القائمة

مواقع التواصل الأجتماعي
الثلاثاء 17 حزيران 2025

نازحون فلسطينيون من سورية إلى لبنان أضرموا النار في مساعدات «حزب الله» في مخيم عين الحلوة

نازحون فلسطينيون من سورية إلى لبنان أضرموا النار في مساعدات «حزب الله» في مخيم عين الحلوة


الجمعة، 31 أيار، 2013

في تطور سياسي وشعبي ذات دلالات، اقدم عشرات النازحين الفلسطينيين في مخيم عين الحلوة القريب من مدينة صيدا في جنوب لبنان امس على اضرام النار في المساعدات التموينية التي قدمها «حزب الله» للجان الشعبية الفلسطينية رافعين شعار «لا نريد مساعدات مجبولة بدماء الشعب السوري الاعزل»، وذلك كتعبير احتجاجي على مشاركة الحزب في معارك القصير السورية.

وقد احتشد المحتجون عند مدخل عين الحلوة التحتاني على بعد عشرات الامتار من مدرسة «الكفاح» سابقاً وقاموا بتنفيذ اعتصام رمزي قبل ان يضرموا النار بحصص المساعدات التموينية للفلسطينيين النازحين من سورية.

وحمل المشاركون لافتات تقول: «دماؤنا اغلى من فتاتكم»، «نحن شعب مسلم مقهور ولسنا تكفيريين»، في رد ضمني على الخطاب الاخير للأمين العام لـ «حزب الله» السيد حسن نصر الله الذي اعلن ان المعركة في سورية هي ضد «الوباء التكفيري».

وقال أحد المشاركين في الاعتصام: «نرفض سياسة القتل والأكل التي يتبعها حزب الله ونرفض ان يقدم لنا المساعدات الغدائية في حين يقدم للنظام السوري السلاح والقنابل والصواريخ لقتلنا».

هذا الاعتصام وما سبقه من تحركات احتجاجية رافقت تسليم «حزب الله» للمساعدات التموينية في بهو مقبرة عين الحلوة الجديدة في درب السيم، كشف بوضوح الاستياء الفلسطيني من مشاركة «حزب الله» العلنية في معارك القصير إلى جانب النظام السوري، فضلا عن خطاب السيد نصر الله، وهو ما عكس تحولاً كبيراً في مزاج الشارع الفلسطيني في مخيمات لبنان ولا سيما بين «القوى الاسلامية» نحو الاعتراض على ما تعتبره تحوّل «حزب الله» من نهج «المقاومة» إلى «التبعية».

فالقوى الفلسطينية التي رفعت على مختلف انتماءاتها شعار «النأي بالنفس» عن التدخل في الشؤون السورية واللبنانية وجدت نفسها فجأة في قلب المعادلة دون ان تدخلها بأقدامها، بين مؤيد للنظام ومقاتل ضده، فيما بدأ الاستياء من مشاركة «حزب الله» يطفو على السطح اعتراضاً وفق ما يؤكد مسؤول اسلامي بارز لم يخف استياءه من خطاب السيد نصر الله لجهة «استخدام نفس التعابير الغربية والمصطلحات في وصف الاسلاميين بالارهاب والتكفيريين والظلاميين، وهو ما عانى منه الحزب نفسه، وصولاً إلى تبرير التدخل بانه استباقي لتفادي الأسوأ الآتي واسباغ الطابع الديني على القتال بما يوازي قتال العدو الصهيوني والعملاء».

وأشار هذا المسؤول، الذي فضل عدم ذكر اسمه، لـ «الراي»، إلى ان مسؤولي «حزب الله بدأوا يشعرون بهذا الموقف وهو اقرب إلى الفتور في العلاقة من القطيعة حتى الان وذلك بعد التطورات المتسارعة في الاسبوعين الاخيرين ما يفتح الباب واسعا امام خطر الزج بالعنصر الفلسطيني في اي اشكال مقبل بعدما نجح الحزب في تحييد المخيمات لاسيما القوى الإسلامية من أي مواجهة محتملة سابقا».

وكشفت مصادر فلسطينية في عين الحلوة لـ «الراي» ان «القوى الاسلامية» كانت قاطعت حفل تسليم «حزب الله» 3250 حصة غذائية إلى النازحين الفلسطينيين من مخيمات سورية في مخيمات عين الحلوة والمية ومية ومدينة صيدا ووادي الزينة الذي اقيم في بهو مقبرة عين الحلوة الجديدة في درب السيم اول من امس ولم يخل حتى من اشكال، اذ أتى إلى المكان شابان، وهما من الناشطين الاسلاميين، يستقلان دراجة نارية وطلبا انزال اعلام «حزب الله» الصفراء، قائلين لممثلي «حزب الله» «ان دماء الشهداء في القصير لم تجف بعد ونحن نتحدث معكم قبل ان تتعرضوا لاطلاق النار»، فتدخل على الفور المسؤولون الفلسطينيون للتهدئة في وقت كان الحفل قد شارف على النهاية.

وأكدت المصادر، ان شابا آخر وفد إلى مكان وجود الحصص وهو يحمل «غالون» من مادة «البنزين» وكان يريد ان يحرق هذه الحصص تعبيراً عن «رفض تسلم حصص «حزب الله» الذي يقاتل في القصير ويقتل الشباب المسلم» وفق ما ابلغ ممثلو «اللجان الشعبية الفلسطينية» الذين بادروا إلى وقف عملية تسليم المساعدات فورا وقرروا نقلها إلى مدينة صيدا الاكثر أمناً في ظل اجراءات الجيش اللبناني وقوى الامن الداخلي حيث يمكن ضبطها اكثر، في اشارة إلى بدء الاعتراض على دخول «الحزب» إلى المخيمات حتى ولو من باب المساعدات التي يحتاجها النازحون واللاجئون على حد سواء.

في المقابل قال الناشط الفلسطيني رمزي عوض «ان القضية ليست بضع سيارات تحوي مساعدات تموينية قدمها حزب الله للنازحين الفلسطينيين من سورية، فما جرى أظهر أن من يحكم مخيم عين الحلوة هم متطرفون طائفيون يحاولون جر المخيم للإشكال الداخلي اللبناني، والسؤال الذي يفرض نفسه، لمصلحة من جر الفلسطينيين للحرب الطائفية التي ظهرت بذورها؟»، متسائلا «لماذا السكوت عن الجماعات الإسلامية التي تدعم «جبهة النصرة» في سورية؟».

في موازاة ذلك، نعت مساجد مخيم عين الحلوة الشاب الفلسطيني ابراهيم مبارك (أبو ساجد) الذي «استشهد في بلاد الشام» حيث كان يُقاتل في صفوف «جبهة النصرة»، وهو ناشط اسلامي مقرب من مجموعة بلال بدر.

وذكرت مصادر فلسطينية، ان مبارك قضى في معركة القُصير مع مقاتل آخر في صفوف «جبهة النصرة» ويدعى الأمير عمر عز الدين، الملقّب بـ «أبو سليمان الطرابلسي» من طرابلس، اثر استهدافهما بصاروخ حراري.

ونشرت صفحة فلسطينية على «فيسبوك» صورة لحفل خطبة ابراهيم مبارك من ماريا مبارك بحضور ممثلي القوى الوطنية والاسلامية في يونيو من العام الماضي.

المصدر: «الراي»