القائمة

مواقع التواصل الأجتماعي

تقارير إخبارية

77 عاما على النكبة.. نزوح وتهجير ما يقارب مليوني فلسطيني من غزة


الثلاثاء، 13 أيار، 2025

ذكر تقرير فلسطيني رسمي، امس الإثنين، أن ما يقرب من مليونَيْ فلسطيني داخل القطاع نزوح وهجروا قسرا بعيدًا عن أماكن سكناهم من قبل الاحتلال.

وأوضح التقرير الصادر عن الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني بمناسبة الذكري الـ77 للنكبة الفلسطينية والذي يصادف الخامس عشر من مايو/ أيار من كل عام، أن سكان قطاع غزة أُجبروا مرارًا وتكرارًا على الفرار من منازلهم تحت وطأة الإكراه، وفقدوا منازلهم وأصبحوا مشردين في الخيام وفي المدارس، محاصرين بين جدران الفقر والحرب، إذ تشير التقديرات الى نزوح نحو مليونَيْ فلسطيني من بيوتهم من أصل نحو 2.2 مليون فلسطيني كانوا يقيمون في القطاع عشية عدوان الاحتلال، ومع ذلك لم يسلموا من القصف.

الجوع والعطش يفتكان بقطاع غزة

ولفت التقرير، إلى أنه و منذ الثاني من شهر مارس/ آذار الماضي، أطبق الاحتلال حصاره من جديد على قطاع غزة، ما أدّى إلى تأثيرات بالغة، وجعلت أكثر من مليونَيْ فلسطيني في قطاع غزة في مواجهة خطر الموت جوعًا، بينهم أكثر من مليون طفل من مختلف الأعمار يعانون من الجوع اليومي.

وأشار تقرير الإحصاء، إلى أن نحو 57 طفلا استشهدوا بسبب الجوع، وأصيب نحو 65 ألف شخص بسوء تغذية حاد نقلوا إلى ما تبقى من المستشفيات والمراكز الطبية المدمرة في القطاع، كما أن هناك 335 ألف طفل دون سن الخامسة، يمثلون جميع أطفال غزة من هذه الفئة العمرية، على شفا الموت بسبب سوء التغذية الحاد الذي يواجهونه أمهاتهم.

كما لا يحصل نحو 92% من الرضع بين 6 أشهر وسنتين بالإضافة الى امهاتهم أمهاتهم على الحد الأدنى من احتياجاتهم الغذائية الأساسية، ما يعرضهم لمخاطر صحية جسيمة ستلازمهم طيلة حياتهم.

وجراء الأضرار الكبيرة التي تكبدها قطاع المياه والصرف الصحي، ذكر تقرير الإحصاء الفلسطيني، أن معدلات التزوّد بالمياه تراجعت لما معدله 3 إلى 5 لترات للفرد في اليوم، حيث تتباين، بشكل كبير، حسب الموقع الجغرافي، نتيجة الدمار الحاصل في البنية التحتية، وعمليات النزوح المستمرة.

وتعد هذه النسبة أقل من الحد الأدنى المطلوب للبقاء على قيد الحياة في حالات الطوارئ وفقًا لمؤشرات منظمة الصحة العالمية، والمقدرة بـ15 لترًا للفرد في اليوم، ويعود ذلك، أساسًا، إلى الأضرار التي لحقت بالبنية التحتية، وانقطاع التيار الكهربائي التام واللازم لضخ المياه من الآبار، وتشغيل المرافق المائية ذات العلاقة من خزانات ومحطات للضخ، والقيود المفروضة على توفير الوقود والمواد اللازمين لتشغيلها.

وحدات سكنية غير صالحة للسكن

ومنذ عدوان الاحتلال على قطاع غزة في السابع من أكتوبر/ تشرين الأول 2023، قام الاحتلال بتدمير أكثر من 68900 مبنى، وتضرر، بشكل كبير، حوالي 110 آلاف مبنى، فيما تقدر أعداد الوحدات السكنية التي تم تدميرها، بشكل كلي أو جزئي بما يزيد على 330 ألف وحدة سكنية، وتشكل في مجموعها أكثر من 70% من الوحدات السكنية في قطاع غزة، إضافة إلى تدمير المدارس والجامعات والمستشفيات والمساجد والكنائس والمقرات الحكومية، وآلاف المنشآت الاقتصادية، وتدمير كل مناحي البنى التحتية من شوارع وخطوط مياه وكهرباء وخطوط الصرف الصحي، وتدمير الأراضي الزراعية، ليجعل من قطاع غزة مكاناً غير قابل للعيش.

أما في الضفة الغربية، فقد قام الاحتلال بداية العام الحالي وحتى نهاية شهر مارس/ آذار بهدم وتدمير ما يزيد على 651 مبنى بشكل كلي أو جزئي، إضافة إلى إصدار مئات أوامر الهدم لمنشآت فلسطينية بحجة عدم الترخيص، كما تقوم سلطات الاحتلال بهدم عشرات المباني في المخيمات الفلسطينية، وتهجير عشرات الآلاف من ساكنيها ضمن سياستها في تهجير الشعب الفلسطيني

توسع استعماري

وبلغ عدد المواقع الاستعمارية والقواعد العسكرية الإسرائيلية، وفق تقرير الإحصاء الفلسطيني، في نهاية العام 2024 في الضفة الغربية 551 موقعًا، تتوزع بواقع 151 مستعمرة، و256 بؤرة استعمارية، منها 29 بؤرة مأهولة تم اعتبارها أحياءً تابعةً لمستعمرات قائمة، و144 موقعاً مصنفاً أخرى، وتشمل مناطق صناعية وسياحية وخدمية ومعسكرات لجيش الاحتلال.

مصادرة مستمرة للأراضي

ولا يزال الاحتلال يفرض سيطرته على المزيد من أراضي الفلسطينيين في الضفة الغربية، تحت ذرائع ومسميات مختلفة، حيث صادر خلال العام 2024 أكثر من 46000 دونم.

وتشير البيانات إلى أنه خلال العام 2024، تم إصدار 35 أمرًا بوضع اليد على حوالي 1073 دونمًا، و5 أوامر استملاك لحوالي 803 دونمات، و9 أوامر إعلان أراضي دولة لحوالي 24597 دونمًا، إضافة إلى 6 أوامر تعديل حدود محميات طبيعية.

كما صادر الاحتلال من خلالها حوالي 20000 دونم، وذلك ضمن السياسة الممنهجة والمستمرة للسيطرة على أراضي الفلسطينيين كافة، وحرمانهم من استغلال مواردهم الطبيعية ضمن سياسة الضم التي تتبعها سلطات الاحتلال الإسرائيلي لأراضي الضفة الغربية.

أكثر من 16 ألف اعتداء

ونفذت سلطات الاحتلال والمستوطنون، تحت حماية جيش الاحتلال، 16612 اعتداءً بحق المواطنين الفلسطينيين وممتلكاتهم خلال العام 2024.

وتوزعت هذه الاعتداءات بواقع 4538 اعتداءً على الممتلكات والأماكن الدينية، و774 اعتداء على الأراضي والثروات الطبيعية، و11330 اعتداءً على الأفراد.

كما تسببت هذه الاعتداءات باقتلاع وتضرر وتجريف أكثر من 14212 شجرة، منها 10459 شجرة زيتون.

وخلال الشهور الثلاثة الأولى من العام الحالي، تم توثيق أكثر من 5470 اعتداء من قبل سلطات الاحتلال والمستوطنين على المواطنين والممتلكات والأماكن الدينية، هذا إضافة إلى الإجراءات التعسفية التي تقوم بها سلطات الاحتلال من نشر الحواجز والبوابات على مداخل معظم التجمعات الفلسطينية التي بلغ عددها نحو 900 حاجز، ما يعيق حركة المواطنين وتنقلاتهم بين التجمعات والمدن الفلسطينية.

أكثر من 154 ألف استشهدوا

وبلغ عدد الشهداء الفلسطينيين والعرب منذ النكبة العام 1948 وحتى اليوم (داخل فلسطين وخارجها) أكثر من 154 ألف شهيد، فبلغ عدد الشهداء منذ بداية انتفاضة الأقصى العام 2000 وحتى 08/05/2025 حوالي 64500 شهيدًا، كما أن هناك ما يزيد على 52600 شهيد خلال العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة منذ السابع من أكتوبر/ تشرين الأول 2023 وحتى 08/05/2025 (يشكلون أكثر من 34% من مجموع الشهداء منذ النكبة)، منهم أكثر من 18 ألف طفل، وأكثر من 12 ألف امرأة، و211 صحفيًّا، فيما اعتبر أكثر من 11 ألف مواطن في عداد المفقودين، معظمهم من النساء والأطفال، إضافة إلى ما يزيد على 125 ألف جريح، وذلك وفقًا لسجلات وزارة الصحة الفلسطينية في قطاع غزة.

أما بخصوص الضفة الغربية، فقد استشهد فيها 964 شهيداً منذ بدء عدوان الاحتلال الإسرائيلي في السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023.

تطهير عرقي وسيطرة على الأرض

و شكلت أحداث نكبة فلسطين، وما تلاها من تهجير للسكان الفلسطينيين، مأساةً كبرى للشعب الفلسطيني، إذ جسّدت النكبة ولا تزال التطهير العرقي بأبشع صوره، نظراً لما صاحبها من طرد لشعب بأكمله، وإحلال جماعات وأفراد من شتى بقاع العالم مكانه، فقد تم تشريد 957 ألف فلسطيني من أصل 1.4 مليون فلسطيني كانوا يقيمون في نحو 1300 قرية ومدينة فلسطينية العام 1948، إلى الضفة الغربية وقطاع غزة والدول العربية المجاورة، فضلاً عن التهجير الداخلي للآلاف منهم داخل الأراضي التي أخضعت لسيطرة الاحتلال الإسرائيلي منذ العام 1948، حيث سيطر الاحتلال الإسرائيلي على 774 قريةً ومدينةً فلسطينية، منها 531 تم تدميرها بالكامل، فيما تم إخضاع ما تبقى من تجمعات فلسطينية إلى كيان الاحتلال وقوانينه، وصاحب عملية التطهير هذه اقتراف العصابات الصهيونية أكثر من 70 مجزرةً بحق الفلسطينيين، أدت إلى استشهاد ما يزيد على 15 ألف فلسطيني، هذا ولا يزال الاحتلال الإسرائيلي يمارس أبشع الجرائم بحق الشعب الفلسطيني التي تصاعدت بوتيرة أشد خلال العدوان الحالي على قطاع غزة والضفة الغربية منذ السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023.

تضاعف عدد الفلسطينيين نحو 10 مرات

و بلغ عدد السكان في فلسطين التاريخية العام 1914 نحو 690 ألف نسمة، شكلت نسبة اليهود منهم نحو 8% فقط، وفي العام 1948 بلغ عدد السكان أكثر من مليوني نسمة، منهم حوالي 31.5% يهودياً، إذ تدفق بين العامين 1932 و1939 أكبر عدد من المهاجرين اليهود الى فلسطين فبلغ عددهم 225 ألف يهودي، وتدفق على فلسطين بين العامين 1940 و1947 أكثر من 93 ألف يهودي، وبهذا تكون فلسطين قد استقبلت بين العامين 1932 و1947 ما يقرب من 318 ألف يهودي، ومنذ العام 1948 وحتى العام 2023 تدفق أكثر من 3.3 مليون يهودي.

وبالرغم من تهجير 957 ألف فلسطيني في العام 1948، وأكثر من 200 ألف فلسطيني بعد حرب يونيو/ حزيران 1967، فقد بلغ عدد سكان دولة فلسطين المقدر نحو 5.5 مليون فلسطيني منتصف العام 2025، (3.4 مليون في الضفة الغربية، و2.1 مليون في قطاع غزة [انخفض عددهم المقدر نتيجة للعدوان منذ اكتوبر 2023 بمقدار 10% عما كان مقدراً سابقاً للعام 2025].

وبناءً على التقديرات السكانية التي أعدها الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني، هناك 15.2 مليون فلسطيني في العالم منتصف العام 2025، أكثر من نصفهم يقيمون خارج فلسطين التاريخية (7.8 مليون؛ منهم 6.5 مليون في الدول العربية)، فيما يقيم نحو 7.4 مليون فلسطيني في فلسطين التاريخية، في المقابل هناك ايضا نحو 7.4 مليون يهودي وفق تقديرات دائرة الإحصاء المركزية الإسرائيلية، وبذلك يتساوى عدد الفلسطينيين والإسرائيليين في فلسطين التاريخية مع منتصف العام 2025.

52862 شهيدًا و119648 مصابًا في غزة

وفي أحدث إحصاء لها، أعلنت وزارة الصحة في غزة، اليوم الإثنين، ارتفاع حصيلة العدوان الإسرائيلي على القطاع منذ السابع من أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، إلى 52 ألفا و862 شهيدًا، غالبيتهم من النساء والأطفال، و119 ألفا و648 مصابًا.

وقالت الوزارة، في بيان، إن 33 شهيدًا و94 مصابًا وصلوا إلى مستشفيات القطاع خلال 24 ساعة.

وأشارت الوزارة إلى أنه لا يزال هناك عدد من الضحايا تحت الركام وفي الطرقات، يمنع الاحتلال طواقم الإسعاف والدفاع المدني من الوصول إليهم.

ونوهت الوزارة بأن حصيلة الشهداء والإصابات منذ استئناف العدوان الإسرائيلي في 18 مارس/ آذار 2025 بلغت 2749 شهيدًا و7607 مصابين.