ندوة سياسية لحركة حماس في بلدية صيدا
في ذكرى يوم الأرض الفلسطيني

الإثنين، 09 نيسان، 2018
بمناسبة الذكرى الثانية والأربعين ليوم
الأرض الفلسطيني، أقامت حركة المقاومة الإسلامية حماس ندوة سياسية في قاعة بلدية
صيدا جنوبي لبنان، بحضور عدد من ممثلي الأحزاب والفصائل اللبنانية والفلسطينية،
ممثل مفتي صيدا وأقضيتها فضيلة الشيخ إبراهيم الديماسي، مدير الأنروا في منطقة
صيدا الدكتور إبراهيم الخطيب، ومؤسسات وهيئات شعبية وفعاليات وطنية.
افتتح الندوة المسؤول الإعلامي لحركة
حماس في منطقة صيدا ومخيماتها ربيع رضوان، حيث رحب بالحضور الكريم، وقد حاضر فيها
المسؤول السياسي لحركة حماس في لبنان الدكتور أحمد عبد الهادي ومسؤول الجبهة
الديمقراطية في لبنان الأستاذ علي فيصل.
وقدم عبد الهادي خلال ورقته أبرز نقاط
القوة التي يتمتع بها الشعب الفلسطيني، مؤكدًا أن الشعب الفلسطيني قادر على ابتداع
الاستراتيجيات والتكتيكات لمواجهة الاحتلال الإسرائيلي ومشاريعه الصهيونية الهادفة
إلى تصفية القضية الفلسطينية.
وقال:" يأتي يوم الأرض الفلسطيني
في أصعب الظروف التي تمر بها القضية الفلسطينية بسبب صفقة القرن المشؤومة التي
تسعى الإدارة الأمريكية لتنفيذها في المنطقة بالتعاون مع جهات أوربية وأخرى عربية
للأسف، محاولين وهمنا بأن هذه الصفقة لصالح الجميع، لكن بكل تأكيد أن المستفيد
الأوحد منها الاحتلال الإسرائيلي".
وأكد عبد الهادي أن صفقة القرن التي
بدأت بتصفية قضية القدس من خلال اعتراف الرئيس الأمريكي دونالد ترمب بالاعتراف
بالمدينة المقدسة عاصمة للكيان الصهيوني، وأتبعها بتحجيم دور وكالة الأونروا ومن
ثم استهداف قضية اللاجئين، سيكون مصيرها الفشل أمام صمود وعزيمة الشعب الفلسطيني
التي انتفض في غزة والأراضي الفلسطينية المحتلة ليقول للعالم أجمع أنه شعب أبي
يرفض الذل والاستسلام والخضوع للاحتلال، وما المسيرات التي يشهدها قطاع غزة إلا رد
مباشر على المشروع الصهيوأمريكي بتصفية القضية الفلسطينية بعدما افتكر الاحتلال
الإسرائيلي أنه استطاع إبعاد غزة عن المعركة النضالية العادلة من خلال الحصار
الاقتصادي الخانق الممتد منذ عشرة سنوات.
وأكد عبد الهادي أن ايمان الشعب
الفلسطيني بعدالة قضيته وحتمية الانتصار كان ومازال سبًا رئيسيًا في صموده
وعنفوانه، فبالرغم من الدعم الأمريكي اللا محدود للكيان الصهيوني وتواطئ بعض
الأنظمة العربية، إلا أن الشعب الفلسطيني مستمر في نضاله ومقاومة الاحتلال ومشاريع
تصفية وجوده وهو يدرك تمامًا بحتمية النصر القادم كما أخبره القرآن الكريم
والأحاديث النبوية.
واعتبر عبد الهادي أن إبداع الشعب
الفلسطيني في أساليب واستراتيجيات المقاومة جعله يتغلب على المصاعب والتحديات التي
يواجها، فالشعب الفلسطيني الذي لم ينكسر أبداً لم ينهزم، فهو شعب ممزوج بالتحدي
والإصرار، وما الكوشوك إلا وسيلة إبداعية صنعها الشعب الفلسطيني للتغلب على
التحديات، فخرج في مسيرات شعبية سلمية في جمعة الكوشوك ليؤكد للعالم أجمع أنه
متمسك بحق العودة وأنه لن يتراجع عن ثوابته وحقوقه المسلوبة، موضحًا أن الاحتلال
الإسرائيلي في ورطة قانونية وإعلامية وسياسية بسبب تعامله الهمجي مع المسيرات
الشعبية التي خرجت على حدود قطاع غزة.
وأكد المسؤول السياسي لحركة حماس على
أهمية الوحدة الوطنية التي يتمتع بها الشعب الفلسطيني منذ بدء المواجهة مع المشروع
الصهيوني، معتبراً أن الانقسام المؤسف الحاصل الآن لا بد أن ينتهي على آلية دعم
المقاومة والشراكة السياسة الحقيقية، مؤكداً أن الشعب الفلسطيني في الميدان متوحد
في مواجهة الاحتلال الإسرائيلي، والمسيرات الشعبية في غزة دليل على توحد هذا الشعب
الذي لا يقبل أن تقسم القدس أو أن توهب للاحتلال الإسرائيلي، ولا يقبل أصلاً بوجود
الاحتلال نفسه، داعياً إلى تعزيز صمود الشعب الفلسطيني وتمكينه لمواجهة الاحتلال
الإسرائيلي.
ودعا عبد الهادي رئيس السلطة الفلسطيني
إلى لقاء وطني جامع لكافة الفصائل بعيداً عن المجلس الوطني الذي لم يعد صالحا للكل
الفلسطيني، للاتفاق على استراتيجية وطنية شاملة وتطوير منظمة التحرير الفلسطيني
والمجلس الوطني وتقييم المرحلة السابقة والخروج برؤية سياسية موحدة يتفق عليها الكل
الفلسطيني.
وفيما يتعلق بالشعب الفلسطيني في
لبنان، أكد عبد الهادي أن اللاجئين الفلسطينيين في الخارج هم جزء من الشعب
الفلسطيني في الداخل يدعمون حراكه ونضاله، ويكملون المشهد الوطني في عملية النضال،
مؤكدا رفض الفلسطينيين في لبنان للتوطين والتهجير والتجنيس، فهم ضيوف في هذا البلد
حتى العودة، يرفضون استخدام مخيماتهم لتوتير أمن واستقرار لبنان، وسيحفظون أمن
البلد واستقراره لأنم ضيوف فيه ولأن ذلك يشكل دعمًا لقضيتهم فلسطين، مطالباً
الدولة اللبنانية بدعم الشعب الفلسطيني وإعطاء حقوقه المدنية والاقتصادية والتعامل
مع اللاجئ الفلسطيني من نظرة انسانية لا أمنية .
وفي ورقته قال عضو المكتب السياسي
للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين ومسؤولها في لبنان الأستاذ علي فيصل: أن إحياء
الشعب الفلسطيني لذكرى يوم الأرض لهذا العام بعنوان ومضمون موحد هو "التمسك
بالارض وبحق العودة اليها" إنما يشير إلى أن الصراع مع العدو الاسرائيلي منذ
النكبة وأن تعددت أشكاله فهدفه واحد هو الأرض الفلسطينية التي شهدت غزوات عدة
لشعوب وقوميات متعددة جميعهم رحلوا وبقي الشعب الأصيل فوق أرضه وبقيت الأرض
الفلسطينية صامدة لأبناءها الذين ما زالوا يقدمون التضحيات دفاعا عنها.
وتابع قائلا: أن رسائل مسيرات العودة
هي أن الشعب الفلسطيني ورغم الأجواء الملبدة من حوله سيبقى متمسكاً بحقوقه الوطنية
وفي مقدمتها حق العودة، وبالتالي رفضه ومقاومته للمشروع الأمريكي الاسرائيلي الذي
يشكل عدواناً صارخاً على حقوق الشعب الفلسطيني واجب الجميع مقاومته وإسقاطه. وثاني
هذه الرسائل أن قطاع غزه لا يمكن أن يبقى أسير حصار ظالم لم يحرك العالم ساكناً من
أجل رفعه، بل أن تداعيات هذا الحصار لن تبقى داخل القطاع وسيدفع الاحتلال ثمناً
باهظاً لاستمرار حصاره كانت مسيرات العودة أولى فعالياتها وهي سوف تتواصل في مسار
تصاعدي إلى ما أبعد من تاريخ النكبة في رسالة واضحة إلى الادارة الأمريكية ورئيسها
بأن مشروع تصفية الحقوق الفلسطينية لن يمر مهما بلغت التضحيات.
وأضاف: أن مسيرات العودة والدماء التي
روت أرض غزه الباسلة أعادت الاعتبار للمشروع الوطني الفلسطيني باعتباره مشروعاً
تحررياً لشعب يعيش تحت الاحتلال، وهذا ما يضع الجميع أمام مسؤولية حمايتها وتوفير
الاجماع حولها باعتبارها خياراً اثبت فعاليته وجدواه في مواجهة العدوان من قتل
وحصار واعتقال واستيطان مع كل ما يتطلبه ذلك من نضال لتوفير الحماية لها وضمان
استمرارها حتى تحقيق أهدافها.
وأكد أن الشعب الفلسطيني يقاوم بلحمه
الحي وبإرادته وعزيمته التي لا تنضب بينما هناك من العرب من ينبري لتقديم الهديا
المجانية للاحتلال الاسرائيلي الذي ما زال وسيبقى عدو الفلسطينيين والعرب بل عدو
الانسانية وأن اية مواقف سياسية تمنح العدو حقوقاً سياسية وقانونية في فلسطين إنما
تشكل سوابق خطيرة وجب مقاومتها من جميع شعوبنا العربية نظراً لما تحمله من مخاطر
على الحقوق الفلسطينية، وبالتالي وجب التوقف عنها فوراً لصالح موقف عربي جدي
واستراتيجية عربية تواجه العدوان الأمريكي الإسرائيلي وتدعم الشعب الفلسطيني ونضاله
وتعمل على تعزيز التضامن العربي في مواجهة المخاطر الصهيونية.
ودعى فيصل إلى قمة شعبية عربية داعمة
للنضال والمقاومة الفلسطينية واستعادة زخم التحركات الشعبية المساندة لتحركات
الشعب الفلسطيني والرافضة للمشروع الأمريكي الإسرائيلي خاصة أن الأطماع الإسرائيلية
تتخطى حدود الأرض الفلسطينية لتطال الشعوب العربية وحقها بأرضها وثرواتها
ومستقبلها السياسي والاقتصادي.
وطالب باستراتيجية فلسطينية موحدة
تخاطب العالم بلغة الحق الفلسطيني التي عبر عنها الآلاف من أبناء قطاع غزه وهتفت
بها حناجر مئات الآلاف في الضفة الغربية وفي مناطق اللجوء والشتات، استراتيجية
فلسطينية تعيد النظر بكل جزئيات العمل الوطني الفلسطيني. وفي المدى المباشر نحن
نناضل ونعمل من أجل توفير الحماية لشعبنا ومشروعه الوطني حيث اتخذ المجلس المركزي
في جلسته الأخيرة قرارات وجب العمل على تطبيقها فوراً وفي مقدمتها سحب الاعتراف
بإسرائيل وإلغاء اتفاقية أوسلو ووقف التنسيق الأمني وإلغاء إتفاقية باريس
الاقتصادية والعمل بشكل جدي على اتخاذ الإجراءات التي من شأنها وضع مجرمي الحرب
الإسرائيليين أمام المحاكمة الدولية.
ودعى إلى قمة فلسطينية تستعيد الوحدة
وتعمل على تنفيذ إتفاقات المصالحة ومواصلة الحوارات من أجل جلسة توحيدية للمجلس
الوطني الفلسطيني يتم التوافق على جدول أعمالها عبر دعوة اللجنة التحضيرية التي
انعقدت في بيروت للاجتماع فوراً لضمان نجاح هذه الجلسة التي نأمل أن تكون البداية
لمرحلة جديدة من النضال تشكل الانتفاضة والمقاومة أحد أعمدتها الرئيسية.
كما دعى إلى التعاطي مع الأزمة المالية
لوكالة الغوث التي نشأت بفعل سياسة الابتزاز الأمريكي باعتبارها قضية وطنية كبرى
ينبغي التصدي لها على مستوى جميع التجمعات الفلسطينية وبموقف رسمي فلسطينيى يرفض
التعاطي مع شعبنا كمتسولي حقوق بل شعب له حقوق وطنية ويناضل من أجلها، وفي السياق
فإننا ندعو أشقاءنا في الدول خاصة في لبنان إلى دعم شعبنا في تحركاته الرافضة
للموقف الأمريكي باستهداف قضية اللاجئين وحق العودة ووكالة الغوث وتوفير مقومات
الصمود الإجتماعي خاصة باقرار حقوقه الإنسانية والنضال جنباً إلى جنب من أجل إفشال
المشروع الأمريكي الإسرائيلي.