القائمة

مواقع التواصل الأجتماعي

ناقوس الخطر دق أجراسه في مخيم عين الحلوة نسبة التلوث من مادة «الكلور» 4 درجات

ناقوس الخطر دق أجراسه في مخيم عين الحلوة نسبة التلوث من مادة «الكلور» 4 درجات
 

الخميس، 17 أيار، 2012

دق أبناء مخيم عين الحلوة ناقوس الخطر، بعدما أثبتت التحاليل التي أُجريت بعد حالات التسمم التي أصيبت بها عائلات من المخيم، أن نسبة التلوث من مادة «الكلور» 4 درجات - أي أن المياه ملوثة ومسممة 100%، وهو خطر حقيقي يُهدد أبناء المخيم بكامله من مياه الشفة، بسبب تلوث المياه وتداخلها مع شبكة مياه الصرف الصحي، التي باتت مهترئة بكاملها، والأخطر من ذلك، أن الشبكتين ممدودتان في مجرى واحد، ولا يوجد أي فاصل بينهما..

شبكة المياه مدت منذ العام 1986 ولم يتم حتى اليوم صيانتها، إضافة إلى أن مكنة التعقيم مُعطلة منذ فترة، ولا أحد يسأل عن سلامة المواطن في المخيم.. وصحيح القول أنه لا يوجد بنية تحتية، وفي المقابل عللت وكالة «الأونروا» «أن القساطل معدة منذ فترة قديمة جداً، والمكنات التي تُعقم وتضخ المياه للمخيم غير صالحة، وتحاول إصلاحها».. وبانتظار التغيّر الجذري نقول «لا حياة لمن تنادي».

ويتساءل المواطن الفلسطيني: من يتحمل المسؤولية؟ ومن يضمن سلامة أبناء المخيم، خصوصاً أنهم بحاجة للمياه أقلها للاستعمال اليومي «غسيل، شاي وطبخ...»، كما أنّ هناك أشخاصاً ليس لديهم القدرة على شراء المياه، فماذا سيحل بهم؟، حيث يحملون مسؤولية ذلك لوكالة «الأونروا» لإهمالها الكشف المتواصل على شبكة المياه، حتى لا تكون عرضة للتلوث»..

«لـواء صيدا والجنوب» جال في أزقة المخيم، وعاين كيفية إهتراء القساطل، وكيف أن الشبكتين ممدودتان في مجرى واحد، وهو ما يُشكل خطراً على سلامة المواطن...

«الكلور» في المياه

الصيدلي أحمد شاكر (من مخيم عين الحلوة لديه 5 أولاد)، قال: كوني صيدلي وأعمل في اللجان الطبية، كنت قد شاهدت سابقاً أن هناك شيئاً غير مألوف في المياه، وكان ذلك قبل حدوث حالات التسمم، ومع الوقت بدأت تزداد حالات التسمم التي كانت تأتي إلى المستشفيات، وما لفت الانتباه، أن أكثر المرضى كانوا من مخيم عين الحلوة، وكلهم يُعانون من عوارض مشابهة (إسهال، غثيان وحرارة..)، وهي العوارض التي تشير إلى أن المريض مُصاب بتسمم، الأمر الذي دفع بنا إلى التساؤل، عن العامل المشترك بين تلك الحالات؟ وفي أحد الأيام أتتني زوجتي قائلةً: «إن المياه متسخة جداً لدرجة تشبه (صنان)»، وبعد 48 ساعة من حديثنا هذا، أصيبت ابنتاي هبة وسوسن بحالة غثيان وارتفعت حرارتهما، وبعدها زوجتي والطفلان الصغيران.

وأضاف: وما جعلني متيقناً بأن ما يحدث ناتج عن تلوث المياه، فقد ظهرت حالات عديدة مشابهة لحالة عائلتي في المنطقة التي نسكن فيها، وبنفس العوارض.. وما قطع الشك باليقين، ذهاب جارنا إيهاب الراعي إلى بركة المياه، التي وجدها مليئة بالـ «صنان»، بعدها حضرت لجنة من قبل الجامعة، وأخذت عينة من المياه، ونحن أصبحنا لا نشرب مياه الشفة، بل نعمد إلى شراء مياه للشرب.

وتابع: لقد عاينت اللجان قساطل المياه الموجودة في المخيم، فوجدت أنها قديمة جداً، كما لا يوجد بنى تحتية، ما جعلني متيقناً من أن القساطل مهترأة، الأمر الذي نتج عنه تداخل مياه الصرف الصحي بمياه الشفة وتلوث هذه الأخيرة، فقد قامت بتحويلها إلى مختبرات «الأونروا»، التي رفضت إعطائهم نتائج تحليل المياه، حينها توجهت اللجان إلى أمين عام «التنظيم الشعبي الناصري» الدكتور أسامة سعد، فأخذت منه تصريحاً ودخلوا المختبر، حيث أثبت أن نسبة «الكلور» في المياه 100% - أي أن المياه ملوثة ومسممة، فراجعوا «الأونروا» التي عللت «أن المكنات التي تُعقم وتضخ المياه إلى المخيم غير صالحة، وأنها تعمل على إصلاحها».. لكن حتى هذه اللحظة نحن لا نعلم من يُتابع الأمر.

رائحة كريهة

ناصر سرية (تسمم مع أفراد عائلته من المياه) قال: لقد لاحظنا وجود أوراق «كلينكس» في المياه، وتغيير لونها الذي بات أصفر.. لذا، بتنا نشتري المياه للشرب، مع أنه ليس بمقدار جميع الناس شراء مياه للشرب، فنحن نطالب أقلها نظافة المياه، وقد حضرت لجان وأخذت عينات من المياه، ولم تعطنا النتيجة حتى الآن، ووفقاً لما علمنا، فإن النتيجة سلبية 100%، ونحن نحمل وكالة «الأونروا» المسؤولية، لأنه مفروض منها إجراءات جدية وسريعة لمياه الشفه، حرصاً على سلامة أبناء المخيم، وعدم تكرار ما حصل من حالات تسمم.

وتابع: لم نتوجه إلى أي مسؤول في المخيم، ولم يحضر إلينا أحد ليستفسر عن الموضوع، فقط حضر إلينا شبان لأخذ عينات من المياه، التي ثبت بنتيجة الفحص، أنه يوجد فيها طبقة من الجراثيم، وفي المرة الثانية التي حضروا فيها لم يردوا علينا أي خبر، والمتفحص للمياه يشاهد أن لونها غير مألوف، ورائحتها كريهة جداً.. كيف يريدون منا العيش، خصوصاً أن أكثر شيء للاستعمال في الحياة هي المياه، وبعد كل ما جرى وما يجري، نحن نخاف على أولادنا حتى من الاستحمام بهذه المياه، كي لا يصابوا بأمراض جلدية.

وأوضح سرية «أن من العائلات التي تسممت بأكملها هي من آل: ياسين، شاكر، أبو الخير، علاء الدين، سرية، الراعي، الأسدي وقبلاوي تم إدخالهم إلى المستشفيات لتلقي العلاج.

«الأونروا» و«اللجان»

مسؤول الشؤون الاجتماعية في اللجان الشعبية لـ «منظمة التحرير الفلسطينية» في منطقة صيدا فؤاد عثمان، حمل المسؤولية بشكل رئيسي إلى «وكالة «الأونروا» و«اللجان الشعبية» في المخيم».

وقال: لقد كانت «الأونروا» كل 3-6 أشهر تعقم المياه في المخيم، لكنها منذ مدة طويلة لم تفعل ذلك، كما أن مكنة التعقيم مُعطلة، علماً بأن شبكة المياه ممدودة منذ العام 1986 – أي منذ 26 عاماً، ولم يتم وضعها وفق معايير جيدة، الأمر الذي نتج عنه ما نعاني منه اليوم.

وتابع: الأخطر من ذلك، أن كلتا الشبكتين - الشفة والصرف الصحي، ممدودتان في مجرى واحد، ولا يوجد أي فاصل بينهما، ما يسبب تسرب إحداهما على الأخرى، خصوصاً أنه أصبح لدينا حالة من الاهتراء، كما أن إهمال المعنيين وعدم اكتراثهم لنتائج التحاليل التي أجروها فاقمت الوضع، إذ أن التحاليل أثبتت نسبة التلوث من مادة «الكلور» 4 درجات، وهو خطر حقيقي يُهدد أبناء المخيم.

وطالب عثمان «اللجان الشعبية المعنية، والتي تعتبر مجالس بلدية في المخيم، أن تُلزم «الأونروا» بتعقيم المياه، واتخاذ إجراءات وقائية، لكن للأسف حتى «اللجان الشعبية» في المخيم غير مبالية بحياة الشعب الفلسطيني، فنطالبها إما أن تتحمل المسؤولية تجاه شعبها، أو أن تعلن عدم مسؤوليتها، كما أنه على القوى السياسية أن لا تتغاضى عن إهمال «اللجان الشعبية» لوظائفها تجاه شعبها.. ونحن لا نرى حل لأزمة المياه في المخيم، إلا بإعادة إنشاء بنى تحتية سليمة، لأن الجميع سحب يده من الموضوع، ولا يريد تحمل المسؤولية».

المصدر: ثريا حسن زعيتر - اللواء