ميثاق شرف فلسطيني
يؤكد: اعتماد الحوار في حل أي خلافات داخلية
.JPG)
الجمعة، 11
تشرين الأول، 2013
خارطة فلسطين
السياسية والجغرافية، تجلّت بأبهى صورها باللقاء الذي أقامه سكرتير عام التحرير في
جريدة "اللـواء" الإعلامي هيثم سليم زعيتر وعقيلته الإعلامية ثريا حسن
في دارتهما في حارة صيدا، بمشاركة مختلف "موزاييك" الطيف السياسي
الفلسطيني، يتقدّمه سفير دولة فلسطين في لبنان أشرف دبور، وفصائل "منظمة
التحرير الفلسطينية"، "تحالف القوى الفلسطينية" و"القوى الإسلامية"
– التي تُشارك للمرة الأولى في نشاط علني خارج مخيم عين الحلوة - وأعضاء المجلس
الوطني الفلسطيني الموجودين في لبنان ورجال دين وفاعليات يمثلون القطاعات
الاجتماعية والإعلامية والنقابية، وأضفت مشاركة وفد من محافظة الخليل في الضفة
الغربية في فلسطين المحتلة، رونقاً على اللقاء.
وخلصت الكلمات والنقاشات
على مدى الأربع ساعات، إلى التأكيد على الوحدة الداخلية الفلسطينية، وأن يكون
النموذج الفلسطيني في لبنان قدوة يحتذى بها بتعاطي مختلف الفصائل الفلسطينية أينما
وجدت، وأهمية اعتماد الحوار في حل أي خلافات داخلية، وعدم اللجوء إلى استخدام
السلاح، وأنه لن تكون هناك فتنة فلسطينية – فلسطينية، أو فلسطينية – لبنانية، أو
سنية – شيعية، بل أن يكون الجهد منصب على تأمين الأمن في المخيمات والاستقرار مع
الجوار، بالتنسيق والتعاون مع الجهات الرسمية والسياسية والأمنية اللبنانية. وهو
ما يفتخر به الرئيس محمود عباس لما سمعه في زيارته الأخيرة إلى لبنان عن الموقف
الفلسطيني، الذي اعتمد سياسة النأي بالنفس عن أتون ما يجري في لبنان.
وتم التشديد على
مكانة "منظمة التحرير الفلسطينية"، كممثل شرعي ووحيد للشعب الفلسطيني،
وأن تعمل الفصائل التي وجدت بعد إنشائها على الدخول إليها، والعمل على تفعيل دورها
من الداخل.
في المقابل تم
التأكيد على أهمية استمرار التواصل مع الجهات اللبنانية برفع مستوى التعاطي مع
الملف الفلسطيني من "لجنة حوار" إلى وزارة، وإقرار الحقوق المعيشية
والإنسانية والاجتماعية والمدنية وحق العمل والتملك، وإنهاء أزمة أهالي نهر البارد،
مع التأكيد على التمسّك بحق العودة إلى فلسطين.
وأيضاً ضرورة أن يكون
التعاطي مع القوى الفلسطينية كجسر تلاقٍ وليس جسر عبور، فكما يساهمون في حل العديد
من الأزمات الداخلية اللبنانية، بات ملحّاً حل الملفات لدى الكثيرين منهم لجهة
الأحكام الجائرة، المستندة إلى بلاغات وتقارير "مفبركة"، لأن المخططات
التي تستهدف اللبنانيين والفلسطينيين واحدة، وهي: شبكات التجسس الإسرائيلية،
الخلايا الإرهابية والآفات الاجتماعية، وهناك عدو واحد، هو الاحتلال الإسرائيلي.
تقدّم الحضور: سفير
دولة فلسطين في لبنان أشرف دبور، اللواء أبو طعان والقنصل العام في السفارة رمزي
منصور.
* عن "منظمة
التحرير الفلسطينية": حركة "فتح": أمين السر في لبنان فتحي أبو
العردات، وأعضاء قيادة الساحة اللواء صبحي أبو عرب، منذر حمزة وجمال قشمر. اللواء
منير المقدح، الدكتور رياض أبو العينين والرائد سعيد علاء الدين "العسوس،
"الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين": علي فيصل وعدنان أبو النايف،
"الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين": عبد الله الدنان، والدكتور عامر
السماك، "جبهة التحرير الفلسطينية": صلاح اليوسف، "جبهة النضال
الشعبي الفلسطيني": أبو العبد تامر، "الجبهة العربية الفلسطينية":
محيي الدين كعوش و"جبهة التحرير العربية": أبو يوسف الشواف.
* "تحالف القوى
الفلسطينية": حركة "حماس": علي بركة، أبو أحمد فضل وأيمن شناعة،
"حركة الجهاد الإسلامي": عمار حوران، "الجبهة الشعبية - القيادة
العامة" أبو عماد رامز ورفعت جبر، "فتح – الانتفاضة" حسن زيدان
وأبو خالد شريدي، منظمة "الصاعقة": عبد المقدح، "جبهة التحرير
الفلسطينية" وليد جمعة و"جبهة النضال الشعبي الفلسطيني" المهندس
شهدي وأبو نضال كريدية.
* "القوى
الإسلامية": "عصبة الأنصار الإسلامية": الشيخ أبو طارق السعدي،
الشيخ أبو شريف عقل وأبو سليمان السعدي، "الحركة الإسلامية المجاهدة":
الشيخ الدكتور عبد الله حلاق، أبو اسحق المقدح ونصر المقدح.
* "أنصار
الله": محمود حمد
* كما شارك: أعضاء
"المجلس الوطني الفلسطيني" في لبنان: صلاح صلاح، فؤاد عبدالله وسميرة
صلاح، رئيس "رابطة علماء فلسطين" في لبنان الشيخ بسام كايد، مسؤول
العلاقات العامة والإعلام في "مجلس علماء فلسطين" الشيخ محمد موعد،
أعضاء "لجنة المتابعة الفلسطينية" في مخيم عين الحلوة: أبو وائل زعيتر،
فؤاد عثمان وأبو السعيد اليوسف، جمال خليل "أبو أحمد"، باسل خليل، سامي
بقاعي، أدهم عبد القادر، وفد رئيس "منتدى رجال الأعمال الفلسطيني –
اللبناني" وضم: طارق عكاوي، زهير مرعي، محمد بقاعي، أمجد زعيتر وفادي كيلاني،
ورئيس نقابة موظفي "الأونروا" موسى النمر.
هيثم زعيتر
* وتحدث صاحب الدعوة
الإعلامي هيثم زعيتر، مرحّباً بالمشاركين في اللقاء الذي يمثل خارطة فلسطين
الحقيقية.
وقال: "إن
اللقاء في هذا العام، الذي يضم مختلف ألوان الطيف السياسي والنقابي والاجتماعي
الفلسطيني، يزيدنا سعادة بأن نلتقي بإخوة في "القوى الإسلامية
الفلسطينية"، حُرمنا منهم سابقاً لأسباب أمنية، وتقارير واهية، وأحكامٍ
جائرة. ونتمنى أن تزول هذه الغيمة".
وأضاف: "نلتقي
تحت الخيمة الفلسطينية، لنؤكد أننا مهما اختلفنا في وجهات النظر يجب أن يبقى
الاختلاف ضمن الحوار وعدم اللجوء إلى السلاح، حيث يُنظر دائماً إلى الفلسطيني من
الزاوية الأمنية، ومهما اختلفنا تبقى فلسطين هي بوصلتنا، و"منظمة التحرير
الفلسطينية" هي الممثل الشرعي والوحيد، حيث قدّمت التضحيات الجسام لتبقى
ممثلاً شرعياً ووحيداً للشعب الفلسطيني، وإن وجدت فصائل بعد إنشاء المنظمة، فإنها
يُمكن أن تُدخل إلى المنظمة وتفعّل دورها من الداخل، نلتقي وكل له توجهاته
السياسية، لكن ما أجمع عليه الجميع، أن الوضع الفلسطيني الآن في علاقاته مع
الأطراف الفلسطينية الداخلية، ومع الأطراف اللبنانية في أفضل حالاته، وهذا الكلام
سمعه الرئيس محمود عباس في زيارته الأخيرة إلى لبنان، بأن الفلسطيني الذي استخدم
سياسة النأي بالنفس عما يجري، هو نموذج يجب تمتين العلاقة معه".
وتابع: "هذا
النموذج، افتخر به رئيس دولة فلسطين محمود عباس خلال الحوارات واللقاءات التي
أجريناها معه، والتي صرح فيها، أن المفوض العام لحركة "فتح" على الساحة
اللبنانية عزام الأحمد لديه كامل التفويض بشأن واقع الحركة، وأيضاً واقع الساحة
الفلسطينية والعلاقات اللبنانية، وهذا النموذج افتخر به الرئيس "أبو
مازن" في اجتماع المجلس الثوري لحركة "فتح"، عندما تحدث بفخرٍ عن
الوضع الذي وصلت إليه الجهود، بتكاثف القوى كافة في "منظمة التحرير
الفلسطينية" و"تحالف القوى الفلسطينية" و"القوى
الإسلامية"، وعلى رأس الهرم سفير دولة فلسطين في لبنان أشرف دبور".
وأضاف: "البعض
مسرور جداً مما يجري على الساحة الفلسطينية من تآخٍ، لذلك يجب أن لا يتم اللجوء
إلى استخدام السلاح في حال الخلافات، فكل له وجهة نظر خاص به، ويجب أن تبقى
التحركات ضمن الضوابط وتحت سقف القانون - القانون الشرعي والقانون الإلهي، وإلا
الالتزام بالقانون العقائدي والعشائري أحياناً"...
وتابع: "إن
انصياع البعض إلى الأوامر التي تُطلب منهم، دون التفكر في خطورة الوضع، وفيما
يُخبئ ويعد من خطط لتوتير الأجواء، سيساهم في تحقيق مآرب المستفيد الأول والأخير
من كل ذلك، وهو عدونا الوحيد الكيان الإسرائيلي".
وقال: "إن ما
يجري على الساحة الفلسطينية في لبنان، يستوجب منا جميعاً أن يكون هناك ميثاق شرف
فلسطيني، ينطلق من وحدة الموقف الفلسطيني، بتأكيد وتجسيد التعاون الفلسطيني من
المصارحة مع الجانب اللبناني، وأن لا نكون فقط جسر عبور لتحقيق بعض المصالحات
الداخلية اللبنانية. بل ما نطمح إليه، هو أن نكون جسر تلاقٍ، فمن جانب نحقق ما
يريده المجتمع اللبناني، ومن الجانب المحاذي هناك حقوق ومطالب للفلسطيني، منها: حق
العمل والتملك، الحق في أن يعيش المواطن الفلسطيني بكرامة إلى حين العودة إلى أرض
الوطن بما يضمن حقوقه الاجتماعية والمعيشية".
وشدد على أهمية
"أن لا نغفل عن أهمية البت في ملف شائك ما زال البعض يُعالج قضاياه ببطء شديد
- وهو ملف بعض المحكومين أو من صدرت بحقهم أحكام أو بلاغات أو تقارير
"مُفبركة" اعتاد من يستخدم "الدكتيلو" على تعميمها، وتضرر
كثيرون منها، بعضهم من أبناء شعبنا الفلسطيني، حيث نرى أن الفرصة مؤاتية لنتعاون
جميعاً، وننطلق في موقف موحّد نحو الدولة اللبنانية، لنطالب برفع مستوى التمثيل مع
الفلسطيني من "لجنة حوار" أو مجموعة لقاءات، إلى أن تكون هناك وزارة
تعنى بالموضوع الفلسطيني، على غرار الوزارات الأخرى الموجودة، وبوحدتنا لن نمانع
ولن نقف عند الطائفة التي سيعيّن منها الوزير، لأن همّنا الوحيد هو ما أثبته
الفلسطيني في مواقفه الحيادية، أن لا وجود لمشاريع أمنية أو سياسية ولا حتى عسكرية
له في لبنان، بل هو تواق للعودة إلى فلسطين مهما حمل من جنسيات أو تحدث لغات".
وأشار إلى أننا
"نلتقي من أجل فلسطين، ولعل هذه المناسبة تكون مُنطلقاً جديداً لتعزيز الوحدة
الداخلية الفلسطينية، وأن لا نترك للثالوث المتربص بشعبنا وهو: شبكات الجواسيس،
الإرهاب والآفات الاجتماعية، التي تفتك بأبناء شعبنا، من الاقتصاص منا، فشعبنا
وحده من يدفع الضريبة في نهاية المطاف، لأن المطلوب دائماً أن يبقى الفلسطيني هو
"الشماعة" التي تُعلق عليها كل الأمور، في الوقت الذي أثبت فيه
الفلسطيني أنه في لبنان منحازٌ إلى جانب الدولة اللبنانية وإلى جيشها الوطني وعلى
رأسه العماد جان قهوجي".
وختم زعيتر: وفي هذه
المناسبة، ضروري التذكير بالخطوة الأولى في فتح كوة في العلاقات اللبنانية -
الفلسطينية في العام 2006، وتحديداً في شهر تشرين الثاني منه، حيث كان اللواء عباس
إبراهيم، حين كان يتولى مهام رئيس فرع مخابرات الجيش اللبناني في الجنوب، يدخل إلى
مخيم عين الحلوة، ويلتقي "القوى الإسلامية"، وينسج بدبلوماسيته علاقات
جيدة وإيجابية مع قيادات الشعب الفلسطيني، لتكون البداية لعلاقات لبنانية –
فلسطينية متينة، ناضل أهلنا كثيراً من أجل تحقيقها. على أمل أن نلتقي في فلسطين،
فلسطين التي نناضل من أجل العودة إليها كل بطريقته، لأنه لا مكان لنا إلا وطننا
فلسطين.
فتحي أبو العردات
* كلمة "منظمة
التحرير الفلسطينية" في لبنان ألقاها أمين سرها فتحي أبو العردات، فتوجّه
بالتحية إلى صاحب الدعوة الإعلامي هيثم زعيتر على هذا اللقاء المبارك بأن نلتقي
دائماً في هذا البيت الكريم، جمعة مباركة تمثل وحدة وطنية فلسطينية بأبهى
تجليّاتها، هذه الوحدة الوطنية الفلسطينية هي عنوان أساسي من عناوين نضالنا الذي
نتمسك، به فنحن مدينين لها، لأنها السبب في كل ما وصلنا إليه، والخلاف لا يعني
اختلاف، نتباين في الموقف نعم، نختلف معاً نعم، لكن نعمل سوياً في المساحة الوطنية
من أجل فلسطين، لأن فلسطين هي التي تجمعنا، لأن الوطن والأرض والقدس هي عاصمة
دولتنا الفلسطينية المستقلة".
وقال: هناك عناوين
ثلاثة يجب العمل عليها، وهي:
- الأول: الحرب
مستمرة ومتواصلة من قبل الكيان الصهيوني، مصادرة للأرض، اعتداء على الأماكن
المقدسة المسيحية والإسلامية، لذلك الحركة المباركة في إطار العمل المشترك، ستستمر
وتتصاعد في لبنان، لدعم أهلنا بالكلمة والموقف وبكل ما أمكن، حتى نرسل رسالة واضحة
لأهلنا أن أهل القدس والمقدسيين ليسوا وحدهم في هذه المعركة.
- الثاني: هو الوحدة
الفلسطينية، التي يجب أن نعمل على تعزيزها، المصالحة تم التوقيع عليها، لكن
الانقسام لم ينتهِ بعد، وهو ما يجب أن نعمل عليه، وهذه مهمة أساسية وعنوان آخر يجب
أن نناضل من أجل تحقيقه.
- الثالث: الموقف
الواضح والسياسة الفلسطينية الواضحة والمعلنة، القوية والراسخة، فهناك سياسة
فلسطينية قوية وراسخة بالبلد، وهي مصدر هذا الاستقرار والاحترام للعامل الفلسطيني
والمجتمع الفلسطيني، لأن الفلسطينيين في هذا البلد لم يكونوا في يوم من الأيام قوة
مهمشة في المجتمع الفلسطيني، وكم مهمل في خارطة الشتات. الفلسطينيون شعب مناضل حمل
السلاح من أجل قضية عادلة.
وأضاف: لذلك سنستمر
في هذا الخط، ولكل مرحلة نضالها وما يميّزها، لذلك ليست السياسة الفلسطينية اليوم
كلمة، بل إنها موقف وإرادة وفعل. الإخوة اللبنانيون، الذين نحن على أرضهم اليوم
يعلمون ذلك، حيث كان لنا موقفاً واضحاً وحازماً، تمثل هذا في كل محطة كان فيها
أزمة في هذا البلد، سواء في بيروت أو الشمال أو في صيدا، صيدا بوابة المقاومة وعين
الحلوة، لأننا لا نستطيع الفصل بين المخيم والمدينة، كما لا نستطيع أن نفصل بين
الرشيدية والجنوب وبيروت البرج والضاحية وكذلك الشمال. لذلك هناك وحدة واحدة -
الأمن والاستقرار - فالفلسطيني أصبح عاملا أساسيا من عوامل الأمن والاستقرار، لأن
هناك سياسة فلسطينية موحّدة، لأن هناك قيادة فلسطينية وإسلامية موحّدة، لأن هناك
توجّه فلسطيني موحّد، لأن هناك وفد فلسطيني موحّد، لان هناك تنسيق ما بين مكونات
العمل الوطني الفلسطيني، السفارة لها مهامها، الفصائل لها مهامها، وهنا نفصل في
إطار التكامل والتعاون، لأننا في نهاية المطاف شعب واحد وقضية واحدة.
وتابع: إن الأيام
الصعبة ذهبت وستأتي أيام أصعب، فلنكن واقعيين، نحتاج مزيداً من العمل والجهد،
ومزيداً من التكاتف والحرص على المخيمات، لأنه منذ ثلاث سنوات كان هناك محاولات
ليست سهلة لاستهدافنا واستدراجنا، وقد نجحنا في التصدي لذلك على المستوى السياسي،
في خطاب سياسي واضح ومتين لا يكون خطاباً متقلباً، خطاب واضح يوجد فيه مصلحة
فلسطينية ولبنانية، والمصلحة الفلسطينية لا تختلف مع المصلحة اللبنانية.
وأضاف: اعتمدنا سياسة
المصلحة الفلسطينية، مصلحة الحزب أو الحركة لا تتناقض مع المصلحة الوطنية، لذلك
ضروري تغليب المصلحة الوطنية على المصلحة الحزبية لأي حركة، هذه إستراتيجية لنسير
عليها، وسوف يكون لدينا وضوح في الرؤية لأن القيادة يميّزها القدرة على الحوار
والقدرة على الإقناع والقدرة على أن تضع لنفسها سياسة واضحة تخدم الشعب الفلسطيني
ولا تخدم فرداً بعينه.
وتابع: في هذا اللقاء
المبارك، أقول أن الوحدة أساس العلاقة الفلسطينية – اللبنانية، علاقة أساسية نريد
أن نطوّرها ونعززها على قاعدة أننا ضيوف، لكن لنا حقوق وعلينا واجبات العدالة
والعيش الكريم للفلسطينيين في هذا البلد، وهذا ليس منّة من أحد، هذا حق على
أشقائنا اللبنانيين أن يقدّموه للفلسطينيين، ولن نقول نريد الحقوق على واجبات
الدولة، نلتزم بالقانون ونحترم ثقافة القانون، لكن الفلسطيني له حقوق في هذا البلد
حتى يعود إلى أرضه، ورفضنا للتوطين، كذلك رفضنا للتهجير الفلسطيني، وشاهدنا مشروع
تهجير إخواننا في سوريا، بالرغم من السياسة المعلنة لنا بعدم التدخل في الشأن
الداخلي لأي بلد عربي، إلا أن سياستنا واضحة في هذا الموضوع ولم نكون بلا موقف بل
نحن أصحاب موقف وفي وجدان الأمة وقلب الحدث، نرفض التدخّل الخارجي في الشأن الداخلي
لأي بلد، ونحن ضد أي عدوان خارجي تتعرّض له أي دولة عربية، وقلنا أننا على الحياد
في بلد مليء بالصراعات والتنوعات، ولكننا نحن منحازين إلى لبنان والمقاومة في
مواجهة أي عدوان إسرائيلي على لبنان. هذا هو موقفنا الثابت، والذي نؤكد عليه في أي
معركة مع "إسرائيل"، ونحن ضد أي عدوان خارجي على أي بلد عربي، لأننا نحن
الشعب الفلسطيني جزءٌ من هذه الأمة العربية والإسلامية، ونضالنا جزء من نضالها،
وهذه من المسلمات التي أكدت عليها باسم "منظمة التحرير الفلسطينية"
والفصائل، نحن وحدة واحدة، ونريد أن نستمر ونتواصل لنستطيع أن نحمي المخيمات ونحمي
البلد المستضيف، ونعزز أن المجتمع الفلسطيني هو مجتمع حر ويريد أن يعيش في كرامة
حتى يصل إلى حقه في العودة ونضالنا من أجل العودة، سيستمر لكون لدينا وطن ودولة،
ونضالنا معاً وسوياً مع أشقائنا سيستمر... وثورة حتى النصر.
علي بركة
* ثم تحدث ممثل حركة
"حماس" في لبنان علي بركة فأشاد بهذا اللقاء، "حيث نلتقي بدعوة من
هيثم زعيتر وزوجته".
وقال: "أود أن
أؤكد على الثوابت الفلسطينية في لبنان، وكما أن هناك ثوابت فلسطينية بالنسبة
للقضية الفلسطينية، أقول أصبح لنا ثوابت فلسطينية، وموقف فلسطيني موحّد في لبنان،
الذي استطعنا بتعاون جميع فصائل "منظمة التحرير الفلسطينية"
و"تحالف القوى الإسلامية"، وكل الفاعليات الإسلامية أن نوحّده، كما
استطعنا أن نلتقي في قيادة سياسية موحّدة منذ شهر رمضان الماضي، واستطعنا أن نشكل
قوة أمنية مشتركة في أكبر مخيمات في لبنان - مخيم عين الحلوة، ونجحنا في أن نُحافظ
على الأمن والاستقرار، ونسأل الله سبحانه وتعالى أن يوفق العاملين على ذلك من كافة
الفصائل، حتى نعمم هذه التجربة على سائر المخيمات الفلسطينية في لبنان".
وأضاف: "إننا في
لبنان، نؤكد حرصنا على السلم الأهلي في هذا البلد، وندعم وحدته وأمنه واستقراره،
ونعتبر أن استقرار لبنان قوة للقضية الفلسطينية، لذلك سنبذل كل ما نستطيع مع
أشقائنا اللبنانيين، سواء في الدولة اللبنانية أو في الأحزاب اللبنانية من أجل أن
يبقى لبنان بلد مستقر ومعافى، وأن تبقى المخيمات الفلسطينية مستقرة ومعافاة، كما
نؤكد أننا لن نكون إلا عامل استقرار في هذا البلد، ولن نسمح بأن تتحوّل المخيمات
إلى ساحات لتصفية الحسابات أو إلى صندوق بريد لأي جهة كان. نحن نريد أن نعيش مع
أشقائنا اللبنانيين على أتم العلاقة الأخوية بين الشعبين. ومستعدون أن نبذل كل ما
نستطيع من أجل أن نساعد الأشقاء في لبنان من أجل المحافظة على وحدتهم ومنع أي
فتنة، سواء كانت مذهبية أو طائفية أو سياسية، نحن شعب يريد العودة إلى فلسطين، شعب
يريد أن يحيا بكرامة...
وتوجّه إلى القيادات
الفلسطينية العليا خارج لبنان "إلى قيادتي "فتح" و"حماس"
وقادة الفصائل جميعاً، أن يستفيدوا من تجربتنا في لبنان، فبالرغم من الخلاف
السياسي المركزي، استطعنا أن نلتقي ونتوحّد، وأن نحمي مخيماتنا، ونمنع جر الوجود
الفلسطيني في لبنان إلى أي فتنة داخلية. من هذا المنطلق نطلب إليهم الاستفادة مما
حققناه، واستكمال برنامج المصالحة الفلسطينية، بحيث يكون لنا حكومة واحدة، وسلطة
واحدة، و"منظمة تحرير" واحدة، تضم جميع الأطياف الفلسطينية الوطنية
والإسلامية، بأن نضع إستراتيجية فلسطينية واحدة لإدارة الصراع مع الكيان الصهيوني،
من أجل تحقيق أهداف شعبنا بالتحرير والعودة والاستقرار".
وختم بركة:
"نوجّه التحية إلى الأسرى الأبطال في سجون الاحتلال الصهيوني، وإلى أهلنا
الصامدين في بيت المقدس وقطاع غزة والضفة الغربية، وأهلنا الصامدين في فلسطين
المحتلة عام 48، وكل شعبنا الفلسطيني في بلاد المنافي والشتات، كما نتوجه بالتحية
إلى أهلنا في مخيم نهر البارد المنكوب المعتصمين أمام مكتب "الأونروا"
في بيروت وندعم مطالبهم، ونؤكد مجدداً أننا بالرغم من تمسكنا بوكالة
"الأونروا" كشاهد حي على قضية اللاجئين، وكشاهد دولي ومسؤول عن إغاثة
اللاجئين الفلسطينيين، فإننا نطالب الوكالة بأن تفي بالتزاماتها تجاه شعبنا
وتستجيب لمطالب أهلنا في مخيم نهر البارد، بحيث تبقي برنامج الطوارئ في الشمال،
وتؤمّن المال الكافي لأعمال المخيم، حتى يبقى مخيم نهر البارد رمزاً للصمود، ومحطة
على طريق العودة إلى فلسطين".
أبو شريف عقل
* وتحدث الناطق
الرسمي باسم "عصبة الأنصار الإسلامية" الشيخ أبو شريف عقل، باسم
"القوى الإسلامية"، فقال: إنّ الناظر في هذه الوجوه الطيبة الكريمة، يرى
خريطة فلسطين، ليس فقط الخريطة السياسية، بل الخريطة الجغرافية، واستشعرنا أن
رائحة فلسطين بيننا عندما علمنا أن وفداً من أهلنا من الداخل قد قدم إلينا
ليشاركنا هذا اللقاء المبارك.
وقال: نحن جميعاً بكل
أطيافنا وبكل ألواننا مطالبون بواجبات أربعة، هي:
- الواجب الأول: أن
نحافظ على هذه الوحدة، فهي أمانة، وكل من يُساهم في جمعنا له نصيبٌ من العظمة،
فنتوجه بالشكر الجزيل ليس فقط باسم "القوى الإسلامية"، وإنما باسم كل
الشعب الفلسطيني إلى هيثم زعيتر وعائلته الكريمة.
- الواجب الثاني: هو
أن نحافظ على أمن واستقرار مخيماتنا، أمن النساء والأطفال أمانة في أعناق الجميع،
هذه المخيمات هي رمز عزتنا ورمز كرامتنا إلى حين العودة، لأننا نعتبر أنفسنا بحق
وبصدق - ويحق لنا أن نسمي أنفسنا "شعب الله المختار"، نحن شعب فلسطين
لأسباب شرعية، أولاً: كما قال النبي (صلى الله عليه وسلم) "إن الله إذا أحب
عبداً ابتلاه"، فكيف إذا كان المبتلى هو الشعب الفلسطيني بأكمله، فلا شك أنه
شعبٌ له عند الله مكانه عظيمة، وأيضاً لأن الله سبحانه وتعالى يقول: "لتجدن
أشد الناس عداوة للذين آمنوا اليهود"، والله سبحانه وتعالى اختارنا نحن أهل
فلسطين وأهل بيت المقدس، أن نكون فعلاً رأس حرب في مواجهة اليهود الذين هم أشد
الناس عداوة للذين آمنوا، فإلى حين أن يقدر الله سبحانه وتعالى لنا المواجهة
الكبرى مع هذا العدو، يجب علينا أن نُحافظ على مخيماتنا وعلى أمنها واستقرارها،
وهذا وعدنا في "القوى الإسلامية" دين نتقرّب به إلى الله سبحانه وتعالى.
- الواجب الثالث: هو
العلاقة مع الشعب اللبناني الشقيق، الذي قدّم الكثير لفلسطين ولقضية فلسطين، الشعب
اللبناني الذي احتضن اللاجئين الفلسطينيين منذ اليوم الأول، بالرغم من أنه وخلال
الحرب الأهلية كان العامل الفلسطيني له أداء سلبي، لكننا على الأقل منذ عقدين من الزمن،
استطعنا جميعاً أن نثبت لكل الأطياف السياسية اللبنانية، أننا إذا قلنا نريد أن
ننأى بأنفسنا نستطيع أن ننأى بأنفسنا، يجب علينا أن نمحو من ذاكرة اللبنانيين تلك
الحقبة السوداء، وأن نفتح صفحة جديدة، صفحة من العلاقات الأخوية القائمة على مبدأ
التعاون من أجل أمن واستقرار لبنان، ومن أجل أن نخوض معاً وسوياً معركة تحرير
فلسطين.
- الواجب الرابع:
فلسطين، هي قرآن، وفلسطين من بين كل قضايا الأمة الإسلامية وقضايا الأمة الإسلامية
كثيرة، العراق اليوم جريح وهو من القضايا الإسلامية، مصر اليوم جريحة، سوريا اليوم
جريحة، لكن فلسطين هي أقدس من كل هذه القضايا، ليس فقط عند الشعب الفلسطيني، إنما
عند الله تبارك وتعالى، الله سبحانه وتعالى بيّن لنا كيف تبدأ قضية فلسطين وكيف
تنتهي... وكان الإفساد هو اقتلاع شعب بأكمله من أرضه، والعلو كما نرى اليوم أن هذه
الدولة المسخ أحفاد القردة والخنازير يتحكمون بالعالم، لكن نهاية هذا التحكم أيضاً
ذكرها الله سبحانه وتعالى: "فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ الْآخِرَةِ لِيَسُوءُوا
وُجُوهَكُمْ وَلِيَدْخُلُوا الْمَسْجِدَ كَمَا دَخَلُوهُ أَوَّلَ مَرَّةٍ
وَلِيُتَبِّرُوا مَا عَلَوْا تَتْبِيرا".
وختم الشيخ عقل:
"سنعود إلى فلسطين، وإلى أن يحين ذلك، "القوى الإسلامية" تعدكم
أنها ستحافظ على وحدة الشعب الفلسطيني، تعدكم أنها ستحافظ على استقرار المخيمات
الفلسطينية، وتعدكم أنها ستحافظ على أفضل العلاقات مع الشعب اللبناني
الشقيق".
مداخلات
* بعد ذلك، جرت
مداخلات لعدد من المشاركين، الذين أبدوا وجهات نظرهم بما يتعلق بالقضية الفلسطينية
والواقع الفلسطيني على الساحة اللبنانية، والعلاقات الفلسطينية – اللبنانية، وما
تتعرّض له القدس من محاولات تهويد، والقضية الفلسطينية من محاولة إنهاء الركائز
الرئيسية المتعلقة بها.
وتخلل اللقاء مأدبة
عشاء.
المصدر: هيثم زعيتر -
"اللواء"