معاناة النازحين من اليرموك توصل الى الانتحار.. ونداء استغاثة
الخميس، 17 كانون الثاني، 2013
وضع الشاب السوري محمد معروف الملسي حدا لحياته، اذ اقدم على الانتحار بشنق نفسه في مخيم عين الحلوة، لترتفع معه صرخة المعاناة التي يترنح تحت وطأتها الاف السوريين والفلسطينيين النازحين بسبب الاحداث الدامية في سوريا والملسي المولود عام 1977 في ادلب، متزوجة من الفلسطينية.. ريما بكار، ويقيم في مخيم اليرموك وقد وفد الى عين الحلوة منذ اسابيع قليلة منذ ان بدأ استهداف المخيم بالقصف والحصار، وجد نفسه عاطلا عن العمل، خالي اليدين، لا قدرة له على تأمين قوت يوم عائلته المؤلفة من الزوجة واربعة بنات "تغريد، نغم، رغد ولامارا"، ولا تأمين علاج طفلته الصغرى التي تعاني من الربو والتي كانت تحتاج الى علاج في المستشفى، تقول الزوجة ضاقت به الدنيا، وقد تبلغ ان منزلنا في اليرموك اصيب ودمر ووالدته بين الموت والحياة في احدى مستشفيات الشام، ففقد اعصابه.
واضافت زوجته المفجوعة بالمصاب، ان محمد ابلغها انه سيصعد الى غرفة علوية على السطح، حيث يقيم مع عائلته في عين الحلوة ليدخين سيجارة، ولكنه تأخر ولما فقدناه وجدناه قد شنق نفسه بسلك كهربائي، تخلصا من معاناته على ما يبدو"، وقد نقلت جثة الملسي الى براد مستشفى "الهمشري" في المية ومية ـ صيدا، حيث فتحت القوى الامنية تحقيقا بعد روايات اخرى.
وقد ارخى هذا الحادث بظلال الحزن على ابناء المخيم وخاصة على النازحين من سوريا ومخيم اليرموك الذين واسوا العائلة في مصابها ونعوا الملسي وسط حداد، داعين هيئات المجتمع الدولي الى الاسراع في تقديم يد العون والمساعدة لتخفيف معاناتهم.
احصائية النزوح
هذا وكشف آخر إحصاء أعدته "اللجان الشعبية الفلسطينية" في لبنان عن وصول 5361 عائلة فلسطينية توزعت على المخيمات، بيروت 1175 عئلة (برج البراجنة 565، شاتيلا 455 ومار الياس 155)، صيدا 1306 عائلة ( عين الحلوة 875، المدينة 121، المية ومية 90 واقليم الخروب والساحل 220)، صور 779 عائلة (القاسمية 43، برج الشمالي 498، البص 92، الرشيدية 98 الشبريحا 16 وجل البحر 12) والبقاع 1154 (نخيم الجليل 741 والبقاع الاوسط 413) والشمال 917 عائلة موزعين بين مخيمي نهر البارد والبداوي.
نداء اغاثة
وفيما علمت صدى البلد"، ان مديرة "الاونروا" في لبنان آن ديسمور ستزور صيدا اليوم (الخميس) للقاء عدد من القيادات الصيداوية والاطلاع على اوضاع النازحين، اطقلت منظمة التحرير الفلسطينية في لبنان نداء إلى المجتمع الدولي والعربي لتقديم المزيد من الدعم المالي لوكالة الأونروا والدولة اللبنانية لتتمكنا من القيام بمسؤولياتهما تجاه النازحين الفلسطينيين من سوريا وتقديم كل مقومات العيش وفي المقدمة منها الإغاثة والأيواء.
ورحبت المنظمة عقب اجتماع في مخيم الميه وميه برئاسة أمين سرها في لبنان فتحي أبو العردات بكل الجهات التي ترغب بتقديم الدعم والمساعدة الإنسانية للنازحين الفلسطينيين بعيداً عن التوظيف السياسي لأي جهة كانت، مؤكدة أن نزوح العائلات الفلسطينية من سوريا إلى لبنان،هو نزوح مؤقت ينتهي مع إنتهاء الأزمة الداخلية في سوريا.
وشكر ابو العردات هيئات ومؤسسات المجتمع المدني المحلي والعربي والدولي والشخصيات والفاعليات وكافة الدول التي قدمت الدعم والمساعدات للنازحين الفلسطينيين من سوريا إلى لبنان والدولة اللبنانية التي قدمت ولا زالت كافة التسهيلات لدخول وخروج الفلسطينيين النازحين إلى الأراضي اللبنانية،وخصوصاً فيما يتعلق بمسألة الأعفاءات من الرسوم المالية للعائدين إلى سوريا.
وقدر عالياً قرار الدولة اللبنانية والمجتمع الدولي والعربي بإعتماد معيار واحد بالتعاطي مع القضية الإنسانية للنازحين من سوريا إلى لبنان، والتعامل مع النازحين الفلسطينيين إسوة بأشقائهم النازحين السوريين، مبدية إرتياحه للأداء الذي اتبع في توزيع المساعدات المالية، التي قدمت من منظمة التحرير الفلسطينية وحركة فتح بقرار من الرئيس محمود عباس، للنازحين الفلسطينيين على الرغم من الأزمة المالية الخانقة التي تتعرض لها المنظمة والسلطة الوطنية الفلسطينية بسبب الضغوط الأمريكية والأسرائيلية، مؤكدا بأنها لن تدخر جهدَ في سبيل تأمين المزيد من الدعم والمساعدات الإنسانية لهم، مثمنا الدور والجهد المميز الذي تقوم به اللجان الشعبية الفلسطينية في كافة المخيمات لمتابعة ملف النازحين الفلسطينيين.
المصدر: البلد | محمد دهشة