القائمة

مواقع التواصل الأجتماعي

الافتتاحية

فلسطين تنتفض وبالتكامل تنتصر

الافتتاحية

فلسطين تنتفض وبالتكامل تنتصر

ياسر علي/ رئيس تحرير لاجئ نت
04، تموز، 2014

شهد الشهر الماضي تطوراتٍ متسارعة، بدأت بفقدان ثلاثة مستوطنين إسرائيليين في منطقة الخليل، وتبعه إجراءات تعسفية للعدو ضد المنطقة وسكانها، تضمنّت المداهمات والاعتقالات والقتل والتعذيب وهدم البيوت وغيرها..

إجراءات اقتضت ردّة فعل من المواطنين، فنزلوا إلى مواجهات الشارع من جديد.

كان العدو بحاجة إلى روايةٍ سريعة يُجْلي بها الغموض المسيطر على إعلامِه، وعدوانٍ يرضي من يصدّق الرواية، فأطلق اتهاماته ضد حركة حماس، وبدأ باعتداءاته على غزة. المقاومة في غزة ردّت على الاعتداءات، فتصاعدت الردود.. غير أن الذي لم يحسب العدو حسابه هو أن تنتفض الضفة، وهو ما لم يحصل في الحروب التي اندلعت بعد الانتفاضة الثانية.

جرائمُ العدو في الخليل، وقتلُ فتى القدس محمد أبو خضير، أجّجت المشاعر في الضفة والقدس، واندلعت المواجهات ونجحت في استمرارها، وبدأت تاخذ شكل انتفاضة في الضفة. واستطاع أصدقاء وجيران عائلة الشهيد وأبناء منطقة شعفاط أن يسيطروا على مناطق واسعة بالتظاهرات التي تراجعت أمامها قوات الاحتلال.

مشاهد المسيرات واندلاع المواجهات، وخروج الفتيان من المنازل إلى الطرقات، وعودة الحجارة والمولوتوف والكرّ والفرّ.. أعادوا الذاكرة إلى الانتفاضة الأولى في القدس والضفة.

هي معادلة رباعية.. تقوم على أربعة عوامل، تُحقق توازن الرعب والردع للعدو.. وهي: الانتفاضة الشعبية في الضفة الغربية، والقوة العسكرية في غزة، وتضامن الشتات الفلسطيني.. والتضامن العربي والإسلامي والدولي.. وهو بُعد مشكوك فيه نسبياً بعد ما جرى من تطورات في المنطقة.

الفلسطيني الذي يملك ثلاثة من هذه العوامل الأربعة، قادر على الإمساك بالمعادلة المطلوبة.. هذه المعادلة التي أجبرت الكيان الصهيوني على التراجع أمام صواريخ غزة، وطلب الهدنة.. وهو ما دعاه إلى الانسحاب من معظم المناطق التي احتلها في الضفة.. وهو ما دعاه إلى مفاوضة عائلة الفتى الشهيد أبو خضير ليضمنوا الحفاظ على الأمن في حي شعفاط والقدس..

سياق الأحداث – إذا أحسنّا استثماره- يشير إلى إمكانية وفرصة لاستعادة الشعب الفلسطيني لزمام قضيته..

فهل يشعل شعبنا هذه المرّة انتفاضة ثالثة؟ أو على الأقل، هل يمكنه أن ينجح في تحقيق مكتسبات فشلت السلطة أو أفشلت تحقيقها عن قصد؟!