القائمة

مواقع التواصل الأجتماعي

معركة الميِّة وميِّة: ما الرسائل والمسارات السياسية وما أهداف المعركة؟

معركة الميِّة وميِّة: ما الرسائل والمسارات السياسية وما أهداف المعركة؟


الثلاثاء، 30 تشرين الأول، 2018

خلال آب الماضي، اعتقلت حركة «أنصار الله» شخصاً ينتمي الى «فتح»، كان مكلفاً إغتيال أمينها العام جمال سليمان وتبع ذلك استنفارات متبادلة استدعت تدخّل حركة «حماس» و«امل» و«حزب الله» لمعالجة التوتر وإصلاح الامور.

هدأت الارض، ثم ما لبثت الإستفزازات ان تكرّرت بين الجانبين، الى ان وقع يوم الاثنين 15/10 احتكاك مباشر بين عناصر «فتح» وعنصر من «أنصار الله»، سرعان ما تطور الى اشتباك في المخيم.

نشطت الاتصالات لتطويق المشكلة، وعُقد في اليوم التالي اجتماع في ثكنة الجيش في صيدا، ضمّ الى القيادة العسكرية اللبنانية، ممثلين عن التنظيمين المعنيين و«حماس»، واتُفق خلاله على تشكيل قوة فصل من «حماس»، لكن عند المباشرة في التطبيق عدلت «فتح» عن موافقتها على هذا الطرح، فتجدّدت المشاورات واقترح الجيش إستبدال قوة الفصل بفريق مراقبين من «حماس»، يتولى الإشراف على تطبيق وقف اطلاق النار.

إلّا انّ الاشتباكات استؤنفت مجدداً بعد أيام، ما تطلّب جولة جديدة من اتصالات التهدئة شارك فيها الجيش والسفير الفلسطيني في بيروت. لم تنفع «المسكّنات» المحلية في لجم التوتر، فتواصل مسؤولو «حماس» في لبنان مع رئيس المكتب السياسي في غزة اسماعيل هنية وشرحوا له حساسية الوضع، متمنين عليه الإتصال بالرؤساء ميشال عون ونبيه بري وسعد الحريري لحضّهم على بذل أقصى الجهد والضغط من أجل وقف التدهور في المخيم.

مساء الخميس الماضي، رنّ جرس الهاتف في القصر الجمهوري في بعبدا، وكان هنية على الخط، طالبًا من رئيس الجمهورية التدخّل لإعادة الهدوء الى المخيم، وكان هنية قد اتصل أيضاً بكل من بري والحريري للغاية نفسها، وقد سارع بري بعدها الى تكليف عضو المكتب السياسي محمد الجباوي بترتيب اجتماع بين «فتح» و»أنصار الله» و»حماس» ... وتم ذلك، وتقرّر فيه وقف إطلاق النار.

صباح اليوم التالي، دعا «حزب الله» الى لقاء مصالحة في حارة حريك، بغية تثبيت وقف إطلاق النار، حضره قيادات أساسية في «فتح» و»أنصار الله». وانتهى اللقاء الى تبادل القبلات بين المتخاصمين.

وقبل أن يصل أصحاب الشأن الى المخيم، كانت المواجهات قد اندلعت مجدداً، أما العذر الذي تداوله البعض هو أنّ هناك أفراداً غاضبين تصعب المونة عليهم بعدما فقدوا أقرباء لهم، الأمر الذي لم يُقنع أوساطاً فلسطينية تعتقد أنّ سبب الخروقات المتكرّرة هو وجود أجندة خاصة لمجموعات فتحاوية ترتبط بجهة فلسطينية خارج لبنان وتتلقى الأوامر منها.

على خط آخر، تواصلت قيادة «حماس» الموجودة في الخارج مع الامين العام لـ«حزب الله» السيد حسن نصرالله وناقشت معه التحدّيات التي تواجه القضية الفلسطينية وآخر مستجدات مخيم المية ومية. وعُلم انّ «حزب الله» أبلغ من يهمّه الأمر أنّ الامين العام لحركة «أنصار الله» جمال سليمان هو خط أحمر والقضاء عليه ممنوع.

هناك من يضع ما يجري في «المية ومية» ضمن سياق سعي بعض الأطراف الى التخلّص من نفوذ «حزب الله» في المخيم، عبر تقليم أظافر القريب منه جمال سليمان، وهذا ما لا يمكن للحزب ان يتساهل معه ويتهاون فيه، فيما ترجح مصادر فلسطينية أنّ هناك قراراً متخذاً في رام الله (مقرّ السلطة) بإنهاء ظاهرة جمال سليمان او تحجيمها. وتربط المصادر بين أحداث «المية ومية»، وقبله «عين الحلوة»، وبين جولات قامت بها وفود عسكرية أجنبية قبل فترة على محيط المخيمين، مبدية خشيتها من وجود مخطط لاقتلاع اللاجئين في إطار التمهيد لتنفيذ صفقة القرن.

المصدر: عماد مرمل – النشرة