أحداث الشمال وبيروت تسلّط الضوء على "العنصر" الفلسطيني
هل تنتقل التوترات إلى المخيمات على وقع الأزمة السورية؟
ثمة خشية من انتقال "عدوى" الاشتباكات الى المخيمات
الخميس، 24 أيار، 2012
مع عودة التوتر المتنقل الى المناطق اللبنانية، على وقع تطور الازمة السورية، تبقى الانظار مسلطة على المخيمات الفلسطينية التي تشهد في ظل الكر والفر المناطقي، توقيفات شبه يومية وعلى خلفيات عدة.
ورغم زيارات الطمأنة التي قام بها عضو اللجنة المركزية لحركة "فتح" عزام الاحمد الى المسؤولين، والتي جدد فيها بقاء العنصر الفلسطيني على الحياد في لوحة التباينات اللبنانية، مكررا موقف الرئيس الفلسطيني محمود عباس باحترام سيادة لبنان، الا ان المعطيات الميدانية في الايام الاخيرة شهدت، كسابقاتها، خروقا متزايدة في الوعود والتوقعات لأسباب عدة.
ففي حين استوقف الاوساط دخول العامل الفلسطيني "على خط" الاشتباك، فان الرصد المتواصل للتحركات التي تشهدها المخيمات، وخصوصاً مثلث "برج البراجنة - عين الحلوة - البداوي"، يثير لدى الاوساط السياسية، وتحديدا المعارضة، سلسلة علامات استفهام، وسط ترقب لما ستؤول اليه الاوضاع من زوايا عدة. وتندرج ضمنها تداعيات الزيارة التي قام بها الأمين العام لـ"الجبهة الشعبية - القيادة العامة" احمد جبريل إلى لبنان في هذا التوقيت، وما رافقها من كلام عن توجه بات يتبلور لدى رئيس الجمهورية والحكومة و"حزب الله"، يقضي بنزع السلاح الفلسطيني خارج المخيمات وضبطه وتنظيمه داخلها. وقد رافق هذه الخطوة كلام عن توحيد مرجعية هذا السلاح تمهيداً لتسليمه الى الدولة اللبنانية في ظل تنامي الحوادث الأمنية، الأمر الذي قد يجعله في أجندة استخدامات قوى محلية وخارجية.
والواقع ان هذا المعطى اثار حفيظة القوى المعارضة التي راحت تطرح تساؤلات عن خلفيات المبادرة. أبرزها امكان تحول هذا السلاح او هذه المبادرة "ورقة انتخابية" بين مجموعة اوراق يتنازعها الاطراف الداخليون اولاً، ولا يغيب عنها سؤال اساسي قوامه هوية المرجعية التي ستمسك بالورقة الفلسطينية نتيجة هذا الواقع المستجد وخصوصا في ظل الانقسام الحاصل ثانيا.
ورغم اعادة تأكيد البيان الصادر عن اجتماع عزام والفصائل الفلسطينية طابع "الضيافة" الفلسطينية الموقتة على لبنان والرفض المتكرر لأن تكون المخيمات مصدر توتر وقلق، فإن الجهات المعارضة تراقب عن كثب دخول عناصر ومقاتلين الى المخيمات، علما ان بعضها يلعب على وتر الانشقاقات والاختراقات الفلسطينية - الفلسطينية المتبادلة. وهي تبعا لذلك، لا تستبعد سيناريو اعادة تسعير الوضع في "المثلث" الفلسطيني المذكور آنفاً، ولا سيما في حال فشلت التوترات المتنقلة في المناطق في تحقيق مبتغاها لجهة اعادة اشعال الساحة اللبنانية ربطا بالتطورات السورية.
ومن شأن ذلك تسهيل توجيه أصابع الاتهام الى اطراف محددين في هذا المجال، لاعتبارات عدة ابرزها، ربما، مواصلة "توظيف" العنصر الفلسطيني السني في اللعبة الداخلية. وفي الاطار عينه، تستوقف الاوساط نفسها الاعلانات المتكررة عن عمليات ضبط وتوقيفات في المخيمات ومحيطها، علما ان بعضها يلمح مباشرة او مواربة الى تنظيم "القاعدة". وكلها معطيات تمهد من وجهة نظر الاوساط لإعداد العدة لاتهامات ما مع اي عودة محتملة لمسلسل الاغتيالات.
ورغم ان اجتماع الاحمد والفصائل تطرق في شكل مباشر الى الاتفاق الاخير الذي وقع في القاهرة بين حركتي "فتح" و"حماس"، مؤكدا اهمية تطبيق ما تم الاتفاق عليه في هذا المجال، فإن اعادة تموضع "حماس" على وقع تطورات "الربيع العربي" من شأنها، وفي رأي الاطراف أنفسهم، تسهيل "مضبطة الاتهام" في ما سبق.
المصدر: النهار