مشعل يدعو الثورات للموازنة بين مشاغلها وأولويات الأمة وعلى رأسها قضية فلسطين
الخميس، 29 تشرين الثاني، 2012
دعا رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية حماس خالد مشعل الأربعاء ثورات الربيع العربي للموازنة بين أولوياتها ومصالحها وهمومها الداخلية وبين أولويات الأمة على رأسها القضية الفلسطينية.
وقال مشعل في كلمة له بافتتاح مؤتمر "الإسلاميون في العالم العربيي والقضية الفلسطينية في ضوء التغيرات والثورات العربية" الذي يعقد في العاصمة اللبنانية إن الربيع العربي صرف الأنظار مؤقتا عن القضية الفلسطينية.
وعدّ مشعل الذي تحدث عبر الفيديو كونفرنس من الدوحة أن هذه حالة مؤقتة وتكتيكية، ومن حق الشعوب أن تنشغل بهمومها وظروفها، مستدركًا أنه مع ذلك فلسطين حاضرة لدى الأمة.
وبين أن هناك تحديات وإشكالات أمام الربيع العربي تستدعي ضرورة التوزان بين أولويات الداخل وأوليات الأمة، مؤكدًا أن لا تعارض بينهما، ومن الخطأ الانكفاء على الذات، بل الانفتاح يخدم السياسة الداخلية في مواجهة الضغوط ومحاولة التدخل الخارجي.
وشدد على ضرورة عدم إدارة الأمة من موقع قُطري ضيق، مطالبًا شعوب الربيع العريي عليهم وهم يبنون أوطانهم أن يهتموا بشأن الأمة.
ونصح بأن إدارة العلاقة مع الغرب والدول الكبرى يجب ألا تكون على حساب القضية الفلسطينية ودور العرب فيها ومسئوليتهم تجاهها، داعيًا لعدم تقديم تنازلات مجانية.
وشدد على ضرورة رفع سقف الموقف العربي في موضوع الصراع العربي الاسرائيلي، وإعادة النظر في الاستراتيجية العربية القائمة، فلا يصح بعد الربيع العربي أن تكون اللغة هي نفسها والمواقف ذاتها. كما قال.
دعم المقاومة
وقال "لابد من تغيير المواقف تجاه المقاومة، ومطلوب رسم استراتيجية كيف ندعم حركات المقاومة بالمال والسلاح ونسندها سياسيا، كما أنه من المطلوب طي صفحة المشاريع التي أكل عليها الزمن ,شرب وأن تكون خيارات الأمة مفتوحة".
وأضاف " معاهدات السلام والموقف منها للدول التي تقيمها لابد من مراجعتها، لأن "إسرائيل" لم ولن تكون صديقة ولا جارة للامة جميعا، وعلى قادة الشعوب أن يعلموا أن غضب شعوبهم ليس فقط على ظروفهم وإنما أيضا على خضوع الانظمة لإسرائيل".
وبين مشعل أن فلسطين تحتاج للأمة بكل مكوناتها وتياراتها، مؤكدًا على ضرورة النأي عن أي تقسيمات طائفية أو عرقية أو مذهبية بغيضة.
وعدَّ مشعل أن الربيع العربي تطور استراتيجي كبير على طريق تحرير فلسطين، لأن معركة تحريرها تحتاج إلى أمة قوية متعافية في جبهتها الداخلية وسياساتها الخارجية.
وأشار إلى أن الربيع العربي زاد من القلق الاسرائيلي وأربك حساباته، عادًا أنه يعطي حماس وحركات المقاومة فرصة للعمل في بيئة عربية أكثر انسجاما مع خطها.
كما أشار إلى أن الربيع العربي وأحداثه المتلاحقة غير في خريطة علاقات حماس السياسية، وأضاف لها علاقات جديدة.
العلاقة بسوريا
وتطرق في هذا السياق لعلاقات حركته بالنظام السوري، قائلا "علاقتنا بسوريا ما كنى نتمنى أن يحصل ما حصل..وفي لحظة ما سأذكر كل الحقائق".
وأضاف "كنا نتمنى أن تبقى سوريا قوية، ونصحنا أن تبنى سياسة داخلية لتظل سوريا قلعة للمقاومة ومستندة الى الإصلاح ومحاربة الفساد، ولكن لا سلطان لنا على أحد.. سوريا خسارة، ومع ذلك فدعم المقاومة لم يكن خيارًا رسميًا فقط وإنما خيار شعبي.
وحدة الأرض
وفيما يتعلق بموضوع المؤتمر، أعاد مشعل التأكيد على الثوابت والمبادئ التي تحكم حركة حماس، مقرًا أن حركته منذ 25 عاما تعمل على الأرض وتجتهد وقد تخطئ أحيانا ولكنها قد تصيب أحيانا كثيرة.
وشدد على وحدة الأرض الفلسطينية بكل جغرافيتها، مؤكدًا أن "وضع غزة الحالي اسثنائي، فرض علينا ولا يمكن ان نقبل فصلها عن الضفة، وهما معا جزء من الوطن الفلسطيني الكبير".
وشدد على أن "المقاومة خيارنا، والذي يشكك أن التهدئة تفريط بالمقاومة، فمسار المقاومة تحضيرا واعدادا مستمر، وما يحدث تنويع الوسائل لإدارة القرار وليس المساس بالمبدأ".
وقال "غزة لا يمكن أن نخرجها من دائرة الصراع، وإن كان يتغير شكل الصراع فيها بسبب ظروفها، وغياب المقاومة في الضفة بسبب الضرورة لشعبنا بسبب الضغط الأمني من كل الاتجاهات، مع بقاء النية والتحضير، والمقاومة ستعود للضفة".
المصدر: وكالة صفا