هكذا يحتضن مخيم عين الحلوة النازحين الفلسطينيين من سوريا!
الثلاثاء، 14 آب، 2012
تحقيق: برهان الدين ياسين
يحتضن مخيم عين الحلوة 175 عائلة فلسطينية نازحة من مخيمات سوريا حسب احصاءات وكالة الأونروا غير ان عدد آخر منهم لم يصرح عن وجوده بعد وعدد آخر هو في طريقه للمخيم بعد اشتداد الازمة السورية، قد يستغرب احدهم كيف لمخيم هو بأشد الحاجة الى من يعيله ان يستضيف عائلات اخرى في ازقته الضيقة على اهله.. يقول الفلسطينيون في المخيم ان ذلك هو واجبهم تجاه اهلهم النازحين لكن ما هو واقع تلك العائلات في المخيم؟
بدأ توافد النازحين منذ شهر نيسان من العام الجاري بعد وصول الاحداث الى مناطق قريبة من المخيمات الفلسطينية وكان معظم النازحين حينها من مخيمات حمص وحلب الا ان العدد الاكبر من النازحين اتى الى عين الحلوة عقب الاشتباكات التي جرت قرب مخيم اليرموك في العاصمة السورية دمشق نهاية شهر تموز حيث استهدف المخيم قذائف صاروخية ادت الى مقتل اكثر من عشرين من الفلسطينيين المقيمين فيه.
المهمة الاولى التي كانت متوجبة على المؤسسات بالمخيم هي احصاء تلك العائلات التي تقيم في منازل لأقاربهم في المخيم ويعض المنازل يحوي اليوم اربع عائلات نازحة وبعض الاحياء فتحت مراكزها الاجتماعية لاستقبال النازحين كما هو الحال في قاطع الزيب, ويشير عاصف موسى الناشط الشبابي في المخيم الى ان الاحصاء الاساسي جرى في مكتب مدير خدمات الأونروا في المخيم اضافة الى لجنة الزكاة والصدقات وجمعية الغد ومبادرة تواصل وجمعية السبيل ومركز البرامج النسائية ومقر اللجنة الشعبية حيث تم احصاء 175 عائلة وبعض العائلات الاخرى لم تصرح عن وجودها في المخيم حتى اليوم.
معظم هذه العائلات النازحة عندما اتت الى لبنان لم تحضر معها سوى اوراقها الثبوتية تاركين كل احتياجاتهم في منازلهم في سوريا مما دفع الجمعيات الخيرية في المخيم الى المسارعة في تقديم المساعدات الطارئة فقدمت لهم لجنة الزكاة والصدقات التابعة لجمعة النور الخيرية الاسلامية ملابس جديدة ومبالغ مالية بسيطة وسارع الهلال الاحمر القطري الى توزيع حصص من الخضار واللحوم الطازجة ومراوح كهربائية اما جمعية السبيل فتكفلت بتقديم الفرش ومواد التنظيف فيما تجهز حركة حماس حصص تموينية ستقوم بتوزيعها على النازحين في المخيم.
اما في الجانب الانساني والصحي فيشير الشيخ ابو اسحاق المقدح منسق لجنة الزكاة والصدقات الى ان بعض الحالات اتت وهي بحاجة الى عملية قلب مفتوح فقامت بإجرائها في احد مستشفيات صيدا وان اللجنة تنسق مع مستشفى الهمشري لاستقبال النازحين وعلاجه وحالة اخرى كانت تعاني من التهاب رئوي حاد وضيق في التنفس وتم مساعدته في العلاج وحالة كانت تعاني ضعف شديد في البصر تم تقديم الدواء له واكد المقدح ان الامكانيات المادية التي تملكها الجمعيات ضئيلة جدا ولا تستطيع تأمين احتياجات النازحين التي هي في ازياد متسارع.
سياسيا فقد اشار الناطق باسم القوى الاسلامية في مخيم عين الحلوة الشيخ جمال خطاب ان النازحين الفلسطينيين يعانون من ازمة في تأمين المسكن وهنا يبرز دور الأونروا في تحمل مسؤوليتها في تأمين الاغاثة والفرش والبطانيات لجميع النازحين فهي وكالة الغوث الملزمة بهكذا قضية، مطالبا السفارة الفلسطينية السعي لتسهيل دخول اللاجئين الفلسطينيين وتقديم المساعدات المالية والمادية لهم وفيما يعني الجانب اللبناني دعا الشيخ خطاب السلطات اللبنانية المعنية الى تسهيل دخول اللاجئين الفلسطينيين النازحين من سوريا واعفاءهم مؤقتا من رسوم الاقامة لما في ذلك من تخفيف للأعباء المالية عليهم.
يذكر ان المساعدات التي تقدم للنازحين الفلسطينيين المقيمين في عين الحلوة هي محصورة بالجمعيات التي تعمل داخل المخيم في الوقت ولم وتحصل حتى اللحظة على اي مساعدة من الحملات الاغاثية.