هكذا خرج جمال سليمان من مخيم المية ومية:
فمن هي الأطراف التي شاركت بالتسوية؟

الخميس، 08 تشرين الثاني، 2018
بعد أن كاد مخيم المية ومية يتحوّل إلى
بؤرة أمنية تقلق أبناء صيدا والجوار، أُنجزت التسوية وأُخرج أمين عام أنصار الله جمال
سليمان من المخيم مع ما يقارب السبعة عشر شخصا في عتمة ليل الثلاثاء-الأربعاء. فجمال
سليمان هو الضابط السابق في حركة فتح الذي أصبح خصمها لاحقاً مع انعدام الثقة بين الطرفين
واتّهام فتح للأخير بالتورط في اغتيالات طاولت ضباطاً لها في صيدا وعين الحلوة. فصار
كل إشكال بينهما يتطور إلى اشتباك عنيف بالأسلحة الرشاشة والثقيلة. لكن الإجتماعات
المكثفة الحزبية اللبنانية من جهة والفسلطينية من جهة أخرى التي جرت في الأسابيع الماضية
أوحت بشكل واضح بأن القرار بإنهاء ظاهرة جمال سليمان قد اتُّخذ.
تتضارب الروايات حول كيفية خروج جمال سليمان
ووجهته. فهل تمّ تأمين طريقه إلى سوريا أم لا يزال في لبنان؟ وفقا لمصادر مسؤولة في
أنصار الله ل tayyar.org
إن موكباً سياراً حضر عند قرابة الثانية من فجر الأربعاء إلى المخيم
واصطحب سليمان مع عائلته وعدد من مرافقيه إلى مكان أكثر أماناً داخل لبنان. وتشير المصادر
إلى أن الإتفاق جرى تحت رعاية حزب الله وبعلم من حركة فتح. وعلى عكس رواية أنصار الله،
يلفت قائد الأمن الوطني الفلسطيني صبحي أبو عرب ل tayyar.org إلى أن قيادة فتح قد تبلّغت أن الأخير انتقل إلى إحدى المزارع في سوريا،
حيث تتقاطع روايته مع رواية مصادر مقربة من حزب الله. إذ تشير المصادر ل tayyar.org إلى أن خروج سليمان تم بالتنسيق مع الدولة السورية التي تربطه بها علاقة
قديمة لافتتاً إلى أن لحركته مقراً هناك. في هذا الإطار يؤكد أبو عرب ل tayyar.org أن اليد الطولى في تحرير المخيم من الإضطرابات كانت لحزب الله بنتيجة الإجتماعات
المكثفة التي حصلت في السفارة الفسلطينية في حضور السفير الفلسطيني في لبنان أشرف دبور
وممثلين عن الحزب وحركة أمل. هنا تضيف المصادر المقرّبة من حزب الله أن حركة فتح هي
من طلبت من الحزب التدخّل وذلك لمنع تجدّد الإشتباكات في مخيم المية ومية ولتحييده
عن الصراعات الداخلية من أجل عودة اللاجئين. وبالتالي فقد تمّ إخراج قائد المجموعة
وعائلته فيما حركة أنصار الله لا تزال داخل المخيم بكامل قوّتها العسكرية.
وفيما نفت قيادة الجيش علمها بالتسوية وبالتالي
الخبر المتداول عن حصول إجتماع أمني - حزبي في ثكنة محمد زغيب – صيدا بهدف التحضير
لمغادرة جمال سليمان، أكدت مصادر عسكرية ل tayyar.org أن الجيش
لم يكن قد أكمل انتشاره في المدينة وفي محيط المخيم وبالتالي فإن موكب الأخير لم يمرّ
على نقاط الجيش أو حواجزه. في السياق عينه تلفت المصادر إلى أن الجيش الموجود عند مدخل
المخيم وفي محيط البلدة هو في طور استكمال التجهيزات اللوجيستية لتوسعة انتشاره وتعزيز
الإحاطة الأمنية بمخيم المية ومية. في هذا الوقت أكدت مصادر في أنصار الله ل tayyar.org أن المسلحين بدأوا بالإنسحاب من الشوارع ومن المتوقع أن يُنجز الإنسحاب
يوم غد، في موازاة استكمال إزالة الدشم والسواتر الترابية التي كانت قد وضعتها القوى
المتصارعة. ما يعني أن الهدوء عاد إلى مخيم المية ومية.
المصدر: لارا الهاشم – موقع التيار
الحر