحرير وليست دولة المفاوضات، لا بديل عن دولة فلسطينية حرة ذات سيادة حقيقية على كل أرض فلسطين، أما السلطة فهي واقع نتعامل به ونديره معا لنخدم شعبنا، ولنسهر على حقوقه، ولنجعل مشروع السلطة جزءا خادما للمشروع الوطني الفلسطيني".
وأكد مشعل على "القرار الوطني الفلسطيني المستقل، فلا تبعية ولا ارتهان لأحد، لكن هذا لا يعني أن نشطب أو نضعف الدور العربي والإسلامي، ففلسطين كانت وستبقى القضية المركزية للأمة".
وفي شأن آخر، قال: "نحن مع الذهاب للانتخابات وصناديق الاقتراع، الشجعان لا يخشون الاحتكام إلى صناديق الاقتراع، الواثقون بأنفسهم لا يخافون العودة إلى شعبهم، هذه هي الديمقراطية، لكن نريدها على أصولها".
وأشار إلى أن عدم التدخل في شئون الدول الأخرى ثابت من ثوابت حماس، وقال: "لا نتمحور مع أحد، ولسنا تبعا لأحد، لم نكن في الماضي تبعا لسوريا وإيران، واليوم لسنا تبعا لمصر وقطر وتركيا، بل نحن معهم وهم معنا، الأحرار لا يعملون في مواقع التبعية، ونحن نقدر كل من دعمنا، ولا ننسى فضل أحد".
وتابع "حماس المؤمنة المجاهدة، حماس المبادئ والقيم، حماس التي فقدت قادتها من أجل مبادئها وثوابتها، المستندة لشعب عظيم، لا تساوم على المبادئ، لا تفرط في القيم، لا تؤيد سياسة أي دولة أو نظام يخوض معركة دموية مع شعبه، نحن مع الشعوب أولا وثانيا وثالثا وعاشرا".
وخاطب مشعل المجتمع الدولي قائلا: "أدرك نفسك، لقد ظلمتنا، قصرت في حقنا، انحزت لإسرائيل، صمت على الجرائم، صحى ضميرك بعض الوقت، لكن الدول الكبرى لا زالت منحازة لعدونا، أدرك نفسك، الشعب والمقاومة سينتصرون، راهنوا على الطرف المنتصر".
أما المشروع الصهيوني، فيرى مشعل أنه "في تراجع، آفل بإذن الله، لا مستقبل له، لا مستقبل للاحتلال والاستيطان والاغتصاب الشرعية من أصحاب الحق".
المصدر: غزة - المركز الفلسطيني للإعلام