مطالبة فلسطينية بعفو عام عن المطلوبين..
ومساعدة النازحين من سوريا
الإثنين، 31 كانون الأول، 2012
كشفت مصادر لـ "صدى البلد"، ان
جولة القوى الفلسطينية الاسلامية في عين الحلوة على الفاعليات الروحية والسياسية اللبنانية
حملت عناوين عديدة ابرزها تحصين امن واستقرار مدينة صيدا ومخيماتها الفلسطينية وابعاد
شبح الفتنة المذهبية ووأدها في مهدها ومطالبة الحكومة اللبنانية اقرار الحقوق المدنية
والاجتماعية.. وقد وضعت على سكة البحث ومعالجة قضية المطلوبين الفلسطينيين وضرورة شمولهم
بالعفو العام الذي طبق بعد اتفاق الطائف.
ولم تخف المصادر، ان جانبا من البحث مع
بعض القيادات الرسمية والصيداوية تناول موضوع امام مسجد بلال بن رباح الشيخ احمد الاسير،
حيث ابلغت القوى الاسلامية بوضوح "انها ضد اي توتير او استهدافه مع مناصريه منعا
لاشعال فتيل الفتنة ولما يمثله من حالة اسلامية على الساحة الصيداوية واللبنانية"،
داعية الى "معالجة هادئة واعتماد اسلوب الحوار على اعتباره السبيل الوحيد لمنع
وقوع اي فتنة"، مؤكدة انها "مع هذا التوجه سياسيا ورسميا لما فيه مصلحة امن
واستقرار المدينة وتحقيق المناعة لان اي خلاف او اقتتال او فتنة لا يستفيد منها سوى
العدو الصهيوني.
وقد عبر امين سر القوى الاسلامية امين سر
الحركة الاسلامية المجاهدة الشيخ جمال خطاب عن هذا مؤكدا على موقفنا الواضح والمعلن
وهو اننا مع الهدوء والاستقرار في لبنان وضد اي فتنة مذهبية او طائفية ولن نتدخل قي
اي فتنة او اقتتال داخلي الا بشكل ايجابي يساهم في اطفاء الفتنة وارساء السلم والاستقرار
في البلد مع تأكيدنا على احترام الرموز والمقامات والمرجعيات الاسلامية ورفض الاستهداف
لاي من رموزها ووجهتنا الوحيدة هي العدو الصهيوني، وسلاحنا لن يوجه إلا لهذا العدو
الذي قتل شعبنا وشرده من بيته وبلده.
واثار وفد القوى الاسلامية الذي زار مفتي
صيدا واقضيتها الشيخ سليم سوسان في دار الافتاء الاسلامية في صيدا ورئيس بلدية صيدا
السابق الدكتور عبد الرحمن البزري في منزله والذي ضم الى جانب الشيخ خطاب، مسؤول عصبة
الانصار الاسلامية الشيخ أبو طارق السعدي وممثل حركة حماس في منطقة صيدا ابو احمد فضل
وممثل حركة الجهاد الاسلامي شكيب العينا وعدد من رجال الدين موضوع النازحين، حيث دعا
الشيخ خطاب الدول العربية، بخاصة دول الخليج والمنظمات الدولية و"الأونروا"
إلى تحمل مسؤولياتها وتأمين احتياجات النازحين، كاشفا في ذات الوقت عن نية القوى الاسلامية
اعداد مذكرة سيتم تقديمها للحكومة اللبنانية عبر وزارة الداخلية تتضمن الملفات المزمنة
التي تتعلق بالشعب الفلسطيني ومنها حق العودة للشعب الفلسطيني وحقه بتملك منزل وفي
العمل كما ستتناول المذكرة التقارير الصادرة بحق بعض المطلوبين والمحكومين غيابياً.
سوسان والبزري
بدوره أكد المفتي سوسان أن دار الافتاء
في صيدا تجمع وتوحد كل الناس الذين يسعون إلى الاستقرار والأمن وإلى السلم الأهلي والوفاق
الوطني والعيش المشترك في صيدا، مثمنا جهود الجميع في نبذ الفتن المذهبية والطائفية،
مؤكداً أن صيدا لن تكون ساحة للصراع المذهبي والطائفي بل هذه المدينة قدمت ولا تزال
تقدم من أجل قضية مركزية وهي فلسطين.
وقال" لن نرفع السلاح في وجه بعضنا،
ولن يستعمل السلاح في مدينتنا من أجل فتنة أو قتل، وإنما من أجل جهاد في وجه الاحتلال
الاسرائيلي"، مؤكدا وقوفه إلى جانب الحقوق الوطنية للشعب الفلسطيني وفي مقدمتها
حق العودة.
بينما أشاد البزري بجهود القوى الاسلامية
الفلسطينية في المساعدة على تثبيت الاستقرار في صيدا ومخيم عين الحلوة وتوجه اليها
بالشكر باسم الصيداويين للدور الايجابي العاقل والحكيم الذي لعبته هذه القوى خلال المحنة
الأخيرة والذي هو أكبر دليل على السياسة الخاطئة التي تنتهجها الحكومة اللبنانية مع
الملف الفلسطيني والنظرة الأمنية التي تتعاطى بها مع هذه القضية بعيداً الاهتمام بالنواحي
الانسانية والاجتماعية، معتبراً أنه آن الآوان لتقوم الحكومة بالتعاطي الجدي والانفتاح
أكثر على الملف الفلسطيني وإعطاء الفلسطينيين حقوقهم الانسانية والحياتية والاجتماعية
لأن في ذلك مصلحة للفلسطينيين واللبنانيين على السواء.
مساعدات اغاثية
ميدانيا، استكمل حزب الله توزيع المساعدات
التموينية والأغطية للنازحين السوريين والفلسطينيين القاطنين في منطقة تعمير عين الحلوة
حيث شملت أكثر من مئتي عائلة سورية وفلسطينية ولقيت هذه الخطوة كما سابقاتها استحساناً
كبيراً لدى العائلات الذين أكدوا وقوفهم إلى جانب خط المقاومة، على أن تستكمل الدفعة
اللاحقة الأسبوع المقبل.
بينما باشرت وكالة الاونروا توزيع مساعدات
المالية وقسائم لشراء المواد الاستهلاكية على النازحين الفلسطينيين في منطقة صيدا وذلك
في مدرسة "رفيديا" قرب سراي صيدا الحكومي التابعة لوكالة "الاونروا"
وباشراف مدير المنطقة محمود السيد حيث يبلغ عدد النازحين اكثر من الف عائلة.
كما وزعت الاونروا مساعدات مماثلة في ثانوية
الاقصى في مخيم الرشيدية على ما يقارب 200 عائلة وفي مخيم البص، بينما أطلقت حركة حماس
من "مجمع الأقصى الإسلامي" في مخيم برج البراجنة ببيروت حملة "واجب
علينا" لإغاثة النازحين الفلسطينيين من سوريا.
وأعتبر المسؤول السياسي لحركة حماس في بيروت
رأفت مرة أن نزوح الفلسطينيين من سوريا هو نزوح مؤقت، داعيا إلى تحييد المخيمات الفلسطينية
في سوريا، وحمايتها وعدم إدخال الفلسطينيين في الأزمة، مناشدا المؤسسات الإنسانية الدولية
التحرك العاجل لدعم النازحين، كما شدد على ضرورة عودة النازحين إلى مخيماتهم في سوريا،
التي هي عنوان العودة إلى فلسطين.
المصدر: البلد | محمد دهشة