القائمة

مواقع التواصل الأجتماعي

ميقاتي يضع ملف مخيم البارد على سكة المعالجات الجدية

تكليف الشريف رئاسة «لجنة الحوار اللبناني الفلسطيني»
ميقاتي يضع ملف مخيم البارد على سكة المعالجات الجدية
 

الجمعة، 29 حزيران، 2012

وضع رئيس الحكومة نجيب ميقاتي خلال الاجتماع الموسع الذي عقد مع ممثلي الفصائل الفلسطينية وقادة الأجهزة الامنية اللبنانية، في السرايا الحكومية ملف مخيم نهر البارد على سكة المعالجات السريعة لإنهاء ذيول الإشكالات الأمنية التي شهدها المخيم مؤخراً، والبدء بالبحث في السبل الآيلة لتنظيم وضع المخيم على جميع المستويات، وتحديدا ملفّي الحالة العسكرية والإعمار.

وجاء الاجتماع الذي أشار عدد من المشاركين فيه إلى أنه «كان قمة في الإيجابية»، لا سيما أنها المرة الأولى التي يطرح فيها ملف البارد بطريقة تقنية وجدية، بحضور ممثلي الاجهزة الأمنية، وبغطاء رسمي من رئيس الحكومة، ليقدم سلسلة من الإيجابيات تمثلت بقرارات وتعليمات اتخذت طابع التنفيذ الفوري، الأمر الذي ترك حالا من الارتياح في أوساط المجتمعين، الذين اعتبروا أن الاجتماع في شقه السياسي مدخل هام لقطع الطريق أمام محاولات زجّ المخيم في التجاذبات الداخلية اللبنانية، وبداية تؤسس لعلاقة جديدة من التعاطي الرسمي اللبناني مع القضايا الفلسطينية.

ولعل أبرز ما تحقق خلال الاجتماع هو في حضور ممثلي الفصائل إلى طاولة واحدة بعدما كانت الاجتماعات السابقة مع رؤساء الحكومات تحصل انفرادياً، وهو ما أعطى الاجتماع بعدا حرص ميقاتي على إعطائه مزيدا من الجدية، وإدخال عامل الاطمئنان إلى الفلسطينيين من خلال إشراك قادة الأجهزة الأمنية، والإعلان عن تعيين الدكتور خلدون الشريف رئيسا للجنة الحوار اللبناني ـ الفلسطيني، خلفا للسفير عبد المجيد قصير، الذي كان قد قدم استقالته منذ فترة زمنية، وما يمثل ذلك في السياسة يتجاوز البعد التقني. ويمكن القول إن الأجواء الإيجابية التي خرج بها المجتمعون من شأنها أن تفضي إلى مزيد من الاستقرار داخل مخيم البارد الذي ما زال يشهد تحركات على شكل اعتصام مفتوح لتحقيق كل المطالب، ومنها المتعلقة بالشق الأمني وإطلاق سراح كل الموقوفين وتشكيل لجنة تحقيق بالأحداث الأخيرة. وكشفت مصادر المجتمعين ان الرئيس ميقاتي طلب من مدير المخابرات في الجيش اللبناني العميد الركن إدمون فاضل نقل الموقوفين من سجن زحلة إلى سجن طرابلس، وإجراء تحقيق سريع معهم والإفراج عمّن لم يثبت تورطه بالأحداث الأخيرة.

وحضر الاجتماع إلى جانب المسؤولين الفلسطينيين، والعميد الركن فاضل، والمدير العام للأمن العام اللواء عباس إبراهيم، والمدير العام لوزارة الداخلية العميد نقولا الهبر، والدكتور خلدون الشريف، حيث جرى تسليمه الملف لمتابعة خطوات تنفيذه على الأرض. وأكد ممثل «حركة حماس» في لبنان علي بركة أن «الأجواء كانت أخوية وجدية، والرئيس ميقاتي حرص على تقديم كل ما من شأنه الحفاظ على كرامة الشعب الفلسطيني وهيبة الجيش اللبناني». وأضاف بركة: «كنا نطالب منذ اليوم الأول بأن يكون ملف البارد تحت إشراف رئاسة الحكومة، لأن معالجة هذه القضية تتم بالطرق السياسية، ووجدنا تجاوبا من ميقاتي، الذي كان متابعاً لأدق التفاصيل ومتفهماً لهواجسنا ومقتنعاً بمطالبنا». وتابع «لقد تبلغنا من ميقاتي أن إلغاء التصاريح على الحواجز في البارد سيتم قبل الموعد الذي حدده الجيش في 15 تموز، وأن الأراضي والمنازل التي فيها الجيش داخل المخيم سيتم إما إخلاؤها أو تأمين بديل لأصحابها منها، وسيصار إلى معالجة قضية الصيادين، وإجراء تحقيق بالأحداث الأخيرة ودفع تعويضات للمتضررين، بعد إقفال هذا الملف، وإجراء مصالحة وتأمين أموال من الحكومة لاستكمال عملية إعادة إعمار الرزمة الرابعة، والسعي لعقد مؤتمر دولي لتأمين الأموال لإعمار الرزم المتبقية».

بدوره أثنى مسؤول «الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين ـ القيادة العامة» رامز مصطفى على الجهود التي يبذلها ميقاتي. وأمل أن تساهم تلك الخطوات في تنفيس الاحتقان وسحب ذرائع التفجير. وقال: «لقد شعرنا بمدى اهتمام ميقاتي والسرعة في ترجمة وعوده التي تلقيناها على لسان مستشاره خلال وجود ميقاتي خارج لبنان لحظة وقوع الإشكال الأمني، ونحن اليوم أمام مرحلة جديدة، قد تكون بداية لإعادة العلاقات إلى طبيعتها، خصوصا أن فريق ميقاتي كان على تواصل معنا، وتعيين خلدون الشريف، هو بمثابة استكمال لتلك الجهود كونه قريبا من جو المخيمات وعلى تماس مع قضايانا».

بدوره اعتبر مسؤول «الجبهة الديموقراطية» في لبنان علي فيصل أن «اللقاء شكل خريطة طريق لحلّ مشكلة مخيم البارد، وفتح الطريق أمام معالجة تخدم مصلحة الشعبين اللبناني والفلسطيني من خلال توفير المناخ الملائم لإجراء مصالحة كاملة برعاية دولة ميقاتي، وتجديد العمل المشترك لإقرار حلّ متدرج للحقوق الانسانية للفلسطينيين في لبنان بما يؤدي إلى تحصين العلاقات».

وتستمر في مخيم البارد نشاطات خيمة الاعتصام، حيث استقبل المنظمون وفدا من قيادة «الجبهة الديموقراطية لتحرير فلسطين» برئاسة علي فيصل، وتحدث مسؤول الجبهة في الشمال اركان بدر، مؤكداً استمرار وقوف الفصائل إلى جانب المعتصمين، «حتى تحقيق المطالب وفي مقدمتها الحالة العسكرية». كما زار الخيمة وفد من رؤساء بلديات عكار، عقد اجتماعا مع أمين سر «حركة فتح» في الشمال أبو جهاد فياض، بحضور رجال دين وأعضاء «اللجنة الشعبية»، حيث شدّد فياض على العلاقة الأخوية بين أبناء عكار والمخيم. ودعا إلى تمتين أواصر التعاون مع الجيش اللبناني بما يخدم المصالح المشتركة، ويعيد الأمور إلى سابق عهدها.

المصدر: عمر ابراهيم - السفير