القائمة

مواقع التواصل الأجتماعي
السبت 27 كانون الأول 2025

منير المقدح يتحدث عن خريطة تقاسم القوى الفلسطينية النفوذ داخل مخيمات اللجوء بلبنان

منير المقدح يتحدث عن خريطة تقاسم القوى الفلسطينية النفوذ داخل مخيمات اللجوء بلبنان


الخميس، 27 شباط، 2014

ربما أعادت موجة التفجيرات الانتحارية التي ضربت المناطق اللبنانية في الآونة الاخيرة خلط الاوراق في المنطقة عموما، بحيث بات يبدو ثابتا ان صورة التحالفات السياسية والعقائدية دخلت في دائرة الضباب، ولن تخرج منها الا بأشكال أخرى مختلفة تماما عن الصور التي حفرت في أذهاننا لعقود من الزمن.

لهذه الحرب تداعياتها بلا ريب. لن تكون خارطة الاصدقاء والحلفاء وأبناء القضية الواحدة والهدف الواحد على الشكل الذي كانت عليه سابقا، بل ستتمثل أولى التداعيات بخلط التحالفات والخصومات وصوغ علاقات سياسية جديدة على مستوى قوى المنطقة الكبيرة والتيارات السياسية التي تمثلها في لبنان.

وسط هذا المخاض، وهذه الانواء العاتية، تتجه الانظار تلقائيا الى مخيمات اللاجئين الفلسطينيين في لبنان، باعتبار انها مراكز تجمعات بشرية مكتظة تحوي كل التناقضات والتباينات في الاتجاهات السياسية والفكرية التي تخوض صراع وجود على مستوى المنطقة، وبالتالي يمكن القياس عليها اذا ما كانت هذه التحالفات والخصومات السياسية الجديدة قادرة على ابتداع فكرة التعايش بحد أدنى من الخسائر، أو ان الصراع متواصل على مدى الزمان والمكان في المنطقة، حتى انتصار اي من النظريتين السياسيتين انتصارا ساحقا، وانهزام المشروع الآخر هزيمة نهائية، بحيث لا تقوم له قائمة من بعدها، لاستمرار الحياة بلا حروب في المنطقة.

من هذا المنطلق يمكن قراءة متأنية في واقع توزع القوى السياسية والعسكرية داخل المخيمات الفلسطينية في لبنان ان تنبئ بمآل الامور، وتسهم في تلمس صورة مصغرة عما سيكون عليه المشهد العام في المنطقة، وكيف يمكن لهذه المشاريع ان تتعايش اذا ما كان ثمة مجال للتعايش في ما بينها.

وللاضاءة على الخارطة المتعلقة بنفوذ القوى والفصائل داخل المخيمات سألت "النهار" قائد كتائب شهداء الاقصى اللواء منير المقدح عن القوة الاولى داخل المخيمات في لبنان من بين الاحزاب والقوى والفصائل على المستوى العسكري والاجتماعي والجماهيري، وعلى مستوى قدرتها على ضبط الامور في داخل كل مخيم، فيما لو اندلعت معارك بين القوى الاساسية المرتبطة بمشاريع سياسية على مستوى المنطقة فقال: "ان القوة العسكرية الاكبر داخل كل مخيمات لبنان هي كتائب شهداء الاقصى التابعة لحركة فتح، وإن المرجعية الاساسية هي منظمة التحرير الفلسطينية حتى الان، باعتبارها هي التي تقدم خدمات اجتماعية، وأيضا هي من يترأس القوى الامنية داخل المخيمات، وهي من تقوم بالعمل المشترك بينها وبين القوى الاسلامية وقوى التحالف الفلسطيني.

وفيما يكشف المقدح ان الامن داخل المخيمات هو عمل مشترك بين كل الفصائل والقوى كافة، فانه يرى ان سبب التراجع الحاصل داخل بعض المخيمات يعود الى الحصار الاقتصادي على المنظمة، وعلى حركة "فتح"، لاننا منذ خمس سنوات لم نستوعب ايا من الجيل الجديد. ومن هنا فإننا نطرح دائما خلال لقاءاتنا ضرورة اعادة ترتيب وضع المخيمات، ونحن موعودون الان باستيعاب جيل جديد. واذا حصل ذلك فهناك امكان لاعادة ترتيب الامن داخل المخيمات وحصره في اتجاهات معينة من خلال زيادة ورفع وتيرة التنسيق بيننا وبين القوى الامنية اللبنانية".

ويشير المقدح، ردا على سؤال، الى ان كل فصائل منظمة التحرير الفلسطينية هم ضمن قالب واحد، وليست هناك معايير دقيقة يمكن من خلالها التمييز بينها باعتبار انها ضمن قرار واحد، وتنفذ سياسة واحدة.

والقوة الثانية التي تليها مباشرة، بنظر المقدح، هي القوى الاسلامية مجتمعة، والتي تضم "حماس" و"الجهاد" و"الحركة الاسلامية المجاهدة" و"عصبة الانصار" و"حزب التحرير" وهم ضمن هذا الترتيب من حيث توزع نفوذ القوى داخليا.

اما القوة الثالثة فهي قوى التحالف الفلسطيني (المتحالفة بالكامل مع سوريا) ك"الصاعقة" و"القيادة العامة" و"الجهاد الاسلامي" و"فتح الانتفاضة" و"جبهة التحرير" وكافة قوى التحالف (التي تسبح في الفلك السوري).

ويشير المقدح الى ان هناك في عين الحلوة شيء اسمه بقايا "جند الشام" ويعرفهم كل ابناء المخيم، وهؤلاء يقطنون في منطقة تعمير الطوارئ في عين الحلوة، الخارجة عن سيطرة قوى المخيم، ويفترض انها تخضع عمليا لسلطة الدولة اللبنانية. وهؤلاء حوالى 4 مجموعات، كل مجموعة منفصلة تماما عن الاخرى وعددهم جميعا لا يتجاوز الـ 120 شخصا، وهم يتقيدون بالقرار الفلسطيني ولا يخرجون عليه".

المجموعات الاربعة هي مجموعة هيثم الشعبي، ومجموعة بلال بدر، ومجموعة اسامة الشهابي، ومجموعة رابعة أخرى في هذا السياق. اما تنظيم "داعش" و"جبهة النصرة" والقوى السلفية الاخرى، فهي موجودة بالمخيم بالمفهوم الديني والسياسي فقط، وليست مؤطرة في شكل رسمي ولا تمارس العمل العسكري والسياسي".

في قراءته المستندة الى المعطيات الميدانية، يعلن المقدح ان "الاساس في استراتيجيتنا الفلسطينية في لبنان اليوم قائمة على ضرورة ان نبقى عاملا ايجابيا ولا نقوي طرفا على طرف من أطراف الازمة الداخلية في لبنان، في موازاة المحافظة على أمن المخيمات والجوار، وبالتالي ليس مسموحا لأي فرد او مجموعة ان يورط المخيمات في صراع لبناني - لبناني، او مع الجيش، او مع اي قوة لبنانية اخرى. وهذا ما نؤكد دائما لهذه المجموعات الاربع وتؤكده لنا وللجميع عن التقيد باستراتيجيتنا".

ويقول ردا على سؤال: "طبعا نحن نتأثر بما يحصل في لبنان وفي سوريا، ولكن على رغم كل ما يحصل هنا وهناك فقد استطعنا خلال السنوات الثلاث ان نحيد مخيماتنا عن الصراع القائم في المنطقة واذا تورط اي شخص فلسطيني هنا او هناك فانه لا يمثل الا نفسه ولا يمثل الموقف الفلسطيني ابدا، لان وجهة المخيمات ستبقى العودة الى ارض فلسطين".

المصدر: النهار