القائمة

مواقع التواصل الأجتماعي

مواقف تشدّد على دور الجيش اللبناني في حفظ الأمن والمخيمات تستعيد حياتها الطبيعية

مواقف تشدّد على دور الجيش اللبناني في حفظ الأمن والمخيمات تستعيد حياتها الطبيعية ولقاءات لـ «تجنّب أي احتكاك»
 

الخميس، 21 حزيران، 2012

استعادت المخيمات الفلسطينية حياتها الطبيعية بعد الاحداث التي شهدتها في اليومين الماضيين، فيما لا تزال تداعيات ما جرى في نهر البارد وتالياً في عين الحلوة، تشكل محور متابعة من قبل مختلف الأفرقاء. وعقدت لقاءات بين قيادات فلسطينية والجيش اللبناني تجنباً لأي احتكاك جديد. وعمّمت القيادات الفلسطينية على الشباب "عدم اللجوء الى التصعيد وعدم مهاجمة مواقع الجيش". وأفيد عن اختفاء سبعة فتية، طالب ذووهم بكشف مصيرهم في حال كانوا موجودين أو معتقلين لدى الجيش، فيما يستمر في المخيم الاعتصام السلمي، وإزالة الخيم عن مداخل البداوي. وفي عين الحلوة، سيّرت قوات الأمن الوطني الفلسطيني دوريات راجلة.

وتوالت المواقف المشددة على ضرورة "الكف عن اللعب بالنار"، داعية الى "إيجاد الصيغة التي تحمي الأمنين اللبناني والفلسطيني من قبل الجيش اللبناني".

"البارد"

استعاد مخيم نهر البارد ("المستقبل") حياته الطبيعية رغم استمرار الاعتصام السلمي في الشارع الرئيسي للمخيم وحالة الاحتقان التي خلفتها الأحداث الاخيرة، حيث فتحت المحلات التجارية. ومرّ بسلام قطوع تشييع فؤاد محيي الدين اللوباني الذي ووري في الثرى في جبانة خالد بن الوليد في المخيم، اذ وفي اطار مبادرة حسن النية، آثر أهالي اللوباني وممثلو الفصائل تقبّل التعازي في مخيم البداوي، على أن تبقى المطالبة بفتح تحقيق جدي بشأن اللوباني وأحمد القاسم، عبر لجنة لتحديد المسؤوليات. كما برزت مسألة اختفاء سبعة فتية منذ تشييع القاسم، طالب ذووهم بكشف مصيرهم في حال كانوا موجودين أو معتقلين لدى الجيش.

وناشدت قيادة الفصائل والمحتجون بالكف عن الاعتقالات وخصوصاً في صفوف الجرحى، علماً ان الجيش بدأ باتخاذ اجراءات تمنع التصادم، وفي الوقت عينه عدم التهاون مع مندسّين اعتدوا على مركزه في القبة قرب "صامد". وقد دعت فاعليات في المخيم الى تحديد المرجعية بعد أن برز فوضويون ومندسون عملوا لتوتير الأجواء والاعتداء على عناصر الجيش.

وكشف قائد الأمن الوطني الفلسطيني في لبنان اللواء صبحي أبو عرب عن "اتصالات يومية بين القيادة الفلسطينية وقيادة الجيش اللبناني وتم الاتفاق على لجنة تحقيق مشتركة لبنانية - فلسطينية لتظهر الحقيقة للجميع، وإننا وقيادة الجيش لن نسمح بأي تجاوزات تمس أمن لبنان وأمن المخيمات وأهلها". ونوه بأن "الرئيس محمود عباس أعطى تعليماته للقيادة في لبنان بمعالجة الإشكالات الأخيرة لنزع فتيل الفتنة".

واستكملت وحدات الجيش اللبناني اجراءاتها حيث تم نشر آليات عند حدود المخيم منعاً لتسلل عناصر مشبوهة وحرصاً على أمن المخيم.

وقام وفد من رؤساء بلديات وائمة مساجد في عدد من قرى عكار من جوار مخيم البارد، بزيارة الى مقر "فتح" في المخيم، وكان في استقبالهم امين سر شعبة المخيم محمد السيد الذي أكد "الحرص على بناء امتن العلاقات بين اهالي المخيم والجوار". وشرح "المعاناة التي تكبدها اهالي المخيم منذ ما يزيد على الخمس سنوات".

وتحدث الخطباء وائمة مساجد نهر البارد فأجمعوا على" ضرورة اطفاء نار الفتنة في المخيم". واكد عدد من رؤساء البلديات العكارية "حرصهم على علاقات متينة واخوية صادقة بين الجوار ومخيم نهر البارد".

"عين الحلوة"

استعاد مخيم عين الحلوة (صيدا- المستقبل) حياته الطبيعية بعد الاحداث التي شهدها في اليومين الماضيين. وسجلت حركة عادية في شوارع المخيم وعند مداخله الرئيسية وفي مؤسساته التجارية واسواقه الشعبية، في وقت سيرت قوات الأمن الوطني الفلسطيني دوريات راجلة لها في شوارع المخيم، فيما ابقى الجيش اللبناني على تدابيره الامنية المعتادة عند المداخل الرئيسية.

مواقف

أعرب وزير العدل شكيب قرطباوي، عن اعتقاده بأن ما يحصل في المخيمات الفلسطينية "أمر مدبر، واللافت للانتباه أن الأحداث انطلقت من أمر بسيط في نهر البارد، ووصلت الى مخيم عين الحلوة"، داعياً الى "الكف عن اللعب بالنار"، مشدداً على أن "من يحمينا ويحمي الضيوف في لبنان هو الجيش اللبناني".

قال عضو كتلة "المستقبل" النائب باسم الشاب "المشكلات في المخيمات الفلسطينية لها علاقة بالوضع السوري، الغاية منها تخفيف الضغط عن النظام". ورأى أن "معالجة هذه الأحداث يجب أن تتم من خلال تدخلات على مستوى أكبر من التي نشهدها"، مؤيداً "اعتبار النائب ميشال عون أن المشكلة الفلسطينية مؤامرة خارجية على لبنان"، مؤكداً أن "من يحرك هذه الفصائل من أجل افتعال المشكلة هم حلفاؤه".

لفت عضو تكتل "التغيير والإصلاح" النائب نعمة الله أبي نصر، الى أن الجيش اللبناني هو "الملاذ الأخير"، محذراً من "خطورة إشعال الفتنة في المخيمات الفلسطينية".

رأى النائب مروان فارس "أن ما يتم في مخيمي البارد وعين الحلوة تتوجب معالجته بسرعة من قبل كل المعنيين، وخصوصاً الفصائل التي عليها أن تشكل مرجعية تساعد الجيش اللبناني في حفظ أمن المخيمات".

أوضح أمين السر العام في الحزب التقدمي الاشتراكي ظافر ناصر، أن ما "يجري داخل المخيمات وجه من وجوه نقل الأزمة من سوريا الى لبنان. وكما هو مطلوب منا كلبنانيين تحييد النفس عن الأزمة السورية، مطلوب من الفلسطينيين أيضا تحييد النفس، والعمل مع الدولة اللبنانية والجيش حتى لا تكون المخيمات صندوق بريد".

قال المفتي الجعفري الممتاز الشيخ أحمد قبلان: "ما شهدناه من تحرشات واستفزازات ضد الجيش اللبناني أمر مشبوه وخطير. لذا، المطلوب من كل الفصائل الفلسطينية العمل بصدق مع الحكومة اللبنانية وكل القيادات السياسية والحزبية لمسك الأمور وضبطها على النحو الذي يصون الاستقرار ويعزز السلم الأهلي للجميع".

أمل رئيس بلدية صيدا السابق عبد الرحمن البزري، "إيجاد الصيغة التي تحمي الأمنين اللبناني والفلسطيني من قبل الجيش اللبناني، دون أن تؤدي الحماية الأمنية الى التشدد على حياة المواطنين اليومية".

اصدرت فصائل منظمة التحرير وقوى التحالف الفلسطيني في منطقة صور بياناً مشتركاً دانت فيه "كل اشكال التوتير واطلاق النار من اي جهة كانت"، واكدت "ان هذا التوتير ناتج عن حالة الاحتقان التي يعاني منها شعبنا من جراء حرمانه من ابسط حقوقه المدنية والاجتماعية والانسانية".

رأى مسؤول المقر العام في حركة "فتح" في لبنان اللواء منير المقدح أن "مؤسسة الجيش حامية لأمن لبنان ولأمن المخيمات". وقال: "منعنا بعض الشباب المتحمس من المواجهة مع الجيش".

زار وفد من الجبهة الديموقراطية لتحرير فلسطين ضم علي فيصل ومحمد خليل، سفراء روسيا الكسندر زاسبكين، مصر محمد توفيق، كوبا مانويل سيرانو اكوستا والمغرب علي أومليل. واكد الوفد ان ما حصل، يؤكد "فشل الأسلوب الأمني الذي تتبعه السلطات اللبنانية في إدارة شؤون المخيمات، واعتبارها مناطق عسكرية مغلقة".

المصدر: المستقبل