القائمة

مواقع التواصل الأجتماعي

الافتتاحية

استفتاء فلسطينيي لبنان على المقاومة

الافتتاحية

استفتاء فلسطينيي لبنان على المقاومة

ياسـر عـلي / رئيس التحرير

11، أيلول (سبتمبر)، 2014

لم يحظَ فلسطينيو لبنان من قبل بأية فرصة للاستفتاء والانتخابات النزيهة على مستوى الشرائح كافة. وبقيت الانتخابات مقتصرة على شرائح محددة مثل موظفي الأونروا فقط، فكثرت الاستطلاعات والإحصاءات الخاصة والمدعومة، لتوجيه الرأي العام في المجتمع الفلسطيني في لبنان.

ولأن منطق الانتخابات غائب عن الساحة الفلسطينية في لبنان، فإن فرصة الاستفتاءات تأخذ شكلاً وطريقاً آخر.

في مهرجان انتصار غزة بعنوان "شعب يصنع نصره" في مدينة صيدا مساء الأحد الماضي، كان كل شيء يدل على مبايعة المقاومة، وفي كل التفاصيل ظهرت شعبيتها، فكانت المفاجأة الإيجابية الأولى هي الحشود التي تدفقت إلى أرض الملعب البلدي في صيدا، في أضخم حشد في احتفالات هذا الملعب، حيث بلغ عدد الحاضرين 15000 مشاهد، رغم تقطيع الطرقات في المحافظات اللبنانية بسبب الأحداث الأمنية.

كتب غيري عن البرنامج وإتقانه، والرسائل التي أرسلها المهرجان للأصدقاء والخصوم، لكن ما لا يمكن تجاوزه فعلاً هو تفاعل الجماهير بردات فعل تتناسب مع نوعية العمل، حيث انفجر بركان الحماس والصراخ والهتاف العالي على الجماهير عندما تحركت سيارة تحمل مجسمات الصواريخ متزامنة مع نزول شباب من أعلى خيمة الاستاد (ارتفاع يقارب ثمانية طوابق). فكانت بيعة واستفتاء على تسليح المقاومة وتدريبها..

وتفاعل الجمهور وارتفعت الهتافات عند الإعلان عن كلمة رئيس المكتب السياسي لحركة حماس خالد مشعل (أبو الوليد)، وران الصمت للاستماع إلى كلمته، فكانت استفتاء على نهج المقاومة وفكرها.

والتهبت المدرجات واهتزت مع الأناشيد المؤيدة للمقاومة، فكانت أناشيد فريق أمجاد لحركة حماس.. وتلتها أناشيد الفنان عبدالفتاح عوينات عن غزة والمقاومة وفلسطين.. واختتم المهرجان بلهيب الأناشيد من فريق الوعد للفن الإسلامي.. فكان تفاعل الجمهور وترديده للأناشيد التي يحفظها دليلاً على انسكاب فكرة المقاومة في وجدانهم من خلال ذائقتهم الفنية.

باختصار، كان المهرجان بكل تفاصيله استفتاءً، بالمكان والزمان والظروف، بالحشود والفرق والمنظمين، بالبرنامج والكلمات والمضامين.. وليس أيّ استفتاء، إنه استفتاء على المقاومة وعلى الشهادة وعلى تأكيد الانتصار.. الانتصار الكبير.