القائمة

مواقع التواصل الأجتماعي

تقارير إخبارية

أوضاعهم من سيء إلى أسوأ لاجئو لبنان.. بين سندان قريب يتجهمهم ومطرقة عدو تملّك أمرهم!!

أوضاعهم من سيء إلى أسوأ لاجئو لبنان.. بين سندان قريب يتجهمهم ومطرقة عدو تملّك أمرهم!!

الثلاثاء، 19 تموز، 2011

في بيت ضيق قديم متآكل الجدران، سقفه مهترئ، مكون من غرفتين، تسكن عائلة اللاجئة الفلسطينية في لبنان سناء نصار(أم العبد) التي اقتطعت جزءا صغيرا من هاتين الغرفتين لعمل(بسطة) متواضعة، يبيع فيها زوجها المعاق حركيا بعض الحلوى للأطفال، علها تسد القليل من جوع ورمق العائلة المكونة من 8 أفراد.

لقمة مغمسة بالدم

وتقص (أم العبد) البالغة من العمر (40 عاما) لـ(الاستقلال) حكاية البؤس والقهر الذي تعيشه في مخيم "البداوي" للاجئين شمال لبنان، حيث الأزقة الضيقة والبيوت الآيلة للسقوط، والفقر المدقع، وتراجع الخدمات التي تقدمها الأونروا.

وبكلمات بسيطة وصفت (أم العبد) ضنك العيش، حيث حر الصيف الشديد ورطوبته القاتلة، وبرد الشتاء القارص، وزخات المطر المتساقط داخل بيت القرميد القديم، والفراش المتعفن الذي أكل عليه الزمان وشرب.. لا تدفئة..غلاء معيشة، وضائقة اقتصادية مميتة!!.وتضيف بغصة شديدة: أجبرت على أن أخدم في البيوت بحفنة من النقود، كي أطعم أولادي الصغار وأعلم بناتي الكبار، إضافة إلى مخاطرة عمل ابني الذي لم يتجاوز عمره 16 عاما في البناء خلال فترة إجازته المدرسية من أجل المساهمة في أعباء البيت"، مشيرة إلى أنها لا تتلقى أي مساعدات من أي جهة.

وعود كاذبة

ولم تكن اللاجئة دلال شحرور "أم عاطف" أحسن حالا من سابقتها على الرغم من أنها موظفة في الإرشاد الأسرى، حيث تعيش في بيت من القرميد مكون من غرفة ينام فيها أولادها الخمسة و(كريدور) تنام به وزوجها، ومطبخ وحمام!

وذكرت أنها غير قادرة على ترميم سقف البيت، لأن الحكومة اللبنانية تمنع دخول مواد البناء إلى المخيمات الفلسطينية إلا بترخيص مرتفع الثمن.

وتحدثت "أم عاطف" عن تراجع خدمات الأونروا، والدول المانحة، والتمييز العنصري للحكومة اللبنانية، حيث أنها تمنع اللاجئين الفلسطينيين من العلاج في مستشفياتها وتحرمهم من المنح الدراسية، والوظائف، ولا تضمن حقوق الموظفين، منتقدة "الأونروا" والدول المانحة لعدم مساعدتها في ترميم بيتها وتوسعته".وطابت اللاجئة الفلسطينية الجهات الفلسطينية المعنية في الداخل والخارج بالتواصل مع الحكومة اللبنانية من أجل ضمان حقوق اللاجئين الفلسطينيين سواء على الصعيد الصحي أو الاجتماعي أو المعيشي.

هيالأسوأ

من جهته، أكد المتخصص في شئون اللاجئين الفلسطينيين في لبنان معين مناع، أن معظم الإحصاءات والدراسات أجمعت على أن أوضاع اللاجئين الفلسطينيين في لبنان هي الأسوأ على المستوى المعيشي والتعليمي والصحي والاقتصادي والسكني...إلخ، وعزا ذلك إلى أن الدولة اللبنانية لا تعطي الفلسطينيين حق العمل الذي يعتاشون منه، حيث أن أكثر من 50% من اللاجئين يقل مستواهم المعيشي عن الحد الأدنى، إضافة إلى أن "الأونروا" لم تعد تعمل على إطلاق مشاريع بما يتناسب مع حجم احتياجات اللاجئين.

وقال مناع لـ"الاستقلال": هناك تراجع حاد في دور الأونروا منذ إنشاء السلطة الفلسطينية، وهي متجهة الآن لرفع يدها عن اللاجئين، حيث حولت الدول المانحة الدعم للسلطة على حساب اللاجئين".

تحذيرات

وحذر مناع من الخطورة الداهمة على مخيمات اللاجئين، التي هرمت بشكل مبكر ولم تعد على النحو الديموغرافي المناسب، مما ينذر باندثارها.

وأوضح أن هناك خطة مبرمجة لتذويب قضية اللاجئين، حيث أن النسيج الاجتماعي مهدد بالتلاشي كما حدث في مخيم نهر البارد وتل الزعتر، مضيفا: لا توجد مؤشرات جديدة على نوايا الأونروا لإعادة إعمار نهر البارد".وذكر منّاع أن الإدارات الأمريكية تسعى متعاقبة لإطلاق مشروع توطين اللاجئين وإنهاء حق العودة، محذرا من التسريبات التي تحدثت عن فتح ملف إعادة التوطين وموافقة السلطة الفلسطينية عليه.

واتهم السلطة والفصائل الفلسطينية بالقصور، لعدم اتفاقها على مرجعية موحدة وبرنامج لإنهاء معاناة اللاجئين، ولعدم تحركها الجدي نحو الحكومة اللبنانية لوضع حد لمعاناة اللاجئين.

تعاطي أمني

من ناحيته، حذر محمود حنفي، مسئول مؤسسة شاهد لحقوق الإنسان في لبنان، من الظروف المأساوية للاجئين الفلسطينيين وتآكل البنية الاجتماعية وتفشي الأمراض في المخيمات، وتراجع الرغبة في التعلم والبناء الفكري.

وقال حنفي لـ"الاستقلال":"إننا نعيش مجزرة حقيقية، ونعارك الحياة لوحدنا"، مستنكرا تعاطي الحكومة اللبنانية مع قضية اللاجئين بشكل أمني لا إنساني، حيث الحواجز ونقاط التفتيش الأمنية على الطرقات. وذكر أن أصحاب المهن الحرة من اللاجئين كالأطباء والمهندسين والصيادلة والمحامين محرومون من ممارسة حقوقهم، مما ينذر بانفجار في المنطقة نتيجة الضغط، ينتهي إما بالهجرة أو الانحراف.وأكد حنفي أنه بالرغم من كل أجواء التشاؤم، إلا أن الفلسطينيين أثبتوا كفاءتهم وصمودهم، وتمسكهم بحق العودة، حيث لا يخلو بيت من صورة للقدس ومفتاح العودة، إضافة إلى تسمية الأحياء السكنية التي يقطنون فيها بأسماء المدن الفلسطينية، للحفاظ على العادات والتقاليد الفلسطينية.

المصدر: الاستقلال