ميشال شيحا وفلسطين

الأربعاء، 10
نيسان، 2013
بتاريخ 5 كانون الأول 1947 كتب ميشال شيحا في جريدة «لوجور» الفرنسية يشرح خطر
الكيان الصهيوني على العالم فقال: «إن قرار تقسيم فلسطــين لإنــشاء الدولة اليهــودية
لمن أضخم الأخطاء في السياسة المعاصرة. إن امراً كهذا وإن بدا يسيراً في الظاهر فلسوف
تستتبعه عواقب غير متوقعة. وليس من باب امتحان العقل إذا قلنا إن هذا الحدث الصغير
سيسهم في زعزعة أسس العالم».
هذا ما قاله ميشال شيحا يومها وهو من الأعمدة الأساسية التي صاغت الدستور اللبناني
سنة 1926، والذي لا تزال بصماته موجودة في دستورنا الحالي. وميشال شيحا، كما يعلم الجميع،
هو من الأوائل الذين عملوا على وجود لبناننا الحالي.
سردت ما قاله لأتوقف عند نقطتين أساسيتين:
الأولى، لذكره لـ«الدولة اليهودية» وليس الإسرائيلية، وهذا هو اسمها اليوم و«زعزعة
أسس العالم»، وهذا ما نعيشه اليوم.
الفكر بحر مليء بالألوان والأشكال ولكن نادراً ما نجد فيه جواهر ثمينة، إذ انها
ترسو عميقاً عميقاً لا يصل إليها إلا من أوتي معرفة ورؤية. وميشال شيحا رأى قبل 70
سنة ما يحدث بنا اليوم... دولة يهودية وبالاسم، تزعزع أسس العالم.
إلى جانب صاحب الرؤية هذه وفي نفس الإطار الزمني وفيما كان لبنان يتحضر للاستقلال
انطلق المفكر جورج نقاش وقال «نفيان لا يصنعان كياناً». كان الوصف عندها موضوعياً،
أما الآن فنحن نقول «إيجابيتان تصنعان معجزة»، والمعجزة هي لبنان الجديد، إذ علينا،
نحن اللبنانيين، مسلمين ومسيحيين، ان نعلن وللملأ اجمع وفي هذا الخضم المرعب اننا نريد
ونصر على العيش معاً بالإرادة وليس بالغصب. إذا عملنا معاً بهذا المفهوم فلسوف يكون
ذلك أهم رد على الدولة العنصرية التي تعمل لتفتيت المنطقة، ونكون قد استجبنا لرسالة
البابا الراحل يوحنا بولس الثاني التطلعية «لبنان أكبر من وطن... إنه رسالة».
الصواريخ والقذائف عمل تكتيكي له فعله بالزعزعة، أما إرادة العيش معاً، وفي
لبنان بالذات، فهي موضوع إستراتيجي يخنق الفعل العنصري اليهودي ويرجع الشتات من حيث
أتى... ألم تلفظ أرضنا الأوروبيين الصليبيين؟.
المصدر: السفير