القائمة

مواقع التواصل الأجتماعي

مصادر فلسطينية لـ «الحياة»: المخيم لا يتسع لـ «فتح» و «أنصار الله»

مصادر فلسطينية لـ «الحياة»: المخيم لا يتسع لـ «فتح» و «أنصار الله»


الجمعة، 26 تشرين الأول، 2018

تجددت في شكل مفاجئ بعد ظهر أمس، الاشتباكات بمختلف أنواع الأسلحة الخفيفة والثقيلة بين حركة «فتح» وحركة «أنصار الله» في مخيم المية ومية للاجئين الفلسطينيين في منطقة صيدا، وذلك بعد ساعات قليلة على طمأنة رئيس الجمهورية اللبنانية لوفد من بلدة المية ومية المجاورة للمخيم إلى أن الجيش اللبناني يحفظ الأمن والاستقرار في المنطقة.

وقالت مصادر فلسطينية لـ «الحياة» إن الاشتباكات الأولى التي حصلت بين الجانبين قبل أكثر من أسبوع انتهت إلى تهدئة وليس إلى معالجة المشكلة في المخيم. وتردد أن مسؤول الأمن الوطني في المخيم الذي كان وافق على وقف إطلاق النار في المخيم جرى استبدال مسؤول آخر به من جانب «فتح».

وأشارت هذه المصادر إلى أن هناك قراراً استراتيجياً بأن مخيم المية ومية لا يتسع لطرفين وأن حركة «فتح» تريد إنهاء الوضع القائم في المخيم لا سيما أنها تلقت إشارات بأن «حزب الله» الذي كان من داعمي حركة «أنصار الله» لم يعد كذلك. وأكدت هذه النقطة مصادر عسكرية لبنانية لـ «الحياة». وتحدثت عن عشرات المسلحين من «أنصار الله» في المخيم.

وتخوفت مصادر متابعة في مدينة صيدا من أن تطول الاشتباكات من دون حسم فتتوسع إلى خارج المية ومية إلى منطقة صيدا.

وأشارت المصادر العسكرية اللبنانية إلى «أن عناصر الجيش اللبناني لا يزالون في نقاط تمركزهم عند مداخل المخيم وليس في نقاط متقدمة وهم لا يتدخلون في هذه الاشتباكات».

وتراقب المصادر المتابعة في صيدا موقف حركة «حماس» في المخيم المذكور، وسألت: «هل من مصلحة الحركة أن تكون «فتح» الطرف الوحيد في المخيم؟ وهل ستقف على الحياد أم تناصر حركة «أنصار الله»؟. إلا أن مصادر في القيادة الفلسطينية للمخيمات أكدت لـ «الحياة» أن «ثمة قراراً استراتيجياً اتخذ ولا عودة عنه في إنهاء أنصار الله».

وتابعت النائب بهية الحريري تطورات الوضع الأمني المتفجر داخل مخيم المية ومية بسلسلة اتصالات أجرتها للتوصل إلى وقف عاجل وسريع لإطلاق النار. وشملت الاتصالات أمين سر قيادة الساحة اللبنانية في حركة «فتح» وفصائل منظمة التحرير الفلسطينية فتحي أبو العردات، والمسؤول السياسي لحركة «حماس» في لبنان أحمد عبد الهادي، ورئيس فرع مخابرات الجيش اللبناني في الجنوب العميد فوزي حمادي ورئيس مكتب مخابرات الجيش في صيدا العميد ممدوح صعب.

وكان عون أكد أن «الجيش سيواصل اتخاذ التدابير اللازمة للحفاظ على الأمن والاستقرار في بلدة المية ومية ومنطقتها بعد الاشتباكات الأولى التي وقعت داخل مخيم المية ومية قبل أكثر من أسبوع وطاولت شظاياها البلدة».

وأبلغ عون راعي أبرشية صيدا ودير القمر وتوابعهما للروم الكاثوليك المطران إيلي حداد، الذي زاره على رأس وفد ضم رئيس بلدية المية ومية رفعت بو سابا وكهنة البلدة والمختارين أن «الإجراءات الميدانية التي اتخذها الجيش من شأنها أن تمنع أي اعتداء على البلدة وسكانه».

وقال عون إن «الوضع داخل المخيم هو أيضاً قيد المعالجة لإزالة الأسباب التي أدت إلى وقوع اضطرابات فيه ومنع الاحتكاك بين سكانه».

وشكر الوفد عون على «الاهتمام الذي أبداه تجاه أبناء بلدة المية ومية للحفاظ على أمنهم وسلامتهم»، متمنين «وضع حد نهائي للاضطرابات التي تقع من حين إلى آخر داخل المخيم وفي محيطه».

وتسلم عون مذكرة باسم أهالي المنطقة تضمنت مطالب أبرزها، إعفاء أصحاب العقارات في المخيم من كل الرسوم وتحرير العقارات والمنازل في منطقة الهمشري العقارية، ومعالجة الوضع وإزالة التعديات في المخيم.

وكان الجيش اللبناني تمركز في نقاط متقدمة أول من أمس في مخيم المية ومية وسط ترحيب من الأطراف الفلسطينية في المخيم بعد الاشتباكات الدموية التي شهدها بين مسلحي «فتح» و «أنصار الله»، وطاولت تداعيات هذه الاشتباكات البلدة المجاورة.