القائمة

مواقع التواصل الأجتماعي

نازحو راشيا: المخيم وحده لا يكفي

نازحو راشيا: المخيم وحده لا يكفي


السبت، 25 أيار، 2013

طغت أزمة إيواء النازحين السوريين والفلسطينيين، على ما عداها من أزمات أخرى في البقاع، في ظل تدفق المزيد من العائلات إليه، هرباً من الأوضاع الأمنية المتردية في سوريا، بالتوازي مع امتلاء الشقق والمساكن الصالحة للإيواء بالنازحين السوريين، وبمعدل عائلتين أو أكثر في الشقة الواحدة، وذلك مقابل بدلات إيجار مرتفعة فاقت الـ500 دولار للشقة الواحدة في بعــض القرى مثـــل ضهر الأحمر، الرفيد، عزة، غزة، جب جنين، القرعون، المنارة وجب فرح.

إلا أن هناك مئات العائلات الوافدة، غير قادرة على توفير بدلات الإيواء نظراً إلى حالتـــــها المادية المتعثرة، ما دفع ببعض الجمعيات، بالتنسيق والتـــــعاون مع هيئة الأمم المتحدة لإغاثة النازحين الســــوريين، إلى استحداث مخـــيم جديد للـــــنازحين في بلدة الرفيد في قضاء راشيا.

يضمّ المخيم الذي يقام على قطعة أرض تملكها دار الإفتاء في راشيا، نحو ثلاثين خيمة تؤوي ما يزيد على 156 شخصاً، بينهم 54 طفلاً، وعشر نساء حوامل، إلى جانب عدد من الرجال والنساء الطاعنين في السن، ومعظم هؤلاء النازحين هم من دمشق وريفها. وحالف الحظ خمس عائلات من أصل ثلاثين، فتـــمكنت من التسجيل على لوائح الأمم، فيما تنــــتظر العـــائلات الباقية إشارات الفرج، التي طــــال انتــــظارها، وفــــق أبو عماد أحد النــازحين في المخيـــم.

يلفت أبو عماد إلى أن المخيم تم تجهيزه بمطبخ جماعي يضم عدداً من الأفران المثلثة الفوهات، وبحمام جماعي للرجال وآخر للنساء، وتم تزويده بالتيار الكهربائي من خلال الإشتراك في المولدات الخاصة، وبخزان مياه للاستعمال المنزلي. ويصف الحاجة إلى المياه بـ«العلة التي لم يتمكن القيّمون على إدارة المخيم من حلها، بحيث لا يكفي الخزان الموجود كل سكان المخيم».

ويطالب أبو عماد بـ«إيجاد الحلول السريعة لهذه الأزمة، عن طريق إمداد المخيم بخط ثابت من المياه». ويتخوف من انتشار الأمراض والأوبئة في صفوف الأطفال، لا سيــــما انتــــشار الأمــراض الجلدية، الناتجة عن قلّة النظافة.

أما جهاد وهو ربّ عائلة مكونة من خمسة أفراد، فوصف حال نزلاء المخيم بـ«المزرية»، نظراً إلى تقلبات الطقس، حيث ترتفع الحرارة إلى ما فوق الـ25 درجة مئوية نهاراً، وتتدنى إلى حدود الـ10 درجات ليلاً مع ما يحمله ذلك من برودة، قد تؤثر على الصحة، وتنشر الأمراض الموسمية.

ويتخوّف جهاد من انتشار الحشرات داخل الخيم، لاسيما أن المخيم يقع في منطقة سهلية في الطرف الشرقي لبلدة الرفيد، بموازاة مدخل البلدة الرئيسي، حيث تحيط به الكثبان الرملية والمنبسطات العشبية. ويؤكد أن نزلاء المخيم عثروا في الأيام القليلة الماضية على حشرات عدة لاسيما العقارب، لكنّها من النوع غير السام، وفقاً لتوضيحات المشرفين على متابعة الوضع الصحي داخل المخيم.

ويلفت جهاد إلى أن أحد سكان المخيم استطاع الإمساك بإحدى الأفاعي داخل خيمته حيث يبيت مع أطفاله وزوجته. ويتمنى على المعنيين تزويد سكان الخيم بالأدوية، والقيام بحملة رش للمبيدات، لأن الفئران وجرذان الحقول والأفاعي قد تؤدي إلى أذية النزلاء.

وتلفت أم عبد السلام إلى أن وضعهم المادي متعثر جداً، ولا قدرة لعائلتها على تأمين مبلغ من المال قد يزيد على الـ400 دولار شهرياً، لاستئجار شقة أو منزل، ما جعلهم يختارون المخيم للإقامة، علّ الأمور تنفرج، ويرتاح الوضع في الداخل السوري.

لكنّ أم عبد السلام شكت من انعدام فرص العمل، فزوجها جاب المنطقة سعياً وراء عمل ولو بأجر زهيد، إلا أن كثافة النازحين وضيق السوق المحلي يجعلان العثور على وظيفة أو على عمل عملية شبه مستحيلة.

أم عبد السلام، وهي الحامل في شهرها السابع، تطالب هيئة الأمم المتحدة، بتوفير الرعاية الصحية لجميع المقيمين في المخيم، لا سيّما النساء الحوامل، والأطفال المرضى والأشخاص المعوقين.

وتلفت إلى ولادات عدة غير الطبيعية في صفوف النازحات، نظراً إلى الأوضاع القائمة في سوريا، إذ ثمــــة صعوبة في أن تتابع المرأة الحــــامل أوضــــاع الحمل عند الأطباء الاختصاصيين، وهذا ما يحصل في المخيم، حيث إمــــكاناتنا المادية لا تســــمح لنا بزيارة الأطــــباء، وهــــيئة الأمم المتحدة تتولى التغــــطية بقيمة محددة.

المصدر: السفير