القائمة

مواقع التواصل الأجتماعي

هنية في اجتماع الأمناء العامين: لدينا الكثير من أوراق القوة وشعبنا يصنع المعادلات


الجمعة، 04 أيلول، 2020

قال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية "دخلنا مرحلة من الحوار الجاد، ونقلنا الحالة الفلسطينية من الجمود إلى استشراف طبيعة التهديد الاستراتيجي". كلام هنية جاء خلال كلمة له في اجتماع الأمناء العامين للفصائل الفلسطينية الذي عُقد بالتزامن في رام الله وبيروت يوم الخميس 3/9/2020.

أضاف هنية إن القضية الفلسطينية تمر بمرحلة خطيرة عبر ثلاثي يتحرك اليوم على الأرض الفلسطينية محاولاً ضرب التاريخ والجغرافية، متمثلاً بـ"صفقة القرن"، وخطة الضمّ، والتطبيع الذي يقوم به بعض العرب، مشدداً على أن هذه الصفقة والخطط والمشاريع المتولدة منها، تهدف إلى تحقيق عدة أهداف خطيرة أولها تصفية القضية الفلسطينية بضرب ركائزها.

وتابع قائلاً "يحاولون ضرب القدس عبر إعلانها عاصمة مزعومة للاحتلال، وضرب حقّ العودة واعتبار قضية اللاجئين خارج التداول السياسي والمفاوضات، وضرب الأرض عبر صفقة القرن".

ولفت هنية النظر إلى أن الهدف الثاني هو العمل على إنشاء تحالف إقليمي يُمكّن الكيان الصهيوني من التغلغل في المنطقة العربية، وأن "الهدف الثالث هو إعادة ترتيب منظومة الأعداء والحلفاء، بحيث تصبح "إسرائيل" جارة وصديقة وحليفة وترفع أعلامها، أما المقاومة والفصائل الفلسطينية فينظر لها على أنها عدوة".

وشدد هنية على القدرة على بناء المعادلات وأنه "لا يستطيع أحد أن يبني المعادلات علينا، لأن شعبنا هو من يفعل ذلك، وإلى جانبه دول المقاومة والممانعة التي تشكل الإسناد لقضيتنا"، مثمناً دور الرئيس عباس في عقد هذا الاجتماع.

وقال هنية "نحن أمام منعطف تاريخي، يمثل لحظة الحقيقة فيما يتعلق بواقعنا الفلسطيني، ونحن كحركة لنا رؤيتنا واستراتيجيتنا، نتمسك من خلالها بعدم الاعتراف بإسرائيل، وعدم التنازل عن الأرض... "إسرائيل" عدو، وليست حليفة أو صديقة للمنطقة، وخيارنا يتمثل بالمقاومة الشاملة عبر تراكم القوة في غزة التي استطاعت أن تبني نظرية ردع للعدو".

وأكد هنية على أننا "لسنا ضعفاء ونستطيع أن نتحرك في إطار خطة شاملة في ثلاثة مسارات مهمة".

واعتبر أن المسار الأول "هو ترتيب البيت الفلسطيني، واستعادة الوحدة الوطنية، وإنهاء الانقسام، على كل الأسس التي اتفقنا عليها، وبناء موقف فلسطيني موحد لأنه هو الركن الأساس في مواجهة مشاريع الاحتلال. وهذا المسار يتطلب الاتفاق على برنامج سياسي موحد، ينهي العلاقة مع أوسلو، ويفتح عهداً فلسطينياً جدياً، كما يتطلب الاتفاق على استراتيجية نضالية كفاحية، وإعادة بناء وتطوير وتفعيل منظمة التحرير الفلسطينية حتى تضمّ الجميع"

أما المسار الثاني فهو "المقاومة بكل أشكالها وألوانها، بدءاً من المقاومة الشعبية، والمقاومة الحقوقية، والمقاومة الإعلامية، والمقاومة السياسية، وفي مقدمتها المقاومة العسكرية".

المسار الثالث، وفق هنية "هو ترتيب علاقاتنا بمحيطنا بل العمل على بناء كتلة صلبة تتصدى لمخططات الاحتلال الإسرائيلي".

وعن آليات تنفيذ ذلك، دعا هنية إلى تشكيل "لجنة للبحث في تطوير مقاومتنا الشعبية وأدواتنا الكفاحية في الداخل والخارج، وخاصة في الضفة الغربية، وتضع التصور للاستراتيجية النضالية الكفاحية".

كذلك تشكيل "لجنة ثانية لتفعيل وتطوير منظمة التحرير الفلسطينية لتؤمن مشاركة الكل الفلسطيني".

أما اللجنة الثالثة "فممكن أن تكون ابتدائية بين فتح وحماس لتبحث كيفية إنهاء الانقسام الفلسطيني، تنضم لها لاحقاً باقي الفصائل".

ودعا هنية إلى وضع ثلاثة ضوابط لذلك هي "أن يكون لها جدول زمني محدد، والشراكة، والمرجعية لهذه اللجان". وشدد على أن الشعب الفلسطيني يملك "أوراق قوة كثيرة؛ من شعب صامد، ومقاومة متطورة، وأمة داعمة".

وأشاد هنية بصمود اللاجئين الفلسطينيين، بشكل عام، وشدد على أن "مخيماتنا في لبنان هي قلاع الصمود، ومفتاح العودة، وستظلّ عامل الاستقرار والوحدة، وليست صندوق بريد لأحد".

وفي رسالة وجهها للأسرى شدد هنية على أن "مقاومتنا التي تمكنت من تحريركم بكل الوسائل سابقا تجدد العهد بتحريركم من قيدكم".

وفي ختام كلمته، شدد هنية على أنه لا دولة في غزة، ولا دولة من دون غزة، مشيراً إلى أنه "عُرضت علينا مشاريع كثيرة لفصل القطاع عن الضفة الغربية، لكن شُلت أيماننا إذا وقّعنا، أو قبِلنا، بنزع غزة من محيطها الفلسطيني".