القائمة

مواقع التواصل الأجتماعي

هل تعلن المخيمات الفلسطينية حالة "الطوارىء" و"العصيان المدني" ضد سياسة "الاونروا"

هل تعلن المخيمات الفلسطينية حالة "الطوارىء" و"العصيان المدني" ضد سياسة "الاونروا"


الجمعة، 15 كانون الثاني، 2016

اكدت مصادر مسؤولة لـ صدى البلد" ان القوى الفلسطينية بصدد اعلان حالة "الطوارىء" لمواجهة سياسة وكالة "الاونروا" المتدحرجة في تقليص خدماتها واخرها الصحية، مشيرة الى "اجراء سلسلة من المشاورات بين الفصائل الفلسطينية لاعداد دراسة لخطوات التحرك الاحتجاجي المؤلم الذي يجبر ادارة الاونروا على التراجع عن القرارات وفي الوقت نفسه لا يمس بخدمات اللاجئين.

وأبلغت المصادر الفلسطينية "صدى البلد"، انه بقدر "التوجس" من قرارات وكالة "الاونروا" تقليص خدماتها الصحية وهي عصب حياة اللاجئين الذي لا يمكن السكوت عنه مطلقا، بقدر "المخاوف" من استدراج التحركات الاحتجاجية الى "الانزلاق" لتحقيق "مخطط" مشبوه، يؤدي الى الغاء "الوكالة الدولية" التي يتمسك بها اللاجئون كشاهد حي على نكبتهم والاصرار على عودتهم الى ديارهم، خاصة مع القناعة ان الازمة ليست مالية وانما سياسية تتعلق بتصفية قضية اللاجين وحق العودة.

واشارت الى ان مواجهة هذا "القلق"، سيكون باعداد دراسة تفصيلية تقوم على تنسيق وتوحيد "الحراك الاحتجاجي" وفق موقف سياسي موحد، خاصة بعد المحاولات "الحثيثة" بل "الخبيثة"، لاحداث "انقسام" داخلي وزج اسم حركة "فتح" بانها ليست مع التحركات، وصولا الى تلقيها رسالة شكر من مدير عام "الاونروا" ماتياس شمالي يشكرها فيه على تفهمها لقراراتها، وهو ما نفاه سفير فلسطين في لبنان اشرف دبور وامين سر الحركة وفصائل "منظمة التحرير الفلسطينية" في لبنان فتحي ابو العردات.

وأوضحت ان الاتجاه يميل الى تصعيد التحرك في كل المخيمات وفي الاتجاهات كافة، دون المساس بالمؤسسات التي تقدم خدمات يومية تريوية او صحية او اجتماعية لابناء المخيمات مثل المدارس والعيادات الطبية وعمال النظافة، والضغط باتجاه المؤسسات الاخرى وصولا الى "العصيان المدني" او ما يعرف بحالة "الطوارىء"، وسط اصرار انه لا تراجع عن تنظيم هذه التحركات مهما طال امدها، الا بعدول "الاونروا" عن قراراتها.

اضراب واقفال

ميدانيا، لليوم الثالث على التوالي، عم الاضراب العام غالبية المخيمات الفلسطينية في لبنان، وأغلق اللاجئون الفلسطينيون مؤسسات وكالة "الأونروا"، احتجاجاً على التقليصات الاستشفائية الأخيرة والتي سقطت اولى ضحاياها الفلسطينية عائشة نايف واقدام الشاب عمر خضير على اضارم النار بنفسه في مخيم البرج الشمالى بعد رفض "الاونروا" تقديم الخدمات الطبية لهما.

ففي عين الحلوة، جرى اقفال مدارس "الأونروا" والعيادات الصحية ومكتب مدير "الأونروا" بدعوة من "اللجنة الشبابية الفلسطينية" رغم تحفظ "اللجان الشعبية والحراك المدني والمؤسساتي" على هذه الخطوة حيث اتفقوا خلال اجتماع مشترك على تصعيد تدريجي للاحتجاج يبدأ من اليوم "الخميس" باعتصام أمام مكتب مدير "الأونروا" في عين الحلوة والجمعة باعتصام مماثل أمام مكتب مدير منطقة صيدا.

وأكد أمين سر "اللجنة الشبابية" في مخيم عين الحلوة حسام ميعاري لـ "صدى البلد"، انه التزاما منا بالاجماع الشبابي الفلسطيني في مخيمات لبنان قمنا باغلاق كافة مدارس وعيادات الاونروا اضافة الى مكتب مدير المخيم ، تلبية لدعوة الغضب التي اطلقها الحراك الشبابي في مخيمات لبنان، مشددا انه يتوجب على مخيم عين الحلوة ان يكون في صدارة التحركات وان لا تكون خطواته اقل تصعيدا من باقي المخيمات، فقد رأت اللجنة الشبابية ان تكون الخطوة الاولى هي الاضراب وتتم حاليا دراسة خطوات أخرى سيتم الاعلان عنها في حينه"، موضحا "أننا مع الإجماع الفلسطيني وما تتخده القوى الوطنية والإسلامية واللجان الشعبية والشبابية في كافة مخيمات لبنان رفضاً لسياسة "الأونروا" الظالمة بحق شعبنا وأهلنا وتضامناً مع أهلنا في برج الشمالي"، موضحا "أننا لن نسمح لوكالة لأونروا بتنفيد سياستها الخاطئة بحق شعبنا وسنقوم بتحركات شعبية بشكل تدريجي وتصعيدي حتى تتراجع عن قراراتها الظالمة".

وشهدت بعض المخيمات الفلسطينية، إضرابات عدّة شملت إغلاق مراكز ومؤسسات الأونروا وابرزها مخيم المية ومية في منطقة صيدا، برج الشمالي والرشيدية والبص وتجمع المعشوق في منطقة صور، شاتيلا في منطقة بيروت،نهر البارد في منطقة الشمال، ومخيم الجليل في منقطة البقاع، فيما دعت اللجان الشعبية والأهلية والمؤسسات والجمعيات إلى إضراب شامل في كل المخيمات والتجمعات الفلسطينية في لبنان اليوم الخميس، وإغلاق كافة المراكز والمؤسسات التابعة لوكالة "الأونروا".

صناعة الموت

سياسيا، استنكر مسؤول "الجبهة الشعبية" في لبنان مروان عبد العال، ما اقدمت عليه "الاونروا" كونها مؤسسة دولية إنسانية غايتها حماية صحة وحياة وكرامة اللاجئ ورفع الظلم"، قائلا "ثمة سردية الملتبسة يتناض فيها وجود المؤسسة مع وظيفتها وتتحول فيها الى علاقة لا منطقية بين مهمة الاغاثة اي صناعة الأمل وهي حاجة انسانية ملحة، وبين اسقاط الامان الصحي اي صناعة الموت! وتدمير شبكة الأمان النفسي للاجئين لأخذهم الى خيارات مجهولة وهذه ارتكاب فيها غاية البشاعة.

بينما اكدت حركة "فتح" حرصها وسعيها إلى ضمان إستمرارية وكالة الاونروا في عملها برعاية شؤون اللاجئين الفلسطينيين في كل المخيمات الفلسطينية، وتقديم الخدمات المطلوبة إلى أن تتم عودة شعبنا إلى أرضه التاريخية فلسطين وتنفيذ القرار 194، قائلة "بقدر حرصنا على استمرار عملها وتقديم خدماتها، فإننا معنيون أيضاً بتأمين حقوق شعبنا وضمان معالجته وتعليمه.

واعلنت "لجنة المتابعة المركزية" للجان الشعبية في لبنان، رفضها للقرارات، مشددة على اهمية استمرار التحركات السلمية واﻷعتصامات والمذكرات اﻷحتجاجية في مواجهة قرارات اﻷونروا التقليصية داعية ابناء شعبنا الفلسطيني في المخيمات والتجمعات للمشاركة الواسعة في مواجهة سياستها".

وحذر أمير الحركة الإسلامية المجاهدة أمين سر القوى الإسلامية الشيخ جمال خطاب خلال استقباله منسق الجديد للصليب الأحمر الدولي في جنوبي لبنان لورو بيرليه في مكتبه بمخيم عين الحلوة من خطورة تقليص خدمات "الاونروا" والمعاناة التي ستطال ابناء المخيمات من ملف الاستشفاء الذي بدأت بتطبيقه وكالة الأونروا وظهور أولى نتائجه الكارثية على اللاجئين في لبنان.

بينما دعا رئيس التيار الاصلاحي في حركة "فتح" في لبنان العميد محمود عبد الحميد عيسى "اللينو" خلال استقباله وفدا من رابطة عرب الزبيد في مقره بحي صفورية الى وضع خطة تصعيدية لمواجهة قرارات "الاونروا" التي وصفها بانها غير مقبولة".

المصدر: البلد | محمد دهشة