القائمة

مواقع التواصل الأجتماعي

هل يرفع فلسطينيون لبنان شعار: "نختلف مع الوكالة.. لا عليها" للحفاظ على بقائها

هل يرفع فلسطينيون لبنان شعار: "نختلف مع الوكالة.. لا عليها" للحفاظ على بقائها


الإثنين، 22 كانون الثاني، 2018

أكدت مصادر فلسطينية لـ "صدى البلد"، عن تزايد المخاوف من إنهاء عمل وكالة الاونروا" وتاليا "التخلص" من عبء اللاجئين، مقابل طرح خيار إنتقال الخدمات من "الأونروا" إلى المفوضية العليا لشؤون اللاجئين (UNHCR)، وهو ما يرفضه الشعب الفلسطيني وقواه السياسية جملة وتفصيلا ويصر على التمسك بالمؤسسة الدولية كشاهد حي على نكبة فلسطين وعلى حقهم في العودة.

وتزايد المخاوف من إنهاء عمل وكالة "الاونروا"، تابعته المصادر الفلسطينية من خلال ظهور مؤشرين جديدين، اضافة الى التهديد الاميركي بوقف المساعدات المالية ثم دفع نصف المبلغ وتجميد اكثر من نصفه الباقي، الاول اسرائيلي من خلال محاولة استغلال الاحصاء الأخير الذي جرى في لبنان لللاشارة الى ان اعداد اللاجئين الفعلية ضئيلة، خلافا لما هو مسجل في قيود وكالة "الاونروا"، والثاني اميركي من خلال تلميح الى تعهد بدفع كامل المساعدات المالية فيم حال تم تغيير اسم الاونروا" أي إنتقال خدماتها إلى المفوضية العليا لشؤون اللاجئين (UNHCR).

ويؤكد الباحث الفلسطيني علي هويدي لـ "صدى البلد"، ان هذا الطرح غير منطقي، في حين أن الحل موجوداً منذ حوالي سبعين سنة بتطبيق حق عودتهم إلى بيوتهم التي طردوا منها من فلسطين إبان النكبة في العام 1948، وهو ما أقرته الشرعية الدولية وقبل إنشاء "الأونروا" بسنة كاملة عبر انشاء لجنة التوفيق الدولية حول فلسطين التي انبثقت عن القرار 194 الصادر عن الجمعية العامة للأمم المتحدة في 11/12/1948 أي قبل تأسيس وكالة "الأونروا" وفق القرار 302 الصادر هو الآخر عن الجمعية العامة في 8/12/1949، وتشكلت اللجنة من كل من تركيا وأمريكا وفرنسا. على الرغم من تعطيل دورها منذ منتصف خمسينيات القرن الماضي إلا أن اللجنة لا زالت تقدم تقريرها السنوي للجمعية العامة للأمم المتحدة، والسؤال لماذا تعطيل دور هذه المؤسسة الأممية والبحث عن خيارات لـ "التخلص" من عبء اللاجئين و"الأونروا".

وأضاف: ما يجري من إستهداف منهجي لوكالة "الأونروا"، تارة بأن الوكالة أصبحت تشكّل عائق أمام السلام، أو أن الوكالة تدعم الإرهاب..، أو إقحام الوكالة في القضايا السياسية كما التهديد الأمريكي بوقف المساعدات المالية إن لم تعود السلطة الفلسطينية الى طاولة المفاوضات مع الكيان الاسرائيلي.. ليس له سوى تفسير واحد فقط وهو المزيد من الكشف عن حجم التواطؤ الأمريكي الصهيوني على قضية اللاجئين وحق العودة والمدخل الأساسي الآن هو محاولة إضعاف الوكالة وتجفيف منابع المساهمات المالية والتي بدأت مع اكبر مانح للوكالة الادارة الامريكية وليس من المستبعد أن تنضم دول مانحة أخرى يُمكن أن تتوافق مع الرؤية الصهيوأمريكية لمستقبل الوكالة.

كوردوني واللجان

بموازاة هذه المخاوف، تكثفت اللقاءات من اجل رسم "خارطة طريق" فلسطينية مع ادارة "الاونروا" من اجل مواجهة اي ضغوط لانهاء عملها، تقوم على تبني شعار "نختلف مع الوكالة.. لا عليها"، والفصل بين الدفاع عن "الاونروا" كشاهد على النكبة واللجوء، اي نحن واياها في خندق واحد في مواجهة مؤامرة انهاء عملها وشطب قضية اللاجئين، وعدم الانجرار الى مواجهة معها والحفاظ على المؤسسة وموظفيها، وتاليا التمسك بها بالرغم من التقليص التي حصلت ومواصلة النضال من اجل تحسين خدماتها وزيادة تقديماتها وضرورة القيام بمبادرات ومواقف فلسطينية عملية أولاً، ثم بتحريك قضية الأونروا عربياً وإسلامياً ودولياً ابتداء من مجلس الجامعة العربية مروراً بمنظمة التعاون الإسلامي، وصولاً إلى الجمعية العامة ذات المسؤولية الأولى من الناحية الرسمية على "الأونروا" والمطالبة بتأمين موازنة دائمة لها، ورفض تغيير قرار الجمعية العامة الذي شكلها وحدد اختصاصها، وميزها عن كل حالة لاجئين أخرى".

وهذه "الخارطة" كانت محور اساسي في اللقاء الذي جمع وفد من "اللجان الشعبية" لـ "تحالف القوى الفلسطينية" و"القوى الاسلامية" و"انصار الله"، مع مدير عام "الانروا" في لبنان كلاوديو كوردوني بحضور نائب المدير غوين لويس ومدير قسم الصحة في لبنان الدكتور عبد الحكيم شناعة ورئيس منطقة صيدا الدكتور ابراهيم الخطيب.

وبحث وفد اللجان الشعبية بعض الامور المتعلقة بالملف الصحي والاستشفاء وادوية الأمراض المستعصية وغسيل الكلى، حيث اوضح الدكتور شناعة، انه يتابع تطبيق الملف الاستشفائي مع المستشفيات بدقة والتدقيق على الفاتورة الاستشفائية وكذلك الأدوية وكل خلل تتم متابعته وحله، شارحا الالية الجديدة لصرف أدوية الأمراض المستعصية كالسرطان والتي ستكون اكثر سهولة من السابق.

وجرى مناقشة قضايا حالات العسر الشديد المجمدة والتي لم يتم البت بها فأوضح المدير العام كوردوني أن "الاونروا" مهتمة بإنجاز هذا الملف بالرغم من العجز المالي، وان الخدمات المقدمة من الاونروا ستستمر كالمعتاد مع الاستمرار في السعي لإيجاد مانحين لتغطية العجز في الميزانية بعد توقف وتقليص التمويل المقدم من بعض الدول وخاصة أمريكاط، متناولا موضوع "حي الطيرة" والاحياء التي تضررت في الأحداث الاخيرة، مؤكدا "ان الإجراءات الإدارية قد انجزت وكذلك دراسة الكميات وقد تم تقديمها الى الجهات اللبنانية المختصة لاستصدار اذونات وتراخيص لادخال مواد البناء وسيتم البدء بأقرب وقت حيث ستتم زيارة الحي من قبل المدير العام برفقة المانحين اليابانيين".

وفيما أوضح الدكتور الخطيب انه تم تشكيل لجنة من "الاونروا" وجمعية "نبع" لتلقي الشكاوى والمظالم للمتضررين حيث ستقوم بإجراء الكشف وبمشاركة اللجان الشعبية، التي طالبت بدورها بسرعة البدء بترميم المنازل المتضررة لتتمكن العائلات في "حي الطيرة" وكافة الأحياء من العودة الى منازلهم وعودة الحياة الى طبيعتها.

وشدد عضو اللجان عدنان الرفاعي، ان تفعيل الرقابة على بعض اعمال "الاونروا" يساهم في تقديم خدمة أفضل بذات الكلفة، وخاصة فيما يتعلق بالطبابة والاستشفاء، وان تفعيل الرقابة على المستشفيات وعلى الادوية التي تصرف للمريض مدخل اساسي في هذا الاتجاه.

لجان عين الحلوة

بالمقابل، عقدت "اللجنة الشعبية" لفصائل "منظمة التحرير الفلسطينية" إجتماعا موسعا في مقرها بمخيم عين الحلوة بحضور أمين سر اللجان في منطقة صيدا الدكتور عبد الرحمن ابو صلاح وأمين سر اللجنة الشعبية لمخيم عين الحلوة ابو ربيع سرحان ومسؤولي لجان القواطع والتجمعات الفلسطينية ومدير خدمات "الاونروا" عبد الناصر السعدي، حيث استعرض المشاركون جملة من القضايا ذات الصلة بـمشروع الإعمار وترميم تداعيات النزاعات الأخيرة التي طالت البيوت في بعض أحياء عين الحلوة وخاصة في حيي "الطيرة والصحون" والأضرار التي طالت المحلات التجارية جراء ذلك.

وتطرق الحضور لجملة من التفاصيل ذات العلاقة بآليات تنفيذ المشروع، والجهات المخوّلة القيام بتنفيذ اعمال الترميم البسيطة، آليات وسبل أدخال مواد الإعمار من خارج المخيم رفع المظلومية التي لحقت ببعض المتضررين كحيي "السميرية والصحون" وآلية رفع طلبات المظلومية لهذه الفئة وسـواهم أجندة "الاونروا" الخاصة بالترميم الإعتيادي للبيوت الآيلة للسقوط.

بينما أكد مدير خدمات الاونروا السعدي، أن اللجنة الشعبية هي بوابة الاونروا للتعرف والوقوف على قضايا وحاجات اهالي المخيم، ومن الضروري الإرتقاء بمستويات التواصل والتعاون المشترك ولما فيه خدمة الصالح العام، وأن المرحلة القادمة من العمل ستجري استناداً للشفافية والنزاهة وابواب الاونـروا مفتوحة لتلقي الملاحظات والإستفسارات والإقتراحات البناءة"، مشيرا الى قرب بـدء تنفيذ مشروع الإعمار والترميم في المخيم.

حزب الله والطيرة

وامتدادا، زار وفد من لجنة "حي الطيرة" بمخيم عين الحلوة، مسؤول منطقة صيدا في "حزب الله" الشيخ زيد ضاهر، حيث عرض له الوضع الإجتماعي لسكان الحي الذين تهجروا منذ عشرة أشهر، مطالبا الإسراع بصرف المساعدات التي تبنتها الأونروا للبدء بعملية الإعمار والترميم بالإضافة إلى تسهيل دخول مواد البناء لهذه الغاية، بينما شدد الشيخ ضاهر على ضرورة عودة الأهالي إلى منازلهم قبل حلول شهر رمضان المبارك وعدم التراخي في هذا الملف الإجتماعي الحساس وضرورة التنسيق بين الفصائل الفلسطينية والأجهزة الأمنية اللبنانية للبدء بعملية الإعمار.

المصدر: البلد | محمد دهشة