القائمة

مواقع التواصل الأجتماعي

تقارير إخبارية

«إنتماء».. حملة فلسطينية تؤكد الإصرار على الهوية ورفض الصفقات


الجمعة، 10 نيسان، 2020

منذ عام 2010 يمثل ﺷﻬﺮ ﺃﻳﺎﺭ ﻣﻦ ﻛﻞ ﻋﺎﻡ بالنسبة للفلسطينيين عرسًا للهوية الفلسطينية يجسد انتماء اللاجئ في الداخل والشتات بأرضه وتاريخه وتراثه.

ﻭﺗﺸﺘﺮﻙ ﺍﻟﻤﺆﺳﺴﺎﺕ ﻭﺍﻟﻠﺠﺎﻥ ﺍﻟﻌﺎﻣﻠﺔ ﻭﺍﻟﺪﺍﻋﻤﺔ ﻟﻠﺤﻖ ﺍﻟﻔﻠﺴﻄﻴﻨﻲ ﻓﻲ ﻣﺨﺘﻠﻒ ﻣﻨﺎﻃﻖ ﺍﻻﻧﺘﺸﺎﺭ، ﻭﺗﻬﺪﻑ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺤﻔﺎﻅ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻬﻮﻳﺔ ﺍﻟﻔﻠﺴﻄﻴﻨﻴﺔ ﻭﺗﻌﺰﻳﺰ ﺍﻟﺸﻌﻮﺭ ﺍﻟﻮﻃﻨﻲ ﻭﺗﻌﻤﻴﻖ ﺍﻻﻧﺘﻤﺎﺀ ﻟﻔﻠﺴﻄﻴﻦ ﻭﺍﻟﺘﻤﺴﻚ ﺑﺤﻖ ﺍﻟﻌﻮﺩﺓ.

ﺍﻟﻜﻮﻓﻴﺔ وﺍﻟﻌﻠﻢ وﺍﻟﻤﻔﺘﺎﺡ، وغيرها من رموز النضال الفلسطيني والتي يتوارثها الفلسطينيون جيلا بعد جيل وترتبط ارتباطا وجدانيا لا انفكاك منه لتتلاشى معه أحلام الصهاينة بأن الكبار يموتون والصغار ينسون!

وتنطلق انتماء هذا العام 2020 ﺑﺎﻟﺸﺮﺍﻛﺔ ﻣﻊ ﺍﻟﻤﺆﺗﻤﺮ ﺍﻟﺸﻌﺒﻲ ﻟﻔﻠﺴﻄﻴﻨﻴﻲ ﺍﻟﺨﺎﺭﺝ ﻹﺣﻴﺎﺀ ﺍﻟﺬﻛﺮﻯ ﺍﻟﺜﺎﻧﻴة ﻟﻠﻨﻜﺒﺔ ﺑﻤﺎ ﻳﻌﻜﺲ ﺍﻟﺤﻔﺎﻅ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻬﻮﻳﺔ ﺍﻟﻔﻠﺴﻄﻴﻨﻴﺔ، ﻓﻲ ﻣﻮﺍﺟﻬﺔ ﺻﻔﻘﺔ ﺍﻟﻘﺮﻥ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺴﺘﻬﺪﻑ ﺍﻷﺭﺽ ﻭﺍﻟﺸﻌﺐ ﻭﺍﻟﻬﻮﻳﺔ.

مضامين الحملة

وأوضحت نسرين عودة؛ رئيسة رابطة المرأة الفلسطينية في الخارج أن ﻟﻠﺤﻤﻠﺔ ﻣﻀﺎﻣﻴﻦ ﺃﺳﺎﺳﻴﺔ ﺳﺘﻮﺍﺻﻞ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻭﻫﻲ ﺍﻟﻤﺘﻌﻠﻖ ﺑﺎﻟﻬﻮﻳﺔ ﺍﻟﻔﻠﺴﻄﻴﻨﻴﺔ ﻭﻣﺤﺎﻭﻻﺕ ﺍﻟﻌﺪﻭ ﻄﻤﺴﻬﺎ، ﻭﻛﻴﻔﻴﺔ ﻣﻮﺍﺟﻬﺘﻬﺎ ﻭﺍﻟﺘﺮﻛﻴﺰ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺠﺎﻧﺐ ﺍﻟﻤﺘﻌﻠﻖ ﺑﺤﻖ ﺍﻟﻌﻮﺩﺓ ﻓﻲ ﻇﻞ ﺻﻔﻘﺔ ﺍﻟﻘﺮﻥ.

وأضافت عودة في حديث لـ "قدس برس": "ﺳﺘﺮﻛﺰ ﺍﻟﺤﻤﻠﺔ ﻋﻠﻰ ﺗﺒﻴﺎﻥ ﺍﻟﻤﺤﺎﻭﺭ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺴﺘﻬﺪﻓﻬﺎ ﺍﻟﺼﻔﻘﺔ ﻭﺁﻟﻴﺎﺕ ﻭﺳﺒﻞ ﻣﻮﺍﺟﻬﺘﻬﺎ ﻓﻲ ﻇﻞ ﺍﻟﺤﺠﺮ ﺍﻟﻤﻨﺰﻟﻲ، وأيضا ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺠﺎﻧﺐ ﺍﻟﺘﻌﺮﻳﻔﻲ ﻭﺍﻟﺘﻮﻋﻮﻱ ﺑﺎﻟﻘﻀﻴﺔ ﺍﻟﻔﻠﺴﻄﻴﻨﻴﺔ، ﻭأﺳﺒﺎﺏ ﻭﺁﺛﺎﺭ ﺍﻟﻨﻜﺒﺔ، ﻭﻣﺸﺎﺭﻳﻊ ﺍﻻﺣﺘﻼﻝ ﻭﺳﺒﻞ ﺍﻟﻤﻮﺍﺟﻬﺔ ﻻ ﺳﻴﻤﺎ ﻟﺪﻯ ﻓﺌﺔ ﺍﻟﺸﺒﺎﺏ.. ﻟﺘﻌﻮﻳﺾ ﺍﻟﻤﺴﺎﺣﺔ ﺍﻟﻤﻔﻘﻮﺩﺓ ﺑﺴﺒﺐ ﻏﻴﺎﺏ ﺍﻟﻔﻌﺎﻟﻴﺎﺕ ﺍﻟﻤﻴﺪﺍﻧﻴﺔ".

وأشارت إلى أن الشعب الفلسطيني أعرب عبر سنوات الاحتلال عن تمسكه بأرضه وثوابته وبذل في سبيلها الغالي والنفيس من الشهداء والجرحى والأسرى.

وأكدت أن عودة اللاجئين "من الثوابت التي لا يتنازل عنها شعبنا في الداخل والخارج".

وأردفت: "برغم حالة الانقسام المؤسفة رفض شعبنا مشاريع التصفية والتي تستهدف ثوابته ولعل الظروف السياسية الراهنة من محاولة تصفية القضية الفلسطينية بصفقات مشبوهة فرصة حقيقية للوحدة ونبذ الانقسام".

وشددت: "وهو ضرورة ملحة بعد أن أثبت الاحتلال شراهته في انتزاع الأرض وفرض سيادته الاستعمارية ضاربا بعرض الحائط لأي مشاريع تسوية أو مواثيق دولية".

وبيّنت بأن الشعب الفلسطيني هو صاحب القرار في رفض كل ما يمس حقه من صفقات خاسرة أو انقسامات باتت تضر بثوابتنا الوطنية وبوجودنا على أرض أجدادنا على أرض فلسطين التاريخية.

وتابعت: "ولهذا فإن تفاعل الشعب الفلسطيني في الشتات مع حملة انتماء وغيرها من الحملات عبر السنوات الماضية هو دليل واضح على أن هذا الشعب حي بقضيته وبتمسكه بأرضه وما ضاع حق ورائه مطالب".

واستطردت: "لعل بُعد الشعب الفلسطيني عن الأرض والوطن كان الداعي إلى تمسكه بهويته؛ فالفلسطيني الذي تشتت في كل بقاع العالم واختلط بكل الثقافات العالمية والعربية حافظ على نمطه الثقافي في علاقاته بغيره ونمط حياته".

وأوضحت: "وهذا يدل على عمق وعي اللاجئ فتمسك بحق عودته وحق الفلسطيني بشكل عام بدولته المستقلة رغم اختلاف توجهاته. الشعب الفلسطيني أكد على أن كلمة عربي فلسطيني تعبر عنهم وتعرفهم دون تردد، من هذا فإن حملة انتماء تركز على الهوية الفلسطينية الجامعة وأن الوحدة هي طريق العودة والتحرير".

ظروف انطلاق الحملة

وتطرقت "عودة" إلى ظروف انطلاق الحملة هذا العام في ظل انتشار مرض كورونا (كوفيد 19). واصفة إياها بالتحدي ﺍﻷﺳﺎﺱ مع محاولات الاحتلال ومحاربته كل مطالبة للحق الفلسطيني وعمله على إسكات هذه الأصوات الحرة أينما كانت.

وأضافت: "مع انشغال ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺑﺎﻟﻮﺿﻊ ﺍﻟﺼﺤﻲ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﻭﻣﺎ ﻧﺘﺞ ﻋﻨﻪ ﻣﻦ ﺃﻭﺿﺎﻉ ﺍﻗﺘﺼﺎﺩﻳﺔ ﺳﻴﺌﺔ فكان لا بد من ﺟﻬﺪ ﻛﺒﻴﺮ ﻟﻌﺪﻡ ﺍﻻﺳﺘﺴﻼﻡ ﺃﻣﺎﻡ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻮﺍﻗﻊ، ﺑﻞ ﻫﻨﺎﻙ ﻣﺴﻌﻰ ﻟﺘﺤﻮﻳﻠﻪ ﺇﻟﻰ ﻓﺮﺻﺔ ﺣﻴﺚ ﻳﺘﺎﺡ ﺍﻷﻣﺮ ﺍﻻﺳﺘﻔﺎﺩﺓ ﻣﻦ ﺍﻫﺘﻤﺎﻡ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺑﺎﻟﺘﻮﻋﻴﺔ ﺍﻟﺼﺤﻴﺔ ﻟﺘﺴﻠﻴﻂ ﺍﻟﻀﻮﺀ ﻋﻠﻰ ﻣﻌﺎﻧﺎﺓ ﺍﻷﺳﺮﻯ ﺍﻟﺼﺤﻴﺔ".

ونوهت: "وﺍﻻﺳﺘﻔﺎﺩﺓ ﻣﻦ ﺍﻧﺼﺮﺍﻑ ﺍﻟﺠﻬﺎﺕ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻤﻴﺔ ﻭﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻳﺔ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻢ ﻋﻦ ﺑﻌﺪ، ﻭﺍﻏﺘﻨﺎﻡ ﺍﻟﻔﺮﺻﺔ ﻟﺘﻘﺪﻳﻢ ﺍﻟﺒﺮﺍﻣﺞ ﺍﻟﺘﻮﻋﻮﻳﺔ ﺍﻟﻤﺘﻌﻠﻘﺔ ﺑﺎﻟﻘﻀﻴﺔ ﺍﻟﻔﻠﺴﻄﻴﻨﻴﺔ ﺍﻧﺘﻬﺎﺯ ﻓﺮﺻﺔ ﺍﺟﺘﻤﺎﻉ ﺍﻟﻌﺎﺋﻼﺕ ﻓﻲ ﺍﻟﺒﻴﻮﺕ ﻟﺘﻌﺮﻳﻔﻬﻢ ﺃﻛﺜﺮ ﺑﺘﺎﺭﻳﺦ ﺑﻠﺪﺍﺗﻬﻢ وعائلاتهم".

ماهية "انتماء"؟

بدوره أكد إبراهيم العلي؛ كاتب وباحث في شؤون اللاجئين الفلسطينيين وعضو اللجنة التحضيرية للحملة الدولية للحفاظ على الهوية الفلسطينية (انتماء)، أن انتماء هي حملة وطنية بامتياز تخاطب الشعب الفلسطيني كافة.

وبيّن العلي في حديث لـ "قدس برس": "فهي تعمل من أجل الكل الفلسطيني بعيداً عن أي انتماء فصائلي أو حزبي ضيق وتفتح الباب لكل المؤسسات الفلسطينية ذات الطابع الوطني لتكون شريكة في هذا الحراك".

وتابع: "حيث أن المرحلة تتطلب جهود الجميع للحفاظ على الهوية الفلسطينية من الضياع أو الانصهار مع المجتمعات التي صار إليها اللاجئون".

وأشار إلى أن ما شهدته بعض الدول العربية من أحداث خلال العقد الأخير ونشوء قضايا لجوء عربية جديدة أدى إلى تراجع الاهتمام بالقضية الفلسطينية.

وأفاد: "مما يوجب على العاملين في الشأن الفلسطيني سواء على الصعيد الرسمي أم الشعبي العمل الحثيث والحقيقي لإعادة القضية إلى مكانها الصحيح كقضية مركزية للأمة العربية والإسلامية من ناحية، والسعي القوي والجاد لتوفير كل الوسائل الكفيلة بحماية الهوية الفلسطينية من ناحية أخرى".

وذكر أن ذلك "يتم من خلال تعزيز صمود الشعب الفلسطيني بكل الإمكانيات وحث الشعوب والحكومات العربية لتقديم الدعم اللازم لحفاظ على قضيتهم الأولى فلسطين ورفض ونبذ أي محاولات للتطبيع مع الاحتلال".

وأكد العلي أن الشعب الفلسطيني سواء داخل المخيمات أو خارجها يعي جيداً مسؤولية الاحتلال الصهيوني عن مأساته وحالة التشرد والبؤس الذي يعيش فيها منذ أكثر من سبعة عقود مضت.

واستدرك: "فقد تمسك خلال سنين النكبة الطويلة بهويته الفلسطينية ورفض أي شكل من أشكال التوطين أو الوطن البديل وظل محافظاً عليها من الذوبان رغم كل الضغوط والممارسات السالبة لحقوقه في معظم دول اللجوء".

ونوه إلى ما تعرض له الشعب الفلسطيني من ظلم وانتهاكات وحرمان لدفعه للقنوط واليأس والقبول بأي شيء قد يعرضه الاحتلال الصهيوني وداعميه في سياق الحلول المطروحة لتصفية القضية الفلسطينية.

وأردف: "لذلك كان لا بد من تدعيم مواقف اللاجئين عبر المبادرات والمشاريع الوطنية لتحصينهم ضد كل المؤامرات والحد من تداعياتها من خلال تعريفهم بحقوقهم والمخاطر المترتبة على التنازل عنها وضرورة التمسك بها مهما بلغت التضحيات".

موقف الاحتلال

وعن موقف الاحتلال من هذه الحملات الوطنية أوضح "العلي" أن أي حراك فلسطيني يسعى لترسيخ الانتماء والتمسك بالهوية الوطنية الفلسطينية وتعزيز هذا الشعور لدى اللاجئين الفلسطينيين يشكل عامل خطر على الكيان الصهيوني الذي سعى ولا يزال لانتزاع فلسطين من داخل كل فلسطيني كما انتزعه من فلسطين قبل ذلك.

وشدد على أن الحملة ماضية في تطبيقها للمضامين الأساسية المتعلق بالهوية الفلسطينية وتغذية الجانب المعرفي بالقضية وأسباب وآثار النكبة، ومشاريع الاحتلال وسبل مواجهتها، والتركيز على الجانب المتعلق بحق العودة في ظل صفقة القرن، دون الاكتراث لكل محاولات العدو الهادفة إلى عرقلتها أو الحد من انتشارها.

المصدر: محمد صفية - قدس برس