هكذا يتكيّف لاجئو«عين الحلوة» معيشياً خلال الحراك
السلمي
.jpg)
الجمعة، 26 تموز، 2019
يعيش مخيم عين الحلوة جنوب لبنان، تجربة جديدة مع
إستمرار الحراك الشعبي السلمي، الرافض لقرار وزير العمل اللبناني كميل أبوسليمان المجحف
بحق العمال والمؤسسات الفلسطينية، وقد أغلق المخيم مداخله وقاطع البضائع والخضروات
واللحوم من خارجه، ومنع الدخول والخروج حتى تحقيق مطالبه وإلغاء التعامل مع العامل
الفلسطيني كأجنبي.
حول تكيّف اللاجىء الفلسطيني مع هذا الواقع، وبرنامجه
في مواصلة حراكه تحدث عدد من أهالي المخيم لـ "وكالة القدس للأنباء"، وقال
الناشط الشبابي، محمد حسون: "نسعى في
هذه المرحلة لتنظيم الحراك الشعبي من خلال آلية عمل
لتفعيلها في أماكن التجمع، ووضع برنامج مدروس
يخدم تحركنا لنيل حقوقنا من أجل إسقاط القرار".
وأضاف: "جميع الشرائح الشعبيه والأهالي من أبناء المخيم يشاركون بالتحركات،
أما بخصوص الحياة المعيشية يوجد عند
الأهالي مواد غدائية أو يشترون ما ينقصهم من المحلات التجارية التي لازالت بالمخيم ممتلئة
بالمعلبات والأرز والسكاكر والمواد الأولية حتى اللحظة، ونستطيع أن
نقول إنها تكفينا أشهرا،ً وبعض أهلنا يحضرون
تلك المواد من الخارج بكميات بسيطة
من المحيط اللبناني، ولا تزال مقاطعة
حسبة صيدا ومسالخ اللحوم ومزارع
الدواجن قائمة ولقد حصلت عدة تجاوزات
وأدخلت بعض المواد من بعض المداخل، كما قام البعض
بإحضار خضروات بشكل مجاني من مخيم الرشيدية، وبعض المحلات التجارية المجاورة
للمخيم ووزعت على الأهالي وهذا شئ طبيعي".
إضافة إلى ذلك، أشار حسون إلى وجود عمليات تكافل
شعبي فلسطيني حيث تقدم بعض المؤسسات والجمعيات وأصحاب الأيادي البيضاء
من أبناء المخيم والأهالي الطعام للمشاركين بالحراك الشبابي والشعبي في مشهد تكافلي داعم للتحركات ومساند له.
التعبير عن صرخة ظلم
بدوره، أوضح الإعلامي عصام الحلبي:" لابد من
إسماع اللاجئين الفلسطينين صوتهم إعتراضاً ورفضاً
لقرار وإجراءات وزير العمل اللبناني المجحفة بحقهم، من حيث إقفال محلاتهم التجارية
ومنعهم من مزاولة أي عمل يؤمن لهم الحياة الكريمة ويسد رمق أطفالهم وإعالة عوائلهم
ومنع اللاجئ الفلسطيني من العمل إلا بعد حصوله على إجازة عمل".
وأضاف: " إن تحركات المخيمات السلمية محقة وتعبر عن صرخة ظلم وإجحاف كبير، ولكنه آن الأوان لتنظيم هذه التحركات
وتتنوعها، والتركيز على الحقوق الإنسانية للاجىء الفلسطيني.
ومن هنا يجب أن ترافق حركة الشارع حركة سياسية من
المرجعيات الفلسطينية باتجاه الاخوة في لبنان، لسن القوانيين الواضحة في البرلمان اللبناني
لجهة وضعه لحين عودته إلى وطنه الذي هجّر منه بفعل الاحتلال والمجازر الاسرائيلية الصهيونية".
وختم الحلبي:" يجب إفساح المجال للناس بالدخول
والخروج من المخيم سيراً على الأقدام، وإفساح
المجال بدخول إحتياجات الناس وفق أوقات وبرنامج محدد ومتفق عليه مع استمرار الحراك السلمي".
القرار يأتي في سياق المؤامرة
من جهته أكد حسين سعيد:" شاركت أبناء شعبي بفاعليات الرفض في المسيرات والإعتصامات بالرغم
من المعاناة التي نعيشها
بالمخيمات بمختلف مفاصل الحياة اليومية، فنحن نعيش ظروفاً صعبة في لبنان
منذ أكثر من 70 عاماً ولا بد أن ينتهي هذا الظلم".
واعتبر الحاج حسن علي عيسى ابو رمزي: "إن قرار
وزير العمل يدمرنا، وهو يأتي في سياق مؤامرة صفقة القرن، وهذا قرار خطير لا يمكن ان يمر".
وقال أبو خليل: "من العام 48 ونحن نعيش ظروفاً صعبة ولم تنصفنا القوانين اللبنانية، مؤكداً أن
هناك عمليات مصاهرة ونسب بين مئات العائلات اللبنانية والفلسطينية ونحن نرفض التوطين
ومصرين على العودة إلى وطننا".
وختم:" لقد طفح الكيل، وهذا القرار الجائر
يجب أن يسقط".
إن صرخة الوجع الفلسطيني التي عبّر عنها اللاجئون
الفلسطينيون في المخيمات، يجب أن تلقى أذاناً صاغية ويبادر المعنيون إلى إيجاد حل منطقي
ومنصف للعامل والمؤسسات الفلسطينية في لبنان.
المصدر: القدس للأنباء