
الثلاثاء، 06 أيار، 2025
شهدت مدرسة القسطل التابعة لوكالة الأمم المتحدة لإغاثة
وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا" في مخيم الجليل بالبقاع
اللبناني، اليوم الاثنين، وقفة احتجاجية حاشدة شارك فيها الأهالي والطلاب. جاءت
هذه الوقفة تعبيراً عن رفضهم القاطع لقرار الوكالة بدمج صفوف الثاني الابتدائي
والسابع الإعدادي والعاشر الثانوي، بالإضافة إلى إجراء تغييرات في الكادر التعليمي
خلال الفصل الدراسي الأخير.
وقد عبّر المحتجون عن قلقهم البالغ إزاء هذه القرارات،
مؤكدين أنها تهدد بشكل مباشر مصلحة الطلاب وتقوض جودة التعليم في المدرسة. وأشاروا
إلى أن قرار دمج الطلاب في صفوف مكتظة، حيث قد يتجاوز عدد الطلاب في الفصل الواحد
الخمسين، سيؤدي حتماً إلى ضعف التركيز وصعوبة إدارة الصف وتراجع المستوى
الأكاديمي.
وخلال الوقفة، ألقت الطالبة ابتسام مصلح كلمة مؤثرة باسم
الطلاب، وصفت فيها الاكتظاظ بأنه لم يعد مجرد تحدٍ عابر، بل أصبح عائقاً حقيقياً
أمام حصولهم على تعليم جيد. وتساءلت عن إمكانية بناء مستقبل الأجيال في بيئة
تعليمية غير ملائمة.
وطالبت مصلح وكالة "الأونروا" باتخاذ خطوات
جادة وعاجلة لمعالجة هذه القضية، وعلى رأسها إنشاء صفوف إضافية، وتوظيف معلمين
جدد، واعتماد أساليب تعليم حديثة، بالإضافة إلى التعاون مع الجهات الدولية لدعم
القطاع التعليمي في المخيم.
من جانبه، أعرب أمين سر اللجان الشعبية في مخيم الجليل،
خالد عثمان، عن قلقه الشديد إزاء هذه الخطوة، مؤكداً أنها تشكل خطراً حقيقياً على
استقرار العملية التعليمية وتزيد من معاناة الطلاب الفلسطينيين في لبنان. وشدد على
الرفض التام من قبل أهالي المخيم لقرار دمج الصفوف، لأنه يتعارض بشكل صريح مع حق
الطالب في بيئة تعليمية سليمة. وحمّل عثمان وكالة "الأونروا" المسؤولية
الكاملة عن أي نتائج سلبية قد تترتب على هذا القرار، مطالباً إياها بالتراجع
الفوري عنه.
كما دعا عثمان المجتمع الدولي إلى تحمل مسؤولياته تجاه
اللاجئين الفلسطينيين ودعم حقهم الأساسي في التعليم، خاصة في ظل الظروف الاقتصادية
الصعبة التي يواجهونها في لبنان والتي تجعل تأمين الاحتياجات التعليمية أمراً بالغ
الصعوبة.
يُذكر أن الاكتظاظ في الصفوف الدراسية يعتبر من أبرز
التحديات التي تواجه طلاب "الأونروا" في لبنان، ويخشى الأهالي والطلاب
من أن يؤدي استمرار هذه الأزمة إلى تقويض الجهود التي يبذلها الطلاب لتحقيق نتائج
متميزة رغم كل الصعاب.