الإثنين، 04 شباط، 2013

يلتقون كل صباح في مكان قريب من منازلهم، وجدوا فيه من يرعاهم ويواسي جراحهم، يتبادلون الأحاديث فيما بينهم مستعيدين عبق الماضي الجميل وطيفه الأليم. في مخيم برج البراجنة (بيروت) يجتمع عشرات من شيوخ المخيم في مركز دار الشيخوخة، يقضون فيه ساعات النهار الأولى للترويح عن أنفسهم. أبو محمد وأبو علا وأبو سمير ضاق الماضي بهم وضاقت عليهم أحوالهم التي وصلوا إليها، فلجأوا الى الدار علّهم يأنسون ببعضهم.

حالما تدخل صالة جلوسهم يرسلون بِشرهم وسرورهم من خلال التحية وابتسامات تعكس ارتياحهم بهذا المكان. تجد تاريخ فلسطين مرسوماً على جباههم وتنطق وجهوهم بما تصمت عنه ألسنتهم. ابتدرتنا الحاجة عائشة خليل (سبلان) بالسؤال لأية قرية ننتمي في فلسطين وهي تحاول أن تجد خيط حديث لتفتح حواراً معنا وتخبرنا عن نفسها وعن عائلتها.

كان ذلك خلال زيارة قامت بها مؤسسة "هوية" إلى دار الشيخوخة يوم الجمعة 1/2/2013، حيث زار وفد من المشروع الوطني للحفاظ على جذور العائلة الفلسطينية "هوية" مركز دار الشيخوخة في بيروت تقديرا لجهودهم في رعاية كبار السن وتسهيلهم مهام المؤسسة في التوثيق مع رواد الدار ممن وولدوا في فلسطين وشهدوا نكبتها. وقدم مندوب "هوية" درع شكر خاص للإدارة وصوراً الى كبار السن الذين جرى التسجيل معهم بالاضافة الى نسخة عن شريط الفيديو.

من جهتها، رحبت السيدة سحر سرحان مسؤولة الدار بوفد "هوية" مقترحة تطوير التعاون فيما بين المؤسستين لإيجاد آليات جديدة من أجل تسجيل التاريخ الشفوي والتصوير مع أكبر عدد من كبار السن. وترى سرحان أن المسؤولية مشتركة وتقع على عاتق الجميع مبدية استعدادها تقديم التسهيلات والمساعدة في الوصول اليهم.

وكانت "هوية" قد قامت بزيارات متعددة الى دار الشيخوخة لمركزيه في يروت ومخيم نهر البارد، وسجلوا أكثر من عشرين مقابلة مع الشيوخ الذين ترعاهم الدار وأخذوا شجرات عائلتهم. ولاحقاً قامت المؤسسة بتفريغ هذه المقابلات وإدارجها على الموقع الإلكتروني (howiyya.com) نصاً وصوتاً وصورة، كل بحسب عائلته وقريته.