القائمة

مواقع التواصل الأجتماعي

من المنقذ لطفل يصارع الموت بسبب التلاسيميا؟

من المنقذ لطفل يصارع الموت بسبب التلاسيميا؟


السبت، 13 تموز، 2013

يعاني الكثير من الأطفال الفلسطينيين في المخيمات، لاجئون ونازحون، أمراضًا تعيقهم من الاستمرار بحياتهم، والسير فيها بشكل طبيعي مثل مئات آلاف الفلسطينيين في الشتات، أمراضًا يستشعرون في ظلّها بالنقص وعدم الكمال الإنساني، وسط إهمالٍ من قبل الأونروا المسؤولة عن هذه الحالات، ولا مبالاةٍ من قبل الفصائل واللجان الشعبية، وتقصير من الجمعيات والمؤسسات الإنسانية والإجتماعية.

محمد صالح إبراهيم، طفلٌ نازحٌ من مخيم السبينة في دمشق، وقع ضحية المرض والمعاناة، وقيّده الألم، يعاني من ضخامة الكبد بسبب التلاسيميا، يبلغ من العمر 11 عامًا، ويعيش في منزل مستأجر بمبلغ مئتين وخمسين دولارا في الشهر (250$)، وسط عائلة مؤلفة من شقيقة حزينة لمرض أخيها، وأم كانت أسمى مطالبها في الحياة تأمين العلاج لطفلها، وأب عاطل عن العمل ينتظر وعودًا خُطَّتْ في الهواء.

الأونروا لم تؤمن له سوى نصف تكاليف الفحوصات، والجمعيات والمؤسسات الإنسانية باتت ساكنة دون حراك وكأن الطير فوق رأسها، والفصائل الفلسطينية لعبت دور المشاهد للأحداث، أما الجمعيات الخيرية الإسلامية فكان أكثرها سخاءً الهيئة الخرية لإغاثة الشعب الفلسطيني التي ساهمت بمئة دولار (100$).

مسؤول الملف الصحي في اللجنة الشعبية في مخيم عين الحلوة، عمار حوران، عبّر "لنشرة الجهاد” عن تفاجئه بهذا التقصير غير المبرر من قبل المؤسسات الإنسانية والإجتماعية، والهيئات الخيرية، والفصائل الفلسطينية، والأونروا المخولة بهذه الحالات، والتي لم تقدم له أية مساعدة صحية – عدا عن تخفيض كلفة الفحوصات إلى 50% – بالرغم من علمهم بحالته الصحية الصعبة، قائلاً إن على الجميع تقديم المساعدة كلٌّ بحسب استطاعته، والنظر بعين الرأفة والرحمة بأسرة أحاطت بها الأحزان والمآسي، وضاق صدرها بين أمرّين أحلاهما مرُّ.. منزل دُمّر وتحطّمت أركانه في مكان لجوئهم الأول، وطفل يصارعه المرض في لحظات تتفتح فيها براعمه.

وأخيرًا.. وعود في الهواء، ومرض يصارع طفلاً، مؤسسات تعد ولا تُنفّذ، وفصائل تُلقي المسؤولية على كاهل الأونروا، وكل يحمل المسؤولية للآخر ويتنصل منها، ويبقى الواقع مرهونًا لرسالة والد خط بدموع عينيه وحرقة قلبه رسالة قال فيها: "كيف لي أن أوفّر العلاج لفلذة كبدي وأنا نازح بدون عمل وقوت يومي صعب المنال؟ فمن يرحم بكاء الطفل؟ أين الأيادي البيضاء؟ أين من يزرعون الابتسامة على وجه طفل محروم؟ وليدوّي صراخ الطفل علّ الأونروا والمؤسسات والجمعيات ترحم حالنا، ويلين قلبها…”.

المصدر: نشرة الجهاد