القائمة

مواقع التواصل الأجتماعي

معاناة واحدة في المخيمات عشوائية أو رسمية

معاناة واحدة في المخيمات عشوائية أو رسمية


الإثنين، 22 شباط، 2016

يعكس واقع النازحين السوريين إلى شمال لبنان سوء الإدارة في كيفية معالجة مشكلاتهم المعيشية والتي تبدأ بتأمين أماكن إقامة تتوفر فيها الحد الأدنى من مقومات الحياة، وصولاً إلى تأمين المساعدات الغذائية والطبابة ولو بحدودها الدنيا، خصوصاً في المخيمات التي تخضع لوصاية المنظمات الدولية، ويرصد لها تمويل مالي يهدر القسم الكبير منه ويذهب أدراج الرياح.

لا يبدو من ذلك الواقع، وجود أي اختلاف بين المخيمات التي تشرف عليها منظمات دولية أو تلك التي أنشئت بطريقة عشوائية ولا تخضع لوصاية أحد، حيث تتشابه المشاكل والمعاناة الى حد كبير، مع فارق بسيط أنه هنا يوجد شعار لتلك المنظمة وعدد من الموظفين الذين يداومون يومياً، وهناك لا شعار ولا موظفين، باستثناء "الشاويش" ومهمته التحدث باسم المقيمين وتسلم مساعدات الجمعيات والمؤسسات إن قرّرت توزيعها.

يشير هذا الواقع إلى ما هو أكبر من مسألة سوء الإدارة، وصولاً إلى الهدر الفاضح في الأموال التي تصل للنازحين ولا يتم استغلالها بالشكل المطلوب، ويذهب قسم كبير منها لموظفين ولمعدّي الدراسات والمستشارين، في حين يحتاج النازح الى كل دولار يُصرَفُ لتأمين ربطة خبز او بعض مادة المازوت للتدفئة.

لا يحتاج اكتشاف ذلك الى الكثير من الجهد، ففي المخيمات المنتشرة من المنية وصولاً الى عكار، يتجلى الواقع بأبشع صوره، وتحديداً الشق المتعلق بالنظافة، حيث لم يتم اختيار أماكن إقامة معظم تلك المخيمات بشكل مدروس، يراعي الوضع الصحي للنازحين، حيث يوجد بعض المخيمات في اماكن تتجمع فيها الأوساخ وتتدفق اليها مياه الصرف الصحي، وما يتسبب ذلك من روائح كريهة وامراض في صفوف الاطفال على وجه الخصوص، واللافت أن هذه المخيمات تخضع لإشراف منظمات دولية.

يؤكد عدد من النازحين ان مياه الصرف الصحي التي تتدفق بمحاذاة خيمهم قد حوّلت حياتهم جحيماً، خصوصاً في فصل الصيف، وهم طالبوا مراراً بضرورة نقل مخيمهم او إيجاد أماكن بديلة لهم، ولكن الجواب كان: "إما أن تتحمّلوا هذا الواقع او عليكم الرحيل وتحمّل تبعات إيجاد مكان إقامة"، ما دفعهم الى القبول بالأمر الواقع، رغم مرارته.

ولا يتوقف الأمر عند هذا الحد، فمظاهر الهدر باتت حديث النازحين والذين يؤكدون أن هناك أموالاً تُصرف من دون جدوى، ولا يتم استغلالها بما يخدم النازحين ويساهم في تحسين واقع معيشتهم، لجهة تأمين الحد الأدنى من البنى التحتية داخل تلك المخيمات.

المصدر: السفير