وزارة الصحة "تهجّر" 30 فلسطينيّاً مريضاً
بالكلى؟

الثلاثاء، 24 كانون الثاني، 2017
أحمد ياسين، مريض بالفشل الكلوي. يذهب ثلاث مرات
أسبوعياً من مخيم البداوي إلى مستشفى السيدة في زغرتا، بهدف غسيل الكلى. أبلغته إدارة
المستشفى بعدم تمكنها من استقباله مجدداً بسبب عدم ورود كتاب من وزارة الصحة اللبنانية
يعلمها بتجديد علاج نحو 30 مريضاً فلسطينياً من سكان شمال لبنان، مصابين بالفشل الكلوي.
نفي وزير الصحة غسان حاصباني للخبر المذكور لم يبدّد شكوك ياسين وقلقه.
بعد أحداث مخيم نهر البارد، بين الجيش اللبناني و"فتح
الإسلام"، في العام 2007، تكفّلت وكالة الأونروا بعلاج المرضى الفلسطينيين بالفشل
الكلوي في المستشفيات الخاصة، وذلك حصراً بالذين يقطنون شمال لبنان. لكن في بداية العام
الماضي، أعلنت الوكالة خطة الطوارئ، وكان من ضمنها التوقف عن تغطية نفقات علاج هؤلاء
المرضى. وبعد تدخّل من رئيس مجلس النواب نبيه بري التزمت وزارة الصحة اللبنانية تغطية
النفقات.
أحمد ياسين، أصيب بالمرض منذ العام 2011، ولم يكن
قد أكمل عامه الثامن والعشرين، وهو يشكو، في حديث إلى "المدن"، من مصاريف
عديدة لا يحتملها، منها المواصلات إلى زغرتا، ثلاث مرات أسبوعياً، إضافة إلى الأدوية،
وكذلك توقفه عن العمل، وهو معيل لأسرة تتكون من ثلاثة أفراد.
يُحذّر الدكتور رياض العينين، مدير مستشفى الهمشري،
الواقع في مدينة صيدا، والتابع للهلال الأحمر الفلسطيني، من عدم استعداد قسم غسيل الكلى
في المستشفى لاستقبال 30 مريضاً آخرين. فقسم غسيل الكلى يستقبل 83 مريضاً فلسطينياً
من بيروت والجنوب والبقاع ثلاث مرات أسبوعياً، "وبالكاد تكفي التجهيزات"،
يقول لـ"المدن".
هذا القسم الذي أُنشئ في العام 1996 على نفقة حسين
الطبري، "لا يستطيع أن يحتمل استقبال مرضى إضافيين، ولهذا عملنا منذ سنوات على
إنشاء مستشفى فلسطيني في شمال لبنان خاص بغسيل الكلى"، وفق العينين. هذا المستشفى
الذي من المتوقع أن يُفتتح بعد أشهر، مشكلته الأساسية أنه لا يستطيع أن يعمل بطاقته
الكاملة إلا بعد أشهر أخرى من افتتاحه.
وزير الصحة غسان الحاصباني عاد وأكد أنه "لا
توقّف عن تغطية غسيل الكلى للمرضى الفلسطينيين، وهذه حالات إنسانية لا يمكن أن نوقفها"،
مشيراً إلى أن "التغطية الصحية لمن هم فوق الـ64 بحاجة إلى إطار صحيح، وإطار تنفيذ
سليم ولتمويل كافٍ. وكانت للموضوع دراسة لكنها كانت مبنية على أرقام موجودة ولم يؤخذ
بالاعتبار المدى البعيد، لكننا لن نتوقف عن التغطية". إن كان للقضية وجه إنساني،
هو الأساس، فإن مصادر فلسطينية تتخوّف من الانعكاس السلبي لقرار منع التغطية، إن أُقر،
على حوار منتظر بين القوات اللبنانية وجهات فلسطينية.
المصدر: أحمد الحاج علي - المدن