هويدي: عدم توفير الحقوق الاقتصادية
والاجتماعية للاجئين الفلسطينيين في لبنان دفعتهم للهجرة

الأربعاء، 09 كانون الثاني، 2019
قال الباحث الفلسطيني علي هويدي، إن "الأسباب
والدوافع التي دعت اللاجئين الفلسطينيين للهجرة من لبنان، تعود إلى عدم توفير الحقوق
الاقتصادية والاجتماعية من الدولة المضيفة لبنان المتمثلة بشكل رئيسي بالحق في العمل
والتملك والاستشفاء والتعليم، بالإضافة إلى تراجع خدمات وكالة الأونروا، وكلها عوامل
ساهمت وإلى حد كبير في تفاقم الأوضاع الإنسانية”.
وأضاف: "هذا ما دفع العائلة الفلسطينية
للبحث عن الأمان الاجتماعي والاستقرار وتحسين الأوضاع الإنسانية في دول الهجرة”.
وقال هويدي: "كما أن الأوضاع الأمنية غير
المستقرة في المخيمات دفعت الكثير من هذه العائلات للبحث عن منفذ آخر للحياة، فالوضع
الأمني ينفجر بين فترة وأخرى وخصوصًا في مخيم عين الحلوة أكبر المخيمات الفلسطينية
في لبنان”.
ونبه هويدي إلى أن فقدان الثقة بالقوى السياسية
الفلسطينية ومقدرتها على توفير الحماية والحقوق الأساسية من قبل الدول المضيفة كان
سببًا آخر يدعوهم للتوجه نحو الهجرة.
وأوضح أنه بالإضافة إلى منع اللاجئ الفلسطيني
من حقه في التملك ابتداء من آذار/مارس 2001، فإنه كذلك يمنع عليه إدخال مواد البناء
والترميم منذ العام 1997، إلا بعد الحصول على إذن من الجيش اللبناني الذي لا يسمح بإدخال
جميع المواد المطلوبة، وبالتالي بات اللاجئ الفلسطيني ممنوعًا من التملك خارج المخيم
ومن البناء داخل المخيم.
وتابع قائلًا: "عدا عن أنه يمنع على اللاجئ
أن يتمدد في العمران إلى خارج حدود المخيم المتفق عليها بين الدولة اللبنانية ووكالة
الأونروا، مما سبب حالة اكتظاظ سكاني شديدة، حيث زادت نسبة اللاجئين فيه أكثر من
500 % منذ العام 1948 حتى الآن”.
وأضاف هويدي أن "اللاجئ الفلسطيني يتعرض
إلى عنصرية بغيضة يمارسها بعض الساسة اللبنانيين والنظر إلى المخيمات من النظرة الأمنية
فقط”، على حد قوله.
وقال: "هذا بالإضافة إلى أنه حتى الآن،
يتم تصنيف اللاجئ الفلسطيني في لبنان على أنه أجنبي، ولا يعامل معاملة بقية الأجانب
في لبنان بحجة التوطين، إذ باستطاعة أي أجنبي أن يتملك عقارًا في لبنان بخلاف اللاجئ
الفلسطيني”.