القائمة

مواقع التواصل الأجتماعي

تقارير إخبارية

إعمار مخيم نهر البارد.. وعود كاذبة..

إعمار مخيم نهر البارد..وعود كاذبة..

عبد الرحمن عبد الحليم / مخيم نهر البارد

مضى الوقت النهائي لتسليم الرزمة الأولى في مخيم نهر البارد القديم دون الإنتهاء من الإعمار، وعود كاذبة وتأجيلات عديدة أطلقتها الأنروا في موعد تسليم الرزمة ، وذلك دون أن تقدم ملحوظ في الإعمار فلا يزال الإعمار يسير فوق ظهر سلحفاة ، حيث مضى على موعد التسليم الأول ما يقارب أربعة شهور ، وهذا عدا عن الغش في عملية البناء . فمن المسؤول في الإشراف على الإعمار وفي معالجة هذا التقصير والغش والكذب الحاصل؟

ولمعرفة حقيقة الإعمار الحاصل في المخيم، قامت البراق بزيارة ميدانية إلى هيئة العمل الأهلي والدراسات لإعادة إعمار مخيم نهر البارد، وهي اللجنة المنتخبة من قبل أهالي المخيم مباشرة لكي تكون العين الأولى في الإشراف على عملية الإعمار، حيث التقينا بمنسق التحكيم في الهيئة الأستاذ جمال فريجة "ابو خالد"، حيث تساءلنا معه عن أسباب التأخير في تسليم الرزمة الأولى في وقتها المحدد، حيث أشار فريجة أن التقصير في عملية الإعمار يعود في بداية الأمر إلى المتعهد ثم إلى الإستشاري ويليهما الأنروا، ولا يخفى أيضاً غياب أو ضعف دور فصائل المقاومة الفلسطينية في متابعة ملف الإعمار بشكل تام.

وقال فريجة إن هناك عدة رسائل وجهت إلى مدير قسم الطوارىء في الشمال أ.محمد عبد العال من أجل تحديد الموعد النهائي لتسليم الرزمة كاملة، حيث توعد عبد العال من جديد بأن يتم تسليم N2 في 25/1 من هذا العام وهو جزء من الرزمة، ولكن هذا الموعد غير صحيح أبداً وغير وارد على الإطلاق ، لأن الإعمار لم ينته بعد في هذا الجزء ولا يزال هناك تقصير في إتمام العمل في الصرف الصحي والكهرباء والمياه، حيث أكد فريجة أن هذا الموعد من الوعود الكاذبة لأنه عاري عن الصحة.

وأشار "أبو جمال" أنه منذ تحديد هذا الوقت للتسليم بدأ الغش في آلية الإعمار، وجميع المعلومات التي تقول إن الإعمار هو نموذجي هي وهمية لأن نوعية البلاط والدهان والشبابيك هي من أتعس ما يكون، لذا قامت الهيئة بإرسال رسالة إلى مدير الطوارىء لإبلاغه عن مشاكل الإعمار ولكن لم يرد بعد، وهذا نص الرسالة:

السيد مدير قسم الطوارىء في الشمال المحترم..

السيد محمد عبد العال مسؤول قسم الطوارىء المحترم..

تحية وبعد..

نحن أعضاء لجنة المتابعة عن المرحلة الأولى في الإعمار ، نضع بين أيديكم بعض الملاحظات المهمه والملحة في متابعتها وتصحيحها نذكر منها:

1ـ معالجة مشاكل الدرج بما فيه الإنارة.

2ـ معالجة مشاكل التعديل لبعض المنازل.

3ـ المجارير( الصرف الصحي ).

4ـ العفش.

5ـ مشاكل متفرقة مثل النشش والبلاط.

نحيطكم علماً بأن لدينا ملف مثبت فيه كل المشاكل التي أعلمناكم بها.

آملين منكم الإسراع في تفادي وتصحيح مثل هذه المشاكل ، ولكم منا جزيل الشكر.

لجنة المتابعة الأهلية

عن المرحلة الأولى للإعمار

نهر البارد 29/12/2010

أما بالنسبة للتعويضات على الأثاث، فقد وقعت الدول المانحة والحكومة اللبنانية والأنروا وفصائل المقاومة على البند الذي جاء في المناقصة والذي يقول:" إن برنامج التغطية الإجتماعية والإقتصادية للأنروا سيتضمن تعويضات تتخطى قيمتها 6000 $ لكل عائلة من 4600 عائلة وذلك بدل فقدان الأدوات المنزلية الأساسية نتيجة للصراع، هذه الأدوات مثل أدوات المطبخ والأدوات الكهربائية وغرف النوم"، ولكن اليوم تبين لنا أن هناك آلية خاطئة توضع من أجل عملية توزيع التعويضات، أي أن المبلغ سيكون أقل من المبلغ الذي وقع عليه في مؤتمر فيينا ، وتحدد قيمة التعويضات ستكون حسب سعر السوق، حيث قام أحد أعضاء فصائل المقاومة الفلسطينية بجلب عدة عروضات تحدد أسعار المفروشات لكي يتم الإستناد إليها في تحديد نصيب العائلة من المال، فهذا الأمر مرفوض على الإطلاق لأنه يخالف المناقصة التي وقعت في مؤتمر فيينا.

وبالنسبة لأبناء مخيم نهر البارد الذين يعملون داخل المخيم القديم، فإنهم يعانون من مشاكل عديدة، حيث إن الشركات بدأت بوضع العلل فيهم من أجل إنهاء عملهم داخل المخيم والأنروا تساند الشركات بذلك، فإن نسبة العاملين من أبناء نهر البارد تبلغ حوالي 15 % علماً أن المناقصة نصت على أن تكون نسبة العمال الفلسطينيين من سكان المخيم 90 % والأجانب 10 %، ولكن ليس هناك إلتزام بهذا المبدأ على الإطلاق، فإن عملية تفنيش العمال الفلسطينيين مستمرة، وذلك لأنهم لا يريدون أن يكون أبناء المخيم مشرفين على البناء، ولكي لا ينقلوا إلى أهالي حقيقة الإعمار التي تتسم بالغش العلني، مثل الدهان الخارجي تحت الأمطار وتليس الجدران وهي مبللة بمياه الشتاء وأيضاً النشش الحاصل في الأسقف....الخ، لذا بدأت الشركات بتوجيه التهم إلى أبناء المخيم مثل إتهام عامل وعاملة بسرقة ناظور مساحة علماً أن حجمه يتطلب سيارة نقل، علمًا أن مفتاح المستودع ليس معهم ولكن غياب دور فصائل المقاومة الفلسطينية في الدفاع عنهم أدى إلى جرهم إلى المخفر للتحقيق معهم في الموضوع..

ولمعرفة آراء بعض فصائل المقاومة الفلسطينية عن هذا الموضوع، قمنا بزيارة إلى مسؤول حركة حماس في مخيم نهرالبارد الحاج "أبو صهيب الشريف"، حيث أكد أن ملف إعادة إعمار المخيم هو من أولويات الحركة في لبنان وبالتالي فإن إعمار البارد وعودة أهله إليه مرتبط بالعودة إلى فلسطين.

وأشار "أبو صهيب" أنه لا يوجد مبرر للتأخير في تسليم الرزمة الأولى في وقتها المحدد، خاصة أن الأموال موجودة ولا يوجد هناك أية عراقيل تحول دون التسليم بالوقت المحدد، علماً أن الوعود التي كانت من قبل الأنروا تأكد على الإنتهاء من إعمار الرزمة قبل وقت تسليمها. لقد مضى على إعمار الرزمة الأولى أكثر من عام ولم تنتهي إلى الآن، فمتى سيتم بناء الرزم السبع الأخرى ؟ هل يعني هذا أننا سنعود إلى فلسطين قبل عودتنا إلى البارد؟!

وختاماً، نأكد أنه لا بد من إنهاء معاناة مخيم نهر البارد، ولا بد من محاسبة المقصريين تجاه ملف إعادة الإعمار، ولا سيما الأنروا أولاً لأنها هي المسؤولة عن اللاجىء الفلسطيني في لبنان، ونطالب فصائل المقاومة الفلسطينية في متابعة هذا الملف؟