القائمة

مواقع التواصل الأجتماعي

ملتقى فلسطين يدعو إلى دعم صمود أهلها ويشدد على الوحدة

ملتقى فلسطين يدعو إلى دعم صمود أهلها ويشدد على الوحدة
نصـر اللـه: سـؤال القـدس يحـدد مصيـر المنطقـة
 

الإثنين، 05 آذار، 2012

أكد الأمين العام لـ«حزب الله» السيد حسن نصر الله أن الواجب والمسؤولية يفرضان على الأمة هدفاً مركزياً كبيراً يجب السعي لتحقيقه، وهو تحرير القدس من دنس الاحتلال، والعمل الجاد في هذا السبيل. واستنتج في كلمة خاطب فيها المشاركين في «ملتقى إعلان القدس عاصمة فلسطين والعرب والمسلمين»، الذي نظمته لجنة دعم المقاومة في فلسطين، أمس، في قاعة «رسالات» في الغبيري، عبر شاشة عملاقة أن كل المعطيات العقائدية والفكرية والواقعية والسياسية والمعنوية والميدانية، «تؤكد وعلى ضوء السنن والقوانين أننا دخلنا زمن الانتصارات وغادرنا زمن الهزائم».

وقال نصر الله إننا «سنبقى نواجه المشروع تلو المشروع الذي يهدف الى تصفية القضية الفلسطينية وفي قلبها القدس، وعلى محوريتها سيرسم مستقبل هذه المنطقة أي بكلمة واحدة: «قولوا لي (أين القدس) أقل لكم أين ستكون المنطقة». واعتبر أن كل فلسطيني وعربي ومسلم ومسيحي يتحمل مسؤولية وطنية قومية وأخلاقية وإيمانية ودينية تجاه هذه المدينة المقدسة وتجاه مستقبلها وهويتها ومصيرها.

وقال ان التبني الغربي والأميركي المطلق لإسرائيل وأمنها وتفوقها العسكري والذي اعتبره الرئيس باراك أوباما التزاماً مقدساً، يعني أنه ارتقى بهذا الالتزام من مستوى الالتزام الاستراتيجي أو السياسي أو الانساني، بحسب اعتبارهم، إلى مستوى القداسة، أي غير قابل للنقاش. وبين هلالين لم نسمع أحداً من حلفاء وأصدقاء أميركا والإدارة الأميركية والمراهنين عليها في العالم العربي والإسلامي علقوا بكلمة واحدة على هذا الالتزام المقدس. هذه الحقيقة التي لا نقاش فيها لا تبقي أمام الشعب الفلسطيني ومعه الأمة بأجمعها، سوى خيار المقاومة والجهاد المسلح.

وفي ما يتعلق بالمستقبل، اعتبر أن التحولات الكبرى في المنطقة، والتي كان لحركات المقاومة في إنجازها وفي صنعها نصيب وافر، تجعلنا نشعر أننا أقرب إلى تحقيق هدف تحرير القدس من أي زمن مضى. وعدد، على السبيل المثال، بعض هذه التحولات، لا سيما منها:

ـ صمود الشعب الفلسطيني ورفضه للاستسلام وللتسويات وللشروط الإسرائيلية.

ـ العجز الدولي وحتى العربي الرسمي عن تصفية القضية الفلسطينية.

ـ سقوط نظام الشاه وقيام الجمهورية الإسلامية في إيران، المساندة بالمطلق لهذا الحق الفلسطيني والعربي والإسلامي.

ـ انتصارات وإنجازات المقاومة في لبنان وفلسطين وأخيراً في العراق.

ـ التحول الكبير في مصر، والذي اعتبره الصهاينة زلزالاً يهدد وجود كيانهم.

ـ ضعف وتراجع الولايات المتحدة والدول الغربية عموماً وعلى أكثر من صعيد ومستوى.

ـ التحولات داخل كيان العدو، الثقافية والمعنوية والنفسية والعسكرية والسياسية.

ـ ثبات محور المقاومة من إيران إلى سوريا إلى حركات المقاومة في مواجهة كل التحديات.

ـ فشل التسوية وعمليات التطبيع.

ـ قبول الأمة لخيار المقاومة، واقتناعها بجدواه أكثر من أي زمن مضى، واستعدادها للمضي في هذا الطريق كما أثبتت السنوات الماضية.

وأكد نصر الله أن «هذه كلها عوامل استراتيجية، عوامل كبيرة جداً تضعنا على هذا الطريق ونحو هذا الهدف، وتجعل الحديث عن هدف تحرير القدس حديثاً واقعياً يستند إلى الأدلة والمعطيات الاستراتيجية والإقليمية والدولية والمحلية».

ثم تحدث المطران عطا الله حنا مباشرة من القدس عبر الأقمار الاصطناعية، وحيا المشاركين ونصر الله وقال: «نشعر أننا اقوياء بكم وبتضامنكم معنا وتأكيدكم أن القدس هي قضية الامة العربية والمسلمين والمسيحيين». وقال «كونوا مع القدس لأن القدس لنا وستعود إلينا ولن تتمكن اسرائيل من تهويدها لطمس معالمها».

وكانت كلمة للمفتي الجعفري الممتاز الشيخ أحمد قبلان ممثلا نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى، أكد فيها أن الواجب يحتم ان تكون القدس هي القضية الاساسية للعرب والمسلمين وبدونها لا عزة ولا كرامة لهم.

ودعا ممثل حركة «الجهاد الاسلامي» في فلسطين ابو عماد الرفاعي «الثورات العربية لأن تواصل طريقها لإسقاط نهج التسوية والتفاوض المدعوم من النظام العربي الرسمي المتهاوي».

بدوره، قال السفير الإيراني غضنفر ركن أبادي ان الوحدة العربية والاسلامية هي الرد العملي على الفتن التي يحيكها أعداء الامة، وقال إن إيران ستبقى سندا لفلسطين وشعبها برغم كل الضغوط والمؤامرات السياسية والاقتصادية والامنية التي تمارس علينا. وسنبقى دائما الى جانب هذا الشعب العزيز والمضحي حتى ينال حريته واستقلاله التي لن تنال إلا بالوحدة والمقاومة.. وبالمقاومة فقط تعود القدس وفلسطين كل فلسطين من البحر الى النهر».

وألقى الشيخ حسن المصري ممثلا الرئيس نبيه بري كلمة الاحزاب والقوى الوطنية اللبنانية، مميزا بين «من وقف الى جانب فلسطين ومن تآمر عليها وأخص بالذكر من وقف الى جانب قضية فلسطين الرئيس الراحل حافظ الأسد وما يقوم به الرئيس بشار الأسد، فلا يمكننا ان نقارن بين هذين الرئيسين وبين من يملك قصرا في إسرائيل يزوره كلما أراد ومن دون المرور على الامن العام الاسرائيلي».

وألقى ممثل «حماس» في لبنان علي بركة كلمة لجنة دعم المقاومة في فلسطين، فاعتبر أن «المعركة المقبلة عنوانها الاقصى وهذه المعركة آتية.

البيان الختامي

وفي البيان الختامي للملتقى، أكد المجتعون أن «القدس كانت وستبقى عاصمة فلسطين التاريخية، ولن تقوى كل مشاريع التهويد والصهينة ولا كل القوانين العنصرية على تغيير صورتها وهويتها العربية والاسلامية». ودعوا الى دعم خيار المقاومة والجهاد في فلسطين، لأنه الخيار الوحيد لاسترجاع الارض والمقدسات وتحرير فلسطين من النهر الى البحر وعودة الشعب الفلسطيني الى دياره وممتلكاته.

كما دعوا إلى «دعم صمود المقدسيين وتجذيرهم في ارضهم ومنازلهم عبر اطلاق اوسع الحملات الشعبية والرسمية على كافة المستويات والصعد الاعلامية والتعبوية والمالية وتوفير الاسس المادية الضرورية لتعزيز الصمود والمواجهة.

وناشدوا «كل دول العالم والقوى والاحزاب والهيئات الاهلية المناهضة للاستعمار بكل اشكاله إدانة سياسات الإبادة والإلغاء التي ينتهجها الكيان الصهيوني بحق الشعب الفلسطيني وأرضه وهويته».

وأكدوا ضرورة توحيد القوى والحركات الفلسطينية والعربية المقاومة والمجاهدة لصفوفها وتعزيز قدراتها لمواجهة ما يحاك من مؤامرات ودسائس استعمارية اميركية صهونية تستهدف إسقاط إرادة المقاومة والممانعة.

المصدر: جريدة السفير